وصى عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ المسلمين بتقوى الله عز وجل . وقال الدكتور آل الشيخ في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض :" هذه الأيام يستعد المسجد الحرام لاستقبال حجاج بيت الله الحرام, وتتزين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة لاستقبالهم, هبت رياح الحج وحلت أيامه الطيبات ففي هذه الأيام يستعد الحجاج للذهاب إلى بيت الله العتيق تسابقهم أحلامهم وتسبقهم أشواقهم لمعانقة البيت العتيق فالكعبة والمسجد الحرام وزمزم والحطيم والصفا والمروة وخيف منى ووداي عرفة ومسجد نمرة والمشعر الحرام ومسجد قبا والروضة بين منبره وبيته أماكن لها عليك سلطان إذا ذكرتها وإذا زرتها هبت رياح الحج وحلت أيامه الطيبات في هذه الأيام المباركة نتذكر حينما أذن النبي صلى الله عليه وسلم بالحج فاتوه الناس من كل حدب وصوب مشاة وركبانا كل منهم يريد أداء حج بيت الله الحرام خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة في اليوم الخامس والعشرين من ذو القعدة قال جابر// خرج النبي صلى الله عليه وسلم حينما صلى بمسجده حتى إذا ركب القصواء واستوت على البيداء رأيت الناس مد بصري ما بين راكب وماشي وعن يمينه مثل ذلك وعن شماله مثل ذلك وعن ورائه مثل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا//. وأضاف :" نتذكر حينما كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة يعرض نفسه على القبائل يقول من يؤيني حتى ابلغ رسالتي وله الجنة فلم يجبه أحد واليوم يأ توه من كل فج عميق، نتذكر حينما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة لم يكن معه الا الصديق يتذكر الطلب فيكون أمامه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله واليوم يأتيه الناس من كل فج عميق يقول تعالى ( هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين ). وتابع قائلاً :" هبت رياح الحج وهلت أيامه الطيبات وكأننا نستمع إلى خطبة النبي صلى الله عليه وسلم تلك الخطبة العظيمة// إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم في بلدكم هذا لاترجعو بعدي كفارا يضرب بعضكم أعناق بعض, إن ربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضعه ربا العباس وقضى الله أن لا ربا استوصو بالنساء خيرا فإن لكم عليهن حقا ولهن عليكم حقا إن ربكم واحد وإلهكم واحد كلكم من آدم وآدم من تراب إن أكرمكم عند الله اتقاكم//. وأوضح الدكتور آل الشيخ أن خطبة النبي عظيمة بين فيها النبي صلى الله عليه وسلم أصول العقيدة والعدل, وبين كذلك حرمة الأموال والأعراض وبين حقوق النساء في خطبة لا يزال صداها يتردد إلى الآن, هبت رياح الحج وحلت أيامه الطيبات وفيها يتابع النبي صلى الله عليه وسلم اداء مناسكه ويبين صلى الله عليه وسلم أن مناسك هذه الأمة مختصة بها حتى لا تختلط مناسكهم بمناسك الكفار والمشركين وكان من عادة المشركين أنهم لا يفيضون من مزدلفة إلا بعد شروق الشمس ويبين صلى الله عليه وسلم أن أمته وإرثة لجميع الأنبياء لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بوادي عسفان قال // يا أبا بكر أي وادي هذا, قال وادي عسفان, قال لقد مر على هذا الوادي هود وصالح على بكرين أحمرين خطمهما الليف وأزرهم العباء وأرضيتهم النمار يلبون ويحجون البيت العتيق//. وبين أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأمته // قفو على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم// يقول الله سبحانه وتعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا), ففي هذه الآية ودع النبي صلى الله عليه وسلم أمته واستودع الله أمانته فعن عاصم بن حميد قال// حينما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ إلى اليمن خرج معه يوصيه ومعاذ راكب والنبي صلى الله عليه وسلم تحته يمشي قال يا معاذ لعلك لا تلقاني بعد عامي هذا فلعلك تمر على قبري ومسجدي فبكى معاذ فقال لا تبكي يا معاذ فكان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم//. وبين أن الله سبحانه وتعالى عظم بيته الحرام فاقسم به وقال (لا اقسم بهذا البلد) وبين الله فضله بقوله ( أن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان أمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ), إن تعظيم هذا البيت دليل على التقوى يقول تعالى ( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) ومن تعظيم البيت اجتناب الشرك فيه يقول الله سبحانه وتعالى ( وإذ بؤنا لإبراهيم مكان البيت إن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين), ومن تعظيم هذا البيت اجتناب المعاصي والذنوب وكذلك يكون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وحث الدكتور آل الشيخ الذاهب للحج بأن يتقي الله سبحانه وتعالى, ويؤدي عمله خالصا لله موافقا لأمره, ولأمر رسوله ( فمن كان يرجو لقاء ربه فيعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ), وقال :" أخي الحاج اعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جعل مواقيت أربعة يحرم منها الحاج إذا أرادا الحج والعمرة وهذه المواقيت جعلها الله سبحانه وتعالى حما لهذا الحرام كما أن الحرم حما لمكة, ومكة حما للبيت العتيق يقول صلى الله عليه وسلم// يهل أهل المدينة من ذي الحليفة ويهل أهل الشام ومصر ومن ذي الجحفة, ويهل أهل اليمن يلملم ويهل أهل نجد من قرن هن لهن ولمن مر عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة //, ومن كان مكانه دون ذلك فمن حيث انشأ حتى أهل مكة يحرمون من مكة فإذا وصلت إلى إحدى هذه المواقيت فأنت مخير بين ثلاثة أنساك الإفراد والإقران والتمتع وأفضلها القران لمن ساق الهدي والتمتع لمن يسق الهدي وهذه النسك الثلاثة بإجماع الأمة. وبين إن للبيت العتيق مكانته وأمنه فان في البيت من أهم بسيئة فانه يعاقب بها وإن لم يفعلها يقول الله سبحانه وتعالى ( ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم). وأفاد أن من رحمة الله بهذه الأمة أن شرع لهم مواسم الخيرات يتسارعون فيها بالحسنات يتزودون فيها ليوم المعاد, ومن هذه الأيام المباركة أيام عشر ذي الحجة التي اقسم بها في كتابه يقول تعالى ( والفجر وليال عشر) وليال العشر هي عشر ذي الحجة هذه الليال العمل فيها مضاعف يقول النبي صلى الله عليه وسلم// ما من أيام العمل فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر, وقالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بأهله وماله ولم يرجع من ذلك بشيء//, وقال الإمام البخاري رحمه الله كان ابن عمر وأبي هريرة يدخلان السوق في أيام العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما وكان عمر بن الخطاب يكبر في منى في فسطاطه وفي فراشه ومجلسه يكبر الله أكبر الله أكبر لا الله إلا الله, الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. وأكد أن هذه العشر المباركة أيام فاضلة مباركة فيها اجتمعت أنواع الطاعات من صلاة وصيام وصدقة وحج وأضحية فأكثروا فيها من التوبة إلى الله, وقال :" بادروا إلى الفرائض وأكثروا من النوافل وانه مما يشرع في هذه الأيام صيامها جاء في المسند عنه صلى الله عليه وسلم// إنه كان لا يدع تسع ذي الحجة ولا عاشوراء ولا ثلاثة أيام من كل شهر//, وقال الإمام النووي لقد استحبوا صيامها استحبابا شديدا وأفضل صيامها هو يوم التاسع يقول صلى الله عليه وسلم// احتسب على الله أن يكفر سنة قبله وسنة بعده//. وتحدث عن مما يشرع في هذه الأيام والمتمثلة في الأضاحي, فهي سنة أبينا إبراهيم يقول الله سبحانه وتعالى ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين), وليس المقصود منها الذبح ولكن المقصود منها امتثال أمر الله وأمر رسوله.