أجمع علماء سعوديون على دحض دعوى باحث شرعي هو موسى آل عبدالعزيز، عارض تقسيم علماء المذاهب الأربعة الحج إلى ثلاثة أنواع: تمتع وقران وإفراد، كاشفاً عما اعتبره"فتحاً من الله"قاده إلى عدم ثبوت النوع الأخير شرعاً! وفي بيان رد به المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ على دعوى آل عبدالعزيز في ثمانية محاور، حشد فيها أدلة من القرآن والسنة وإجماع الأمة وأقوال العلماء، تشير إلى مشروعية الإفراد، أكد أن"الله عز وجل شرع لعباده حج بيته الحرام، وجعله ركناً من أركان الإسلام، قال تعالى: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بني الإسلام على خمس، وذكر منها حج بيت الله الحرام وحج بيت الله الحرام يكون بأنساك ثلاثة: أولها التمتع بأن يعتمر المسلم في أشهر الحج ويتحلل من عمرته ثم يحج في سنته قبل أن يرجع إلى أهله، وثانيها القران بأن يحج ويعتمر في إحرام واحد، وثالثها الإفراد بأن يأتي بالحج وحده من دون أن يكون معه عمرة". اعتبر المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ"الإفراد نسكاً صحيحاً من أنساك الحج، لا حرج على المسلم إذا فعله، ويدل على مشروعية نسك الإفراد نصوص عدة: منها :أولاً: عموم قوله تعالى"وأتموا الحج والعمرة لله"فإنه يشمل بعمومه نسك الإفراد، قال الرازي: قوله"وأتموا الحج والعمرة لله"يقتضي الإفراد وقال ابن نجيم في البحر الرائق 2/384: دليل الإفراد قوله تعالى: وأتموا الحج والعمرة لله . ثانياً: قوله تعالى: فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي إذ ذكر الله أن من حجاج بيت الله من يكون متمتعاً، واسم التمتع هنا يشمل القران، مما يدل على أن من الحجاج من ليس متمتعا،ً ولم يبق من الأنساك إلا الإفراد، فيدل ذلك على جواز حج الفرد وصحته"إلى غير ذلك من الأدلة التي أوردها. وختم المفتي في بيان نشرته الزميلة"الوطن"بتشديده على أنه"من غير الجائز في الكتابات العلمية في المسائل الشرعية استخدام تلك الألفاظ غير المقبولة من إبطال حج المفردين، وجعله من حج المشركين، ووصف قول المخالف وهم جماهير الأمة بل قد حكاه جماعات من العلماء إجماعاً لها بأنه وهم وباطل ومضطرب وفيه اختلاط، إلى آخر القائمة التي احتواها قول آل عبدالعزيز". التأثر بالألباني هو السبب وفي اتصال هاتفي مع الأستاذ في قسم السنة في جامعة أم القرى الدكتور حاتم الشريف أبلغ"الحياة"بأن"هذا القول أكثر من أشهره وأظهره الشيخ الألباني - رحمه الله - وقد يكون الأخ موسى آل عبدالعزيز من الذين يتحمسون لآرائه، وهو قول إن لم يكن خلافاً للإجماع فهو خلاف لجماهير أهل العلم، وهو قول مرجوح ليس بصحيح، فالأنساك الثلاثة: التمتع والقران والإفراد اتفق عليها الفقهاء الأربعة، وهذه قضية شبه محسومة". أما عضو المجامع الفقهية في الرابطة والمؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي الدكتور عبد بن بيه فقال ل"الحياة": هذا قول لا يعتد به مع احترامي لقائله، بل إن المالكية ذهبوا إلى أفضلية الإفراد وهو عمل أهل المدينة وهو قوي جداً، ومنتهى الخلاف الموجود بين الفقهاء هو في تفضيل نسك على نسك، أما القول بعدم مشروعية الإفراد فإن أحداً يعتد به لم يقله في الماضي أوالحاضر". ويرى الخبير في المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور حسن بن محمد سفر أن"الأنساك الثلاثة بتفاصيلها المعروفة، جاءت يسيرة وسهلة، ومتكيفة مع قدرات بني البشر عملاً بقول الله تعالى: ذلك تخفيف من ربكم ورحمة، لذلك لا ينبغي إنكار ما هو معلوم ومستقر، وجاءت به أعمال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين". وكان آل عبدالعزيز في اتصال هاتفي مع"الحياة"قبل رد مفتي السعودية عليه شكك في ثبوت الإجماع عليه من جانب علماء الشريعة في الماضي كما ذكر النووي قائلاً:"الزعم بأن الإجماع على الأنساك الثلاثة مثلما ذكر النووي فيه نظر. الرأي في هذا النوع من الحج الإفراد قال به أكثر من عالم، ولم يجزم به خشية أن تكون هناك أسانيد أخرى ترفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم صفة هذا النوع، فالأصل قول النبي صلى الله عليه وسلم:"خذوا عني مناسككم"، وهذا الحج لم يثبت عنه قطعاً". وهل يرى قطعه الأخير يحمل تسفيهاً لإجماع المختصين في الشريعة ماضيا وحاضرا قال ل"الحياة":"أنا لم أسفه"بل قلت من يرى غير هذا"وهِم، وهو مصطلح معروف عند العلماء ماذا يعني، وكان ابن عبد البر قد سبقني للإشارة إلى هذا الأمر". آل عبدالعزيز : هذا فتح من الله! وأضاف"عندما يقال هذه من المسائل الكبيرة، التي لا يقطع فيها إلا المجامع فإنني أقول مثل ابن عباس لما بلغه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فرد به على أبي بكر وعمر، فقيل له في ذلك، فرد بقولته المشهورة،: أقول لكم قال الله وقال رسوله وتقولون لي قال أبو بكر وعمر؟ هذه المسائل تحتاج إلى فهم دقيق، وهي فتح من الله، والمجامع العلمية أي مجامع؟ لا تؤدي عملها كما يجب". ومع أن آل عبدالعزيز قال إنه لا يتحدى المرجعيات الفقهية في السعودية وخارجها في إعلان رأيه هذا في"الإفراد"إلا أنه قال بالفم المليان :"من بلغته هذه الحجة فحج مفرداً فإن حجه باطل". وحول تهم الذين قالوا عن آل عبدالعزيز إنه دائماً يهوى الخروج عن السياق بحثاً عن الشهرة، اعتبر ذلك"بهتاناً عظيماً. أنا رجل متفرغ للبحث العلمي، وكل ما أقوله من فضل الله وليس منازعة لأهل العلم، وآرائي تصب في مصلحة الجماعة والدليل وولاة الأمر، وتذم الفرقة والإرهاب". وكان آل عبدالعزيز أكد في مقالة له في صحيفة الوطن قبل يومين أن"حج المفرد من دون عمرة وهم، ولا حج في الإسلام من دون ذبح أو صيام، أما بالنسبة للحج المفرد بالصفة المعروفة عند كثير من الناس.. أنه بلا عمرة ولا هدي، فلا يوجد"نص!"يصرح بهذه الصفة، ويخرجها عن نوعي الحج المذكورة صفتهما عن رسول الله، وإن وجد ذكره اسماً، وصح سنداً.. فلا توجد صفة له - قطعاً - ومع ذلك فإن ذكره من دون كيفيته هو توكيد علة في المتن وهي الاضطراب، فكيف يذكر نوعاً من دون صفة".