سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحتفظ باسم العضو الذي طارد السيارة ... وتدعو رئيس الهيئة إلى جلاء الحقيقة . "الحياة" تنشر وثيقتين وتحتفظ بتسجيلات صوتية تكشف تسبب دورية "هيئة عرعر" في وفاة الفتاة وإصابة الشاب
لم ترغب صحيفة"الحياة"في إطالة الأخذ والرد، خصوصاً أن دورها الإعلامي يتطلب منها القيام برسالتها الإعلامية بكل وضوح وأمانة ومهنية عالية، إلاّ أن إصرار هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على تكذيب خبر الصحيفة المنشور يوم الثلثاء 11 من شهر رمضان الماضي، حول مطاردة احدى دورياتها التابعة لهيئة عرعر سيارة، كان يستقلها شاب وفتاة بعد الاشتباه بوضعهما في خلوة"غير شرعية"، ما أسفر عن وفاة الفتاة وإصابة الشاب سائق السيارة بجروح أدخل على إثرها العناية المركزة في المستشفى جراء مطاردتهما على طريق جديدة - عرعر. اضطر"الحياة"إلى الرد على بيان الهيئة وثائقياً تبياناً للحق والصدق، خصوصاً بعد أن سارعت إلى نشره في بعض المواقع الإلكترونية ونشرته"الحياة"حرفياً كما تلقته، استجابة للأمر السامي الكريم القاضي بنشر ايضاحات الجهات الحكومية وردها على ما يُنشر في الصحف، وأيضاً للدفاع عن صدقيتها ومهنيتها وموقفها الإعلامي. وكشفت الوثائق التي حصلت عليها"الحياة"حول قضية مطاردة دورية الهيئة، تورط أفراد دورية الهيئة في المطاردة والتسبب"غير العمد"في الحادثة المرورية التي نتجت عنها وفاة الفتاة وإصابة الشاب. وكانت الوثائق التي تمتلكها الصحيفة واستندت عليها في كتابة خبر الحادثة، إضافة إلى التسجيل الصوتي للمصادر التي استقت منها المعلومات، متوافرة لدى"الحياة"منذ وقت باكر، ولكنها أرجأت نشر ما تضمنته من حقائق إلى ما بعد شهر رمضان الكريم والاحتفال بعيد الفطر المبارك، تقديراً لمشاعر أسرتي الشاب والفتاة، واحتراماً للشهر الفضيل، وحفاظاً على المهنية والحرفية الصحافية التي لن تتنازل عنها"الحياة"، ولن تسمح لأحد بالطعن فيها لمجرد نفي التهمة عن نفسه فقط. وبعد ان تلقت"الحياة"خطاب مدير العلاقات العامة والإعلام في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منتصف رمضان، متضمناً جملاً من المغالطات ولغة لا تتوافق مع رسالة الجهاز المسالمة القائمة على المعاملة الحسنة والنصح بالحسنى، وعدم التسرع في الحكم على أقوال وشهادات الآخرين، والتشكيك في صدقيتهم باعتبار أن رجالاتهم على حق وغيرهم كاذب ومفتر. لذا قررنا الرد والتوضيح على خطاب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي نشرته الهيئة في بعض مواقع الانترنت، متهمة إيانا بالكذب والافتراء، ونعلم سلفاً أنها ستقول إنها أرسلت الرد إلينا ولم ينشر، إلا أننا نشرناه في اليوم التالي لوصوله إلينا رغبة في إعطاء الرأي والرأي الآخر، وتطبيقاً للمعايير المهنية والإعلامية التي نلتزم بها، و"الحياة"لا تقبل بأي حال من الأحوال ان تطعن في أحد من دون إثبات أو صدقية، إذ إن ديدنها توثيق ما تنشره بحسب الأعراف الإعلامية الرصينة وسياستها التحريرية، مع العلم ان الخبر المنشور لدينا تضمن نفي الهيئة في عنوان الموضوع الرئيسي ومتنه. ومما تضمنه تعقيب"الهيئة"أن دوريتهم أبلغت الدوريات الأمنية برقم السيارة ونوعها وموديلها من دون أن تلحق بها دورية الهيئة، إذ واصلت أداء عملها، وبعد رجوعها شاهد أفرادها السيارة ذاتها على جانب الطريق وهي"منقلبة"، وتم نقل الشاب والفتاة إلى المستشفى عن طريق الإسعاف إذ توفيت الفتاة وأصيب الشاب، بحسب رواية"الهيئة". وعلى خلاف ذلك، أكدت وثائق الدوريات الأمنية، أن غرفة العمليات تلقت في تمام الساعة 10:45 من مساء الأحد الثامن من رمضان، بلاغاً هاتفياً من جوال عضو الهيئة تحتفظ"الحياة"برقم الجوال واسم العضو ومستعدة لإبرازه في حال طلبه، يفيد بأن أحد منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يطلب دورية تعزيز على طريق جديدة ? عرعر، لوجود سيارة رفض قائدها التوقف لهم وهي من نوع"سوناتا"رقم اللوحة .... اللون رصاصي، ويرغب الاستعجال في توجيه الدورية لأن السيارة تسير بسرعة جنونية، ما يؤكد أنهم خلف السيارة مباشرة. وكشفت الوثائق أنه أثناء المكالمة مع مأمور العمليات، أبلغهم عضو الهيئة، بأن السيارة المذكورة تعرضت لحادثة انقلاب أمامه في بداية الطريق المزدوج لخط جديدة - عرعر، وأنه توجد فتاة مصابة كانت في السيارة المذكورة. وأشارت الوثائق إلى أنه تم إبلاغ الهلال الأحمر وتم تسليم الموقع لمرور المنطقة وبعد ذلك اتضح أن المرأة توفيت داخل مستشفى عرعر المركزي، ما يؤكد أن معلومات خطاب"الهيئة"التعقيبي مغلوطة، ولا تتوافق مع الوقوعات التي سجلت في محاضر الدوريات الأمنية. وأكدت مصادر"الحياة"أنه ترد إليهم بلاغات كثيرة من دوريات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يطلبون فيها المساندة لمطاردتهم إحدى السيارات، إما لوجود خلوة غير شرعية أو لمعاكسة قائد السيارة لإحدى النساء في الأسواق، ما قد يعرض أرواح المواطنين للخطر جراء تلك المطاردات. وأشار إلى أن الدوريات الأمنية على رغم كثرة الاتصالات التي تتلقاها من أعضاء الهيئة لمساندة مطارداتهم، إلا أنها لا تقوم بمطاردة تلك السيارات، مشدداً على أنه يتم إفهام المتصلين من منسوبي الهيئة بضرورة التعميم على السيارة فقط من دون مطاردتها وتعريض أرواح من بداخلها وأرواح الآخرين للخطر، لأن المطاردة تخضع لحالات معينة ذات صبغة خطرة لا تنطبق على الحالات التي يباشرها بعض منسوبي الهيئة. وكان من اللافت أن خطاب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التعقيبي الذي تلقته"الحياة"، وضع في مواقع إلكترونية بهدف الإساءة إلى الصحيفة، بما تضمن من كلمات مغلوطة ولغة لا تتوافق مع رسالة الجهاز، والتشكيك في صحة المعلومات المنشورة، في مكابرة واضحة على الحقائق، وهذه الممارسة مرفوضة من الصحيفة التي تحتفظ بحقها في الرد على كل من يتطاول على صدقيتها. و"الحياة"تنتظر من الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ إبراهيم الغيث مواجهة هذه الحقيقة ومحاسبة المتسببين، خصوصاً أنه رجل فاضل وذو علم واسع وإدراك أوسع. ونحن لا نقبل تحميل الخطأ على ظهور الغير لدفع التهمة عن منسوبي الهيئة، وهذا ليس دفاعاً عما وقع فيه الشاب والفتاة من خلوة غير شرعية، إلاّ أن هناك جهات معنية عليها القيام بدورها ومسؤولياتها تجاه مثل هذه الممارسات، التي نرفض أن تنتشر في هذه البلاد الطاهرة. وكانت"الحياة"في مرات سابقة، استقبلت شاكين وباكين من بعض الممارسات الغليظة من رجالات الهيئة، إلاّ أنها فضلت عدم النشر لعدم الحصول على الوثائق كافة، وإيماناً بالقول إذ جاءك أحدهم فقئت عينه فتأكد ألا يكون الآخر فقئت عيناه، واتباعاً لسياسة تحريرية رصينة تستند إلى صدقية الخبر وضرورة توثيقه. كما لا يفوتنا الإشارة إلى قصة رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرع هيئة حي الملك فهد، من تعطيل طالبين من طلبة جامعة الملك سعود عن الاختبار النهائي في 10-6-2006، بعد توقيفهما في أحد المراكز التجارية في شمال الرياض بسبب تفعيلهم لخاصية"البلوتوث"، ومطالبتهم باعتذار رسمي من الهيئة على تفتيش هواتفهم الشخصية المتضمنة لصور عائلاتهم، والتعامل معهم ب"فظاظة"لا تعكس الدور المطلوب من الجهاز الذي يعملون فيه، إضافة إلى إتلاف جميع الأرقام المحفوظة في ذاكرة الهاتف، كما أن أفراد الهيئة خالفوا التوجيهات التي تقتضي إبراز بطاقات عملهم. و"الحياة"إذ تستعرض ما لديها من وثائق واثباتات على ثقة كاملة بأن ما حدث ويحدث من اجتهادات فردية من بعض رجالات"الحسبة"لا ترضي القائمين عليها والمسؤولين عنها، علماً بأن الصحيفة تقدر دورهم ورسالتهم لمنع انتشار الرذيلة داخل المجتمع، مثلما تعتز بدورها ورسالتها الإعلامية الرصينة. والله ولي التوفيق.