يفخر رئيس قصاصي الأثر في "الإدارة العامة للمجاهدين" التابعة لوزارة الداخلية، عبدالهادي بن صالح العرق، بمشاركته وزملاءه في إنجاح عدد من العمليات التي نفذتها أجهزة الأمن ضد الفئة الضالة، في أنحاء مختلفة من البلاد. ويرى العرق، الذي ينظر إليه باعتباره"قصاص الأثر الأول في السعودية"، أن هذه المشاركة هي"واجب وطني وشرف"، ويؤكد أن إدارته ساعدت في الوصول إلى عدد من الإرهابيين في وديان الحيسية والعمارية في شمال الرياض، وكذلك في أماكن عدة في القصيم. راجع ص4 ويرفض العرق، الذي ينتمي إلى قبيلة آل مرة، التي يكثر بين أبنائها محترفو اقتفاء الأثر، الإفصاح عمّا يفعله هو وزملاؤه لتتبع الأثر على الطرق المعبدة وداخل البيوت، معتبراً أن ذلك من أسرار عملهم. إلا أنه يشير في الوقت نفسه إلى أن ما يقومون به لا علاقة له بالجن أو السحر، فضلاً عن أنهم لا يتمتعون بقوى خارقة، كما قد يعتقد البعض. ويوضح العرق الحاصل على ماجستير في مجاله من جامعة نايف للعلوم الأمنية، أن المسألة تعتمد في كثير من الأحيان على ذكاء قصاص الأثر وخبرته الفطرية وذاكرته الاستثنائية،"ولا أحب أن أزيد حتى لا أكشف عن آليات سرية نعتمدها في عملنا"، على حد قوله. وعلى رغم أن العرق 57 عاماً يعتقد أنه"مهما تطورت التكنولوجيا فسيبقى الإنسان هو الموجه لها"، فإنه يرى وجوب خروج عمليات إثبات النسب من مجالات عمل قصاصي الأثر، واعتماد فحص الحمض النووي بدلاً من ذلك، ربما لدقته التي لا يرقى إليها الشك. وللعرق ثلاثة أبناء يجيدون اقتفاء الأثر بدرجات متفاوتة، لكنه يتوسم في ابنه صالح، الذي يستعد للدراسة الجامعية في أميركا، المقدرة على خلافته في هذا المجال.