رسالة من بنت إلى أمها.. مُحياك أمي لا يفارق ناظري، وذكراك لا تزول عن خاطري، ولست أنا من يوجهك فأنت أعظم من ذلك، ولكن هي مشاعر جاشت في خاطري فلم استطع إلا أن أبوح بها إليك يا قرة عيني. فما أكتبه ليس لك أنت فقط، وإنما لكل أم حباها الله بناتاً يحببنها ولا يستغنين عن دفئها وحنانها. أرجو منك أمي أن يتسع صدرك لما سأكتبه، وأن يكون كلامي مباشراً من القلب إلى القلب، فأطرقي بصرك وارعي سمعك فرسالتي من أعماق قلبي وصميم فؤادي. أتمنى منك أمي أن تفهميني وتستوعبي التغيرات التي تحصل لي، ولمن حولي، فتقدرينها وتعينينني على استيعابها. شاركيني همومي ومشكلاتي، ولا تحّقري أو تصّغري منها، فأنا على يقين بأن سعة علمك وخبرتك تجعلك تنظرين لمشكلاتي الكبيرة على أنها صغيرة، فلا تنسي قلة خبرتي وجهلي واندفاعية من هم في سني. أمي... اختاري الوقت والمكان المناسبين لنصحي وإرشادي، فلا يكن ذلك أمام الآخرين حتى وان كانوا إخوتي، فذلك يحرجني ويجرحني. لا تبني بيني وبينك الحواجز بكثرة انتقادك لي، فهذا يدفعني إلى التوجه لغيرك ليحتويني! دائماً تؤيدين إخوتي ضدي بحجة أنهم أكبر مني! فقد أكون على حق أحياناً، ولكن تصوب سهامهم باستمرار اتجاهي. أمي، أنت ملاذي الآمن بعد الله، ومستودع حياتي وأسراري، فمهما شكوت همومي وضيقي وقلة حيلتي، فأنا على يقين بأني لن أجد أحداً غيرك يواسيني، ويتحملني ويمسح دمعتي! حفظك الله لنا يا أمي وجعلك مفتاحاً لخيرنا وصلاحنا. *اختصاصية نفسية. [email protected]