أعلنت شركة أرامكو السعودية عن عزمها على إغلاق مصفاة ينبع لمدة 35 يوماً في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، لإجراء أعمال الصيانة والفحص والمعاينة، التي ستشمل إدخال تعديلات عدة على المصفاة، من حيث إكمال مشاريع جديدة لزيادة قدرة المصفاة على إنتاج كميات إضافية من البنزين. وذكر الخبير النفطي رئيس مركز الاستشارات البترولية عبدالعزيز الحقيل، أن إغلاق المصفاة لن يؤثر في الأسعار، موضحاً أن مسألة الإغلاق مجدولة من السابق، وأن"أرامكو"تتخذ احتياطاتها اللازمة في مثل هذه الأمور للوفاء بالتزاماتها. وأشار إلى ان"أرامكو السعودية"تقوم بإطلاع جميع عملائها، إضافة إلى عمل الاحتياطات الخاصة من خلال التخزين، بما يضمن الوفاء بالتزامات الشركة نحو عملائها والعقود المبرمة. وأكد أن عمليات الصيانة لا تسبب أي خسارة، بل تؤدي إلى توفير كبير بسبب الصيانة الدورية، التي تستكشف أوجه القصور وإصلاح بعض الأضرار، فضلاً عن تنظيفها بما يضمن زيادة جودتها واستمرارها في العمل، من دون أعطال تؤدي إلى تقليل أو تعطل الانتاج. وأوضح أن أعمال الصيانة ضرورية جداً، وتجرى للمصافي في جميع دول العالم، وأن لدى الشركات جداول محددة لأوقات الصيانة، بما يضمن عدم تأثر السوق في فترة التوقف، وقال ان التوقف المفاجئ غير المحسوب هو الذي يؤدي إلى ارتفاع في الأسعار، وتأثر السوق. من جهته، ذكر مسؤول في إدارة المعمل أن إغلاق المصفاة سيكون مختلفاً هذه المرة، فإغلاقها يعني تحولاً شاملاً في أعمالها، بالنظر الى تنفيذ مشاريع إنشاء ضخمة تنوي"ارامكو السعودية"إنجازها في المنطقة، إضافة الى مشاريع صناعية تابعة لعدد من القطاعات الخاصة، وقد اشتملت خطة إغلاق مصفاة ينبع على ثلاثة مشاريع رئيسة، صممت لزيادة قدرات المعمل على انتاج البنزين، وخفض نسبة الكبريت في الديزل، إضافة الى برنامج صمم بدقة لتوسيع دورة الفحص والمعاينة وأعمال الصيانة للمصفاة من خمس سنوات الى سبع سنوات، وهذا يعني ان دورة الفحص والمعاينة الجديدة ستبدأ في عام 2012. وكان مهندس أعمال الصيانة في مصفاة ينبع محمد الحازمي، ذكر ان عملية الفحص والمعاينة تعد مهمة مليئة بالتحديات، وتتطلب الكثير من الجهود والخبرات والمصاريف، وأشار إلى أنه في شهر تشرين الثاني من هذا العام سيتم الشروع في تنفيذ احد معالم الشركة الرئيسة، وهو تحويل مصفاة ينبع الى مجمع صناعي، لا تقتصر مهامه على أعمال التكرير. وأوضح أنه في نيسان أبريل 2004، تم تشكيل فريق عمل لتنفيذ هذا المشروع الضخم، وذلك ضمن الاستعداد لتنفيذ الخطة الطموحة لإغلاق المصفاة. وتشترك كل من"أرامكو السعودية"و"إكسون موبيل"بنسب متساوية في ملكية"سامرف"، التي تمتلك وتشغل مصفاة ينبع، التي تقوم بتكرير نحو 365 ألف برميل في اليوم من الزيت العربي الخفيف، وقد صممت لزيادة إنتاج البنزين إلى أقصى حد ممكن، وتشمل منتجات المصفاة كذلك"الكيروسين ووقود الطائرات والديزل وزيت الوقود". وتباع منتجات"سامرف"داخل المملكة، كما يتم تصديرها إلى الخارج، وقد بدأت المصفاة أعمالها في عام 1984، ويعمل بها حالياً نحو 877 موظفاً، يمثل السعوديون نسبة 84 في المئة منهم، كما يعمل أحد الإداريين التنفيذيين من"أرامكو"رئيساً لشركة"سامرف"وكبيراً لإدارييها التنفيذيين.