حمل المدير العام ل"مؤسسة جديرة للإنتاج الفني"خالد المسيند، وزارة الثقافة والإعلام السعودية مسؤولية قلة الأعمال الدرامية السعودية، والاكتفاء بإنتاج البرامج بمختلف أنواعها. وقال ل"الحياة"إن التلفزيون السعودي لم يعمّد مؤسسات الإنتاج الفني بإنتاج أية أعمال درامية منذ قرابة عامين، واكتفى بمسلسل العام الماضي، والمسلسل الذي سيعرض خلال رمضان الجاري ابو شلاخ البرمائي بطولة فايز المالكي. وأضاف المسيند أن التلفزيون السعودي قام بوضع دراسة من المفترض ألا تزيد على ستة أشهر، لكنها قاربت السنتين من الإنتاج الفني في السعودية. وسبب تلك الدراسة أنهم وجدوا أن الأعمال الدرامية دون المستوى المطلوب، وأدى ذلك الأمر إلى ارتباك وتعطل إنتاج عدد كبير من الأعمال، وكرس عدداً من اجتماعات المنتجين من مختلف مناطق السعودية لإيجاد حل لهذه المشكلة... وطالبوا خلال اجتماعاتهم بتفعيل قطاع الإنتاج في السعودية. وأكد ان عزوف كثير من المنتجين السعوديين عن الانتاج للتلفزيون السعودي، يعزى إلى وقف إنتاج الأعمال السعودية، ما جعلهم ينتقلون إلى القنوات الفضائية الاخرى التي أصبحت تُعير الفنين السعودي والخليجي اهتماماً كبيراً على عكس السابق. و"السبب يكمن في أن الشركات المعلنة في تلك القنوات تطالبهم بإيجاد اعمال خليجية، لكي يتسنى لهم وضع اعلاناتهم في تلك القنوات، إذ إن الشركات تمثل نحو 80 في المئة من حجم الإعلانات في القنوات العربية، ما دعا عدداً منها إلى استقطاب عدد من المسلسلات والأعمال لشهر رمضان. وأشار إلى أن انتقال مسلسل"طاش ما طاش"إلى قناة"ام بي سي"زاد الإعلانات التجارية، بسبب قاعدة المشاهدين التي يملكها المسلسل في الخليج، وكذلك عدم توافر الوجوه الجديدة، فتجد أن الوجوه تتكرر، وتشارك في عدد من الأعمال. وكذلك عدم توافر العنصر النسائي الجيد في السعودية،"فنجد أن الممثلات هن انفسهن، لا جديد في البحرينوالكويت وبقية الدول. أي أن جيل الممثلة البحرينية هيفاء حسين لم تظهر بعده وجوه شابة تستحق الاهتمام". وعن كثرة الاعمال العربية في رمضان وحيرة المشاهد العربي حيال ذلك، قال المسيند:"إن المشاهد في رمضان تقدم له وجبة دسمة، ويتابع ما يناسبه من الاعمال من بداية الشهر إلى نهايته، ويوجد نحو 35 عملاً خليجياً و60 عملاً مصرياً و30 عملاً سورياً، يتم اختيار الافضل منها الذي يتوخى القائمون على تلك القنوات ان يحظى بمشاهدة كبيرة، لأهداف عدة، منها السياسة الاعلانية، فمتى نجح مسلسل تجد الشركات تتصارع للاعلان في تلك القناة". وأضاف:"أتوقع ان تنجح مسلسلات عام 2006 في استقطاب 70 في المئة من إجمالي الإعلانات، مقارنة بالاعمال الدرامية في العام الماضي التي كان اكثرها دون المستوى المطلوب". وعن عدم توافر العنصر النسائي في الأعمال الدرامية، قال المسيند:"إن الممثلين والممثلات هم الوجوه نفسها، لا توجد عناصر جديدة. وأكثر العناصر النسائية تكون من البحرين، لأن البحرين لا تنتج سوى عمل او عملين دراميين في العام الواحد، ما يزيد الطلب على الممثلات خارج البحرين، سواء في السعودية او الكويت. وتعتبر الكويت المنتج الأول في الخليج، إذ تنتج سنوياً نحو 20 عملاً. وبقية الاعمال تتوزع على دول الخليج الاخرى". وأضاف ان عدم توافر الممثلات والممثلين أدى إلى عدم تفرغ كثير منهم، وارتباطهم بأعمال خليجية اخرى. وكذلك زاد الانتاج الخليجي عما كان عليه قبل ثلاثة اعوام. وأشار المسيند إلى ان جيل الفنانة البحرينية زينب العسكري انتهى، وتحولت زينب نفسها إلى منتجة، لا تشارك الا في عمل واحد سنوياً، حتى لا يملها المشاهدون، وظهر بعدها جيل هيفاء حسين ويلدا وميساء مغربي ولا يزلن موجودات في أكثر الاعمال الخليجية. ونصح المسيند الممثلين والممثلات بعدم المشاركة في أكثر من عمل، لأن ذلك الامر يسبب الملل في قلوب المشاهدين، وذكر أن الاجور التي يتقاضاها الممثلون تكون بحسب الدور، وبحسب طلب الممثل او الممثلة، وأن هذا الامر يتطلب احترافية بالنسبة إلى الإنتاج الفني في الوطن العربي ككل. وقال إن اجور الفنانين تختلف من فنان إلى آخر، وإن جمال الممثلة مطلوب، ولكن إلى حدود معينة، فليست كل جميلة ممثلة، والعكس صحيح. فعلى سبيل المثال ميساء مغربي ظهرت منذ ثماني سنوات مع المخرج السعودي عامر الحمود، ولم تلاق الشهرة الا قبل فترة قصيرة. وهناك مسلسل يعرض في رمضان قام ببطولته الممثل السعودي خالد سامي، وهو كان الأعلى أجراً بين الممثلين الخليجيين في هذا العمل. وهناك اعمال يتقاضى فيها الممثلون عن الحلقة الواحدة نحو سبعة آلاف ريال، ومنهم الفنانة الكويتية سعاد العبدالله التي يختلف أجرها في الكويت عن مشاركتها في السعودية او قطر، وكذلك الفنانة البحرينية زينب العسكري، كان عقدها مع شركة انتاج سعودية لثلاثة اعمال 500 الف ريال سعودي. وعن سبب اختفاء الاعمال الكوميدية، قال المسيند:"السبب هو قلة كتاب الكوميديا، ونحن نحتاج إلى نصوص كثيرة في هذا الجانب". وشبّه الاعمال الموجودة حالياً في الخليج بأنها"هندية"، وقال:"كلها حزن وبكاء وضرب". وأشار إلى"ضرورة الكتابة في الكوميديا التي نحتاج اليها في هذا الوقت، في ظل الصراعات الحاصلة في الوطن العربي". وحول جديده الفني، قال إنه جهز برنامجاً بعنوان"الشارع في رمضان"للكاتب عثمان الغامدي، من 30 حلقة مدة الحلقة 15 دقيقة، يتحدث عن أحوال الناس في رمضان، ويركز على المناطق الوسطى والغربية والشرقية. وكذلك هناك مسلسل سيبدأ تصويره بعد رمضان بعنوان"بعد الرحيل"، للكاتبة سهر، التي سبق ان كتبت مسلسل"دمعة عمر"، وتمنى ان يقوم ببطولة العمل الجديد الممثل السعودي راشد الشمراني.