ينعقد منتدى العلماء والمفكرين المسلمين التمهيدي لمؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي في مكةالمكرمة غداً ويستمر ثلاثة أيام برعاية وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. ويأتي هذا المنتدى التمهيدي استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعقد مؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي المنتظر في غضون شهرين. وستدور مناقشات المنتدى الفكري الإصلاحي حول ثلاثة محاور رئيسة هي: المحور السياسي والإعلامي، والمحور الاقتصادي، والمحور المتعلق بالثقافة والتربية والفكر الإسلامي. وأكدت الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ومقرها جدة، اكتمال استعداداتها لاستقبال أكثر من 100 شخصية إسلامية من أوساط الفكر والعلم والإعلام، ممثلين لمختلف التوجهات الفكرية والمذهبية والعلمية. وطبقاً لبيان صادر عن الأمانة فإن توصيات المنتدى ستصاغ في وثيقة نهائية لترفع إلى قادة العالم الإسلامي في قمتهم الاستثنائية المرتقبة. وتتضمن هذه الوثيقة خطة عمل ملموسة قابلة للتنفيذ خلال العشر سنوات المقبلة. ومن المقرر أن يعرض الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمنتدى خطوات إصلاح المنظمة التي نفذت حتى الآن بهدف تحسين وسائل عملها وتطوير أدائها بما يمكنها من مواجهة التحديات في المرحلة الجديدة. وتطبيقاً لرؤية الملك عبدالله التي أعلنها في كلمة وجهها للحجاج من مشعر منى بمناسبة عيد الأضحى في كانون الثاني يناير الماضي، تقرر انعقاد المنتدى تمهيداً للقمة الاستثنائية لدول العالم الإسلامي. ومن المرجح أن يعتمد قادة بلدان العالم الإسلامي خلال اجتماعهم نهاية العام الحالي في مكةالمكرمة معظم بنود توصيات المنتدى، إضافة إلى بحث تضييق هوة تباين الآراء وما تمثله من عبء على وحدة الأمة الإسلامية أمام شعوب الأرض وأممها. وحظيت الدعوة بترحيب إسلامي واسع، خصوصاً أن إطارها الأساس لمناقشة التحديات المعاصرة ومواجهة الأمة الإسلامية لمخاطرها برؤية إسلامية مؤصلة على قواعد التسامح والأخوة وحزمة القيم الإسلامية الأخرى الدافعة للبناء والندية. وخاطب الملك عبدالله بن عبدالعزيز في موسم الحج الماضي حينما كان ولياً للعهد جموع الحجاج والمسلمين في حضور رؤساء بعثات الحج بالقول:"إخواني ضيوف الرحمن... لا يمر موسم من مواسم الحج إلا وأتأمل الحشود العظيمة التي جاءت من كل فج عميق... وأخرج من تأملي بأن الأمل ما زال معقوداً على أمتنا لتوحيد كلمتها وان تخرج من حالة التشرذم والتمزق". وأضاف في شرح لرؤيته للمؤتمر الاستثنائي وما يسبقه من اجتماع للمفكرين والعلماء قائلاً:"إن اجتماعكم يدعوني لأن أتوجه من خلالكم إلى إخواني قادة البلاد الإسلامية لنتجاوز بإيماننا بالله ثم بأمتنا حالة التفكك والتشرذم وأن نواصل رسالتنا التاريخية.إنني أيها الإخوة كلما شعرت بالألم من أحوال أمتنا يأتي الحج ليعيد إلى نفسي الأمل بأن تراب هذه الأمة يحمل بذور النهضة والوحدة من جديد". ويطيب لي من صعيد منى الطاهر أن أدعو إخواني القادة إلى لقاء نبحث فيه معاً عن نقاط الوحدة والعمل المشترك. وأتمنى من أخي رئيس وزراء ماليزيا عبدالله بدوي الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن تخطو المنظمة وأمينها العام الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي خطوة عملية لتنظيم هذا اللقاء... وأن يسبق ذلك لقاءات بين مفكرين وعلماء الأمة يتأملون فيها حالها ويحددون رؤاهم لمستقبلها ليكون في ذلك عون للقاء القادة الذي أرجو أن يتم هنا وفي هذه البقاع الطاهرة. إنها دعوة لمواجهة الذات والبحث عن المشترك وبناء الصف وتوثيق اللحمة يطلقها أخ لكم همه همكم وألمه ألمكم ويقاسمكم الأمل والإيمان بالله جل جلاله". وتتالت ردود الترحيب من قادة الدول الإسلامية بالدعوة إلى الاجتماع في مكةالمكرمة وما تضمنته من أفكار ورؤى صريحة مع الذات والآخر.