يسعى"أدبي المدينةالمنورة"منذ تأسيسه عام 1395ه، مؤسسة ثقافية أولى في منطقة المدينةالمنورة إلى أن يكون منبراً حياً يعبر عن القيم الحضارية والفكرية، وربما الاجتماعية، باستقطاب المهتمين والمتذوقين والمبدعين، واستيعاب الطاقات الثقافية والفكرية وتفعيل المناشط والفعاليات التي يشارك بها عدد من أدباء وأديبات المنطقة، وكونه الأقدم والأعرق بين المنتديات السعودية الأخرى الذي طالما اهتم بالشأن الثقافي والهم الأدبي نشأ عنه مشهداً ثقافياً يتميز بأجيال من المثقفين الذين اشتهر بهم أدب الحجاز. ويصف رئيس نادي أدبي المدينةالمنورة الدكتور عبدالله عسيلان المشهد الثقافي في المدينة قائلا:"يضم المشهد الثقافي المديني كوكبة مضيئة ومشعة من جيل العمالقة الرواد ومن جيل الشباب الصاعد، من الكتاب والشعراء والنقاد والمنشغلين بالأدب. نلاحظ أن هذه الكوكبة دائماً ما تبدي تفاعلها ضمن ما يقدمه أدبي المدينة"، ويثبت قائلاً:"وظهر ذلك جلياً في الأمس القريب عندما أقيم الملتقى التشاوري الأول والذي حضره عدد ليس بقليل من المثقفين والمثقفات والأدباء والأديبات، فضلاً عن الأنشطة الأخرى والفعاليات المختلفة التي تقدم المواهب المخبوءة". وأظهر عسيلان"أن جل المهام والأهداف التي يسعى من أجلها أدبي المدينة هي تقديم الخيوط الثقافية على اختلاف أنواعها، من قصة وشعر ونثر، وحتى الفن التشكيلي والمجالات العلمية المتنوعة التي تنم عن اهتمامات ثقافية مشتركة". وعن قلة الحضور في بعض الفعاليات والأمسيات يوضح عسيلان قائلاً:"على رغم تقديمنا للدعوات عبر رسائل الجوال لأكبر شريحة ممكنة وعلى البريد الالكتروني للمهتمين والمهتمات، وعبر الموقع الالكتروني للنادي والإعلان بالصحف اليومية عن الأمسيات، إلا أن ما زال الحضور ضئيل وبخاصة النسائي، ومع ذلك فأنا أجد حالياً أن استيعاب الأهالي للشأن الثقافي أصبح أكثر وعياً وأكثر انفتاحاً، والدليل الاهتمام من جانِبَي الحضور الرجالي والنسائي بمتابعة الفعاليات المتنوعة لأدبي المدينة التي تقام، وهناك بوادر خير تدل على أن المقبل سيكون أفضل". وعن انشغال أدبي المدينة بالهم الثقافي والمجتمعي يوضح عسيلان أن"من أبرز مهامنا في النادي النهوض بالمجتمع ثقافياً، لأننا مرتكز أساسي للأدب والثقافة، ولنا دور ونشاط كبيران يتعدبان ويتجاوزان حدود المنطقة، ولا سيما ما يقوم به من إصدارات ودوريات مثل"العقيق"و"الآطام". وحول الفترة الحالية وتوقف الفعاليات بشهر رمضان المبارك يذكر عسيلان"أن خطة النادي ستبدأ في الموسم الجديد، وذلك بعد انقضاء شهر رمضان وفترة عيد الفطر، وسنعود لنقدم محاضرات ثقافية وأمسيات شعرية وقصصية ونقدية، إذ تم اختيار كوكبة من الأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي الأدبي وبعض الرموز الأدبية والثقافية للمشاركة". وحرص"أدبي المدينة"في اجتماع أعضاء مجلس إدارته أخيراً بتفعيل العضوية، بعد تشكيل لجنة مكونة من أعضاء مجلس إدارة النادي لوضع استمارة للعضوية، سواء للأعضاء العاملين أم المنتسبين، وبمجرد انتهائها سيعلن عنها بعد عيد الفطر المبارك، وذكر في ذلك عسيلان قائلاً:"قام مجلس إدارة النادي بعمل لائحة داخلية للنادي ووضعت تلك اللائحة وعُرضت على اللجنة وتناقش الأعضاء حولها واتفق الجميع على ما حوت، وكان بين مواد اللائحة عدد من الاشتراطات التي يلتزم بها العضو العامل، مثل أن يكون ذا موهبة أدبية، وله مشاركات في الشأن الثقافي، كما لا بد من أن يكون له نتاج أدبي سواء كان قصة أو رواية أو كتابات أدبية نقدية أو شعرية أو نثرية". وأضاف:"كما على العضو المنتسب ألا يقل عن 25 عاماً، وغير ذلك من إلزاميات للعضوية". وعن وجود إشاعات حول خلافات بين أعضاء المجلس واستقالة بعض الأعضاء ذكر عسيلان أنه:"كان في بداية الأمر، وفي الفترة الأولى لتشكيل المجلس عضو من بين أعضاء مجلس الإدارة قام بتقديم استقالته للوزارة وقد قُبِلت، أما الآن فلا يوجد شيء من هذا القبيل وبرأيي الاختلاف لا يفسد للود قضية وان حدث هذا الاختلاف، أو كان هناك تحفظ لدى بعض الأعضاء عن إبداء رأيهم على مستوى الاجتماعات فهذا أمر طبيعي وهو حق من حقوق الأعضاء طالما لم تهتز الساسة العامة وركائزها المثبتة لأدبي المدينةالمنورة". واستطرد قائلاً عن سياسة النادي:"إن سياسة النادي سياسة معلنة ومعروفة لجميع أعضاء مجلس الإدارة، وأُقرت اللائحة من بقية الأعضاء بعد اتفاق الجميع على محتواها، والتي من شأنها تجديد وإثراء"أدبي المدينة"والاهتمام بالمجتمع المديني ثقافياً وفكرياً بما ينعكس على مجتمعها الصغير كسياسة عامة". كما رأت رئيسة القسم النسائي في"أدبي المدينة"الكاتبة أمل زاهد"أن إحياء الجانب الثقافي لدى النساء هو الشغل الشاغل لأدبي المدينة وتفعيل دور المرأة السعودية وإعادة صناعتها بألا تكون كائناً رديفاً في المجتمع هي همنا الأول، وذلك بما نقدم من توعية لدور المرأة السامي في المجتمع لمواجهة هذا المجتمع وتفعيل دورها في الشأن العام بشكل يتماشى مع ما أصبح عليه الوضع الراهن". وأضافت:"وحالياً يتم تفعيل دور اللجنة النسائية، إذ قام أعضاء مجلس الإدارة بإضافة شخصيات نسائية بارزة في المجتمع المديني، من أكاديميات وإعلاميات وكاتبات ليزداد عدد اللجنة النسائية، إلى جانب العضوات السابقات، لأن تفاعل القسم النسائي من مهمات النادي". وعن طموحات النادي أضافت قائلة:"نعمل حالياً على تفعيل العضوية سواء للأعضاء المنتسبين أو الأعضاء العاملين في النادي بقسميه، كما نطمح إلى إقامة جماعة للحوار لتفعيل مشاركة المرأة حتى في الأمسيات الرجالية من خلال الدائرة المغلقة، واستقطاب سيدات المجتمع والأكاديميات على رغم قلة حضورهن وتجاوبهن معنا، كما نقوم حالياً بدرس العمل على إقامة صالون أدبي أو مقهى أدبي وان اختلف المسمى فستظل خصوصية المكان الأدبية والثقافية مقدسة، كما نعمل حالياً على تنسيق زيارات ميدانية للمدارس والكليات لتعميق وترسيخ دور الأندية الأدبية لدى جيل الفتيات الواعدات". هذا، ووعدت زاهد أن تكون في المرحلة المقبلة دورات متخصصة للإعلاميات والفنانات التشكيليات في المنطقة.