حصدت الحوادث المرورية في محافظة حفر الباطن خلال الأسبوعين الماضيين، أرواح عشرة أشخاص، من بينهم سيدتان، ما أثار حفيظة أبناء المحافظة حول المسؤول عن تلك الحوادث. وتقع حفر الباطن على مفترق طرق سريعة، الأول باتجاه الكويت، والآخر نحو الحدود الشمالية، والثالث باتجاه العاصمة الرياض، والرابع إلى المنطقة الشرقية من السعودية. وبالكاد تمضي فترة من دون سماع نبأ حادثة مرورية في أحد هذه الطرق، يروح ضحيتها أبرياء. وتشير مصادر في مرور حفر الباطن إلى ان"السرعة الجنونية لقائدي المركبات هي السبب الرئيس في غالبية الحوادث"، مستشهداً ب"حدوث حالات وفاة في الموقع نفسه، بحيث لا تمكن قوة الاصطدام بين المركبات رجال الإسعاف من نقل المصابين إلى المستشفى وإنقاذهم، وكذلك لجوء رجال المرور إلى طلب المساعدة من رجال الدفاع المدني في فك الالتحام بين السيارات المصطدمة مع بعضها في كثير من الحالات". ويشكل طريق الرياض السريع المار بقاعدة الملك خالد العسكرية 60 كيلومتراً عن حفر الباطن هاجساً للآلاف من العسكريين الذين يسلكونه يومياً، نظراً لعدد الحوادث التي شهدها، وخطورتها بسبب السرعة الجنونية من جانب السائقين الآخرين، على رغم وجود رادارات لضبط السرعة، فما عادت تجدي بعد ان اكتشف السائقون أماكنها، وعرفوا كيف يتحايلون عليها. وفي داخل المحافظة يحتاج قائد المركبة، أثناء سيره بين الأحياء أو على الطرق الداخلية، ان يشغل جميع حواسه، ويكون في كامل تركيزه لاحتمال ان يقفز عليه احد الشبان بسيارته من احد التقاطعات المنتشرة على الطرق، وتحولت تلك التقاطعات والتحويلات إلى ناقوس خطر، يستدعي وقفة جادة من رجال المرور لمراقبتها، ويستغلها عدد من الشبان المتهورين للتفحيط واستعراض مهاراتهم في القيادة من دون أي مبالاة لأرواح أو إتلاف مركبات الآخرين. وتعرض فرج حمدان منذ نحو شهرين إلى موقف كاد يفقده حياته. ويقول:"كنت أسير أنا وعائلتي على طريق الأمير سلطان، عندما توجه نحوي شاب بمركبته، ولم اعلم من أين خرج في سرعته الجنونية، ليصدمنا بقوة ويهرب، مضيفاً"الحمد لله أننا سلمنا، ولكنه اتلف السيارة، ولم استطع حتى حفظ رقم لوحة سيارته، ليذهب حقي أدراج الرياح". ويطالب حمدان مهاوش ب"تكثيف رجال المرور أمام التقاطعات، وبخاصة القريبة من مستشفى الملك خالد العام وطريق الستين العام، الذي يعج بالمتهورين". كما يطالب بعض أبناء المحافظة ب"سرعة وضع الإشارات المرورية التي تسهم في تنظيم حركة السير ووضع المطبات الاصطناعية أمام التقاطعات، للحد من سرعة المركبات". ويشير فهد الظفيري إلى ان"الإشكالية تكمن في قلة الوعي المروري عموماً في محافظة حفر الباطن، فلا يوجد احترام لإشارة المرور، أو الأولوية في حركة السير في الدوارات، والكل في التقاطعات يحاول المرور قبل الآخر، لهذا فان التوعية الأسرية إضافة إلى قيام مرور حفر الباطن بعمل جولات على المدارس لتوعية الطلاب الذين لهم يد طولى في تلك الحوادث، بمدى أهمية احترام قواعد المرور في الحفاظ على حياة الآخرين، قد يسهم في الحد من تلك الحوادث".