أكد وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري، أن التفاوت الطبوغرافي بين المناطق الجبلية ذات الوديان العميقة والجبال والسهول المنبسطة والكثبان الرملية, وانتشار المدن والقرى والهجر في هذه المناطق التي يفصل بعضها عن بعض مئات الكيلومترات،"جعل مهمة إنشاء الطرق أمراً صعباً يتطلب توافر إمكانات تقنية متطورة، وموارد مالية هائلة، خصوصاً في المناطق الجنوبية والغربية من البلاد التي تضم العديد من المدن والقرى ومراكز السكان فوق سفوح جبال السروات، وعلى سهول تهامة". وأشار الصريصري في تصريح له بمناسبة تنظيم الوزارة ورشة عمل بعنوان"السلامة في الأنفاق والمنشآت تحت الأرض"، في الفترة من 17 إلى 18 شوال الجاري، الموافق من الثامن إلى التاسع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل، إلى أن هذا التمايز الطبوغرافي تطلب ربط هذه المناطق بشبكة من الطرق الرئيسة استخدمت فيها أحدث الأساليب التقنية في تصميم وإنشاء الطرق، ومن ذلك شق الأنفاق، وإنشاء العديد من الجسور، وتثبيت الصخور في القطعيات الصخرية، باستخدام أحدث ما توصلت إليه التقنية الحديثة في هذه المجالات، ما أدى إلى اختصار المسافات الطويلة، وتسهيل الحركة والانتقال بين تلك المناطق. وأكد وزير النقل أن الوزارة قررت تنظيم هذه الورشة التي تتناول السلامة في العديد من مشاريع الأنفاق الحيوية للأنفاق بالتعاون مع الاتحاد الدولي للأنفاق، بهدف الاستفادة من جميع الخبرات العالمية في مجال المنشآت تحت الأرض، والتعرف على أسس السلامة الرئيسة عند تشغيل وصيانة هذه المنشآت. وفي السياق نفسه، أشارت وزارة النقل إلى أن عوامل السلامة تعتبر من الأسس الرئيسة التي تحدد نجاح المشاريع الهندسية، إذ ترتبط هذه العوامل بالبيئة المحلية لهذه المشاريع. لذا فإن معرفة هذه العوامل بطريقة واضحة وصحيحة، وطبقاً للأساليب العلمية المتعارف عليها، يجنب المشروع الكثير من المشكلات أثناء عملية التنفيذ، ويضمن إنهاءه في زمنه المحدد وبالكلفة المناسبة وبالجودة المنشودة مع تجنب أي مخاطر قد تحدث أثناء التشغيل. من جهته، أكد وكيل الوزارة لشؤون الطرق رئيس اللجنة المنظمة للورشة المهندس عبدالله المقبل أهمية هذه الورشة، لإسهامها في اطلاع الاختصاصيين في مجال الأنفاق والمنشآت تحت الأرض على الخبرات العالمية في هذا المجال، والتعرف على أسس السلامة الحديثة الرئيسة في مجالات التشغيل والصيانة لتلك المنشآت. وأوضحت الوزارة أن ورشة السلامة في الأنفاق والمنشآت تحت الأرض تهدف إلى تقديم ومناقشة أحدث المفاهيم الخاصة بعوامل السلامة في هذه الأنفاق والمنشآت، لافتة إلى أن البرنامج العلمي للورشة سيركز على أنفاق النقل، وعلى نقل الخبرة الحديثة، خصوصاً في ما يتعلق بالصيانة وإدارة المخاطر. وفي شأن محاور الورشة، كشفت الوزارة أنها ستتناول خمسة محاور، هي: السلامة أثناء التشغيل في الأنفاق والمنشآت تحت الأرض، وإدارة المخاطر قبل وأثناء التشغيل، والصيانة والتشغيل المروري في الأنفاق، والنواحي البيئية في الأنفاق والمنشآت تحت الأرض، وأخيراً النواحي الجيولوجية والجيوتقنية في تلك الأنفاق والمنشآت. وأعلنت وزارة النقل أن خبراء عالميين من الاتحاد الدولي للأنفاق, ومهنيين محليين اختصاصيين يمثلون الجهات الحكومية ذات العلاقة بموضوع الورشة, وكذلك أكاديميين سيقدمون ويناقشون العديد من الأفكار والحلول والخبرات المتعلقة بموضوع الورشة، والجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بموضوع الورشة أيضاً. وأفادت أن الندوة تستهدف المهندسين الذين يتعلق عملهم بمجال السلامة في الأنفاق والمنشآت تحت الأرض، ومهندسي المشاريع المسؤولين عن تخطيط وتصميم وصيانة الأنفاق، ومهندسي المكاتب الاستشارية والمقاولين، علاوة على منسوبي الجهات المرتبط عملها بالنواحي البيئية في الأنفاق والمنشآت تحت الأرض، معربة عن أملها في مشاركته في حضور فعاليات الورشة، لتحقيق النتائج والنجاح المأمول منها.