تعاني المقابر في جبال آل سعيد عموماً، وقرية النشامة خصوصاً - في محافظة الداير - من إيذاء حرمات الموتى، بعد أن تحولت إلى مراع للماشية ومأوى للحيوانات الضالة. خمس مقابر كبيرة جداً في قرية واحدة النشامة بعضها جديد والبعض الآخر يبدو قديماً جداً، سواء من خلال اتجاهها أو كبرها، إذ يلاحظ وجود قبور في جهات معينة لا تتجه إلى القبلة، مما يدل على قدمها، وكذلك كبر القبور وطولها ما يوحي بأنها قبور لأقوام كانت على قدر كبير من الطول وكبر الحجم، أما غالبيتها فتوحي بأنها من العهد الإسلامي، من حيث وضع القبور واتجاهها، وكان الكثير منها مجصصاً حتى تمت تسويتها من جهات حكومية مختصة قبل نحو 30 سنة، بحسب ما أفاد به بعض سكان القرية. خمس مقابر تحتوي على أكثر من عشرة آلاف قبر، على مساحات كبيرة وامتدادات مختلفة، انتهت حياتهم كما ستنتهي حياتنا وهذه سنة الله في خلقه، ولكن الله سبحانه وتعالى كفل لهم كرامتهم وأمر باحترام كرامة الموتى، ويحرم اتخاذ المقابر طرقاً أو مراعي، لكن ما يحدث هو أن تلك المقابر تعاني من تحولها إلى طرق ومراع وانتشرت فيها الكلاب الضالة فحولت فتحات القبور المسقوفة بصخور إلى جحور لها وعاشت داخلها، عظام بعضها بدأ في الظهور والحال تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، خصوصاً إذا ما عرفنا ان بعضها إن لم تكن جميعها تقع في منحدرات جبلية، مما يسهل تساقط الصخور وانجراف تربتها مع السيول. عدد من سكان القرية طالبوا بأن تضطلع الجهات المختصة بدورها، وأن تقوم بتسوير تلك المقابر حفاظاً على كرامة الموتى من الامتهان. يقول المواطن محمد علي والمواطن يحيى راعي:"كما تشاهد القرية يمتلئ محيطها بالمقابر، فهناك أكثر من خمس مقابر تحول معظمها إلى طرق للماشية التي ترعى فيها، وجرف السيل التراب ولم تتبق إلا الصخور، وظهرت عظام البعض، ونحاول إعادة بعضها إلى داخل القبور ووضع التراب فوقها من جديد، إلا ان اتساع مساحة المقبرة التي قد يصل طول بعضها إلى أكثر من كيلو متر، وكثرتها، يصعّبان مهمتنا"، وأضافا:"بعضها يقع في الصخر وسقفت بصخور طويلة في أماكن تنعدم فيها التربة ما يصعب مهمة جلب تراب من بعيد لدفنها وتغطيتها من جديد"، وتمنيا أن تقوم الجهات المختصة أو بعض أهل الخير المحسنون المحبون للأجر بتسوير تلك المقابر. مصدر في بلدية فيفاء أوضح أن البلدية لم يكن لديها علم بتلك المقابر، وتلقت أخيراً بلاغاً عنها وستقوم بعمل اللازم حيالها.