بدأت في الدوحة أمس الأحد أكبر عملية اكتتاب تشهدها قطر من خلال طرح 413,5 مليون سهم لمصرف الريان، قيمتها الاسمية 4,12 بليون ريال، تمثل 55 في المئة من رأسمالها المصرح البالغ 7,5 بليون ريال، وسيتم تخصيص 330 مليون سهم للمواطنين القطريين، و82,5 مليون سهم لمواطني دول مجلس التعاون. وأكمل بنك قطر الوطني جميع استعداداته لإنجاح الاكتتاب، إذ تم تخصيص مركز نادى قطر الرياضي، لاستقبال طلبات الاكتتاب من مواطني دول مجلس التعاون، بينما تستقبل فروع الوطني والمصارف التجارية الأخرى العاملة في قطر طلبات استقبال المواطنين القطريين. فى حين اكتتب المؤسسون في رأسمال المصرف باسهم عددها 337,5 مليون سهم القيمة الاسمية لكل منها 10 ريالات قطرية، وتمثل ما نسبته 45 في المئة من إجمالي رأسمال المصرف - أي ما يعادل 3,375 بليون ريال قطري-، ودفع المؤسسون ما نسبته 50 في المئة من القيمة الاسمية للسهم، مضافاً إليها مصاريف التأسيس والاكتتاب والإصدار وغيرها بواقع 7 في المئة من قيمة المبلغ المدفوع من القيمة الاسمية للأسهم المكتتب بها. لم يشهد منفذ سلوى على الحدود السعودية - القطرية ازدحاماً كبيراً في اليوم الأول من اكتتاب مصرف"الريان"القطري، إذ شهد المنفذ هدوءاً ملحوظاً، إلا من بعض المركبات القطرية العائدة من فترة الإجازة، وعدد قليل من المساهمين الذين اختاروا هدوء هذا اليوم، ليكون منقذاً من الازدحام الخانق، الذي سيشهده المنفذ خلال الأيام القليلة، المقبلة بحسب توقعات بعض المعنيين، الذين أكدوا أن المنفذ سيشهد حجاً آخر. المساهمون الذين ساعدتهم الظروف على أخذ الشيكات المصدقة قبل أن تغلق المصارف أبوابها، قالوا ل"الحياة"إن السبب الرئيس الذي منع الكثيرين من الاكتتاب في هذا اليوم، يرجع إلى عطلة المصارف المحلية التي تباشر عملها في اليوم الثاني للاكتتاب. مضحي المضحي توقع أن تشهد المصارف تدافعاً مبكراً وازدحاماً كبيراً ويقول:"كان للتجربة السابقة لدانة غاز دبي الأثر الكبير في نفوس المساهمين، الذين أصبحوا يلاحقون الاكتتاب أينما وجد، لأن رقعة الوعي بالنسبة إلى الأسهم اتسعت أكثر". أما هزاع الحربي فتوقع أن السبب الرئيس في قلة الوافدين من أجل المساهمة، يرجع إلى"أن أكثر المساهمين أصبحوا يدرسون المساهمة عن طريق التزكية والسماع، فغالبيتهم ينتظر العائدين الذين ينقلون تجربتهم شيئاً فشيئاً، حتى تتسع الدائرة ويحدث المتوقع". ويضيف:"لا يوجد وعي مصرفي بسوق الأسهم، ولذا نجد أصحاب المساهمات لا يتعجلون مع بداية كل مساهمة، حتى يسمعوا بتدفق الأعداد الكبيرة التي تمنحهم شيئاً من الراحة والطمأنينة". ويواجه المنفذ عقبة قوية، لحاجته إلى موظفين في الفترة المقبلة، التي توقع لها مسؤول في المنفذ، أن تشهد تطورات كبيرة"بحكم ما تشهده الدوحة من سرعة في النهضة العمرانية والتجارية، وتركيزها خلال الفترة المقبلة على الجذب السياحي، وانفتاحها الواسع على السوق العالمية". ومن موقع المنفذ، بدأ المكتتبون يتلقون اتصالات من مكتتبين وصلوا إلى الملعب الرياضي، الذي خصص ليكون مقراً للاكتتاب في وقت باكر، ونقل أحدهم أنه تم تخصيص 250 موظفاً من المتوقع أن يستقبلوا 400 مكتتب فقط في اليوم الأول، بحسب قوله. وعلى رغم الاستعدادات الكبيرة التي قام بها المنفذ، بعد يوم وصف بالعاصف عبرت المنفذ أربعة آلاف مركبة، كان من بينها 630 سيارة سعودية، والبقية قطرية. وأكد رئيس قسم الركاب توفيق الناجم أن المنفذ"استعد بتجنيد الطاقات البشرية من موظفين وعاملين، وفتحت المسارات الثلاثة المخصصة لسير المركبات من أجل التقليل من شدة الازدحام". وباشر الموقع جميع الموظفين، ومن بينهم مدير الجمرك عبدالله الغامدي، ونائبه ورئيس قسم المركبات توفيق الناجم إلى ساعات الليل الأخيرة. وبعد ليلة الازدحام توقع العاملون في المنفذ استقبال أعداد مماثلة، إلا أن هذا لم يكن، لتبدو الأمور هادئة نسبياً، مع وجود بعض الحركة البسيطة. ومن جهته، أكد مدير الجمرك عبدالله الغامدي، أن المنفذ استعد لهذا الحدث استعداداً كبيراً، ويقول:"واكب الاكتتاب فترة انتهاء الحج، وعودة الحجاج والمصطافين القادمين بعد العطلة الرسمية، وإقامة المهرجانات القطرية، التي تجذب الكثيرين، إلا أن المنفذ في أتم الاستعداد لاستقبال أي عدد كان". وتعد المسافة بين المملكة وقطر عامل جذب للكثير من المساهمين، بحسب قول فلاح الغامدي، الذي قال:"شهد الاكتتاب السابق في دبي مساهمون كثر، لكن المسافة الآن أقل بكثير عن الاكتتاب السابق، ما يجعلنا نتوقع ازدحاماً كبيراً جداً". ومن الدوحة، أوضح ماهر القرينى من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي أن هناك فرقاً كبيراً جداً واضحاً في الاستعداد لاستقبال المكتتبين من دول مجلس التعاون، فعملية الاكتتاب لم تأخذ مني أكثر من خمس دقائق، فالاستقبال الجيد من المسؤولين والموظفين أكبر دليل على نجاح هذا الحدث الاقتصادي، الذي سيرجع بالفائدة على أبناء مجلس التعاون. من جهته أشار خالد العديل إلى ان التنظيم الجيد والمكان الكبير الذي يتسع لأكثر من ألف مكتتب في مكان واحد، الذي خصص لأبناء مجلس التعاون من دون أبناء دولة قطر، كان له أثر كبير في انسيابية التسجيل وسرعته الفائقة.