المؤشرات الأولية لاستعدادات الأندية المحلية لمسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين تنبئ بموسم قوي وصعب، ينتظر جميع الفرق سواء الخبيرة منها أو الصاعدة لهذه المسابقة. وتبدو التسمية التي أطلقت قبل انطلاق هذا الموسم بالدوري"الاستثنائي"في محلها فهو سيحمل الجديد للكرة السعودية وسيشهد العودة القوية لأقوى دوري عربي، هذا اللقب الغائب منذ سنوات بسبب الكثير من المعوقات التي عطلت تفوق هذا الدوري وأدت إلى انحدار مستواه الفني لدرجة أثارت التساؤلات! وقد شهدت الجولات الأخيرة في أولى البطولات المحلية للموسم الرياضي الحالي كأس الأمير فيصل بن فهد رحمه الله ارتفاعاً ملحوظاً في مستوى بعض الفرق، في دلالة تبعث الاطمئنان لمحبي وعشاق الكرة المحلية على عودة المستوى الفني لدرجة مرضية ومقنعة. وأبرز ما يلفت النظر حقاً أن هذا الموسم شهد استقراراً فنياً للأجهزة الفنية للكثير من الفرق، كالشباب مع الأرجنتيني روميو، والهلال مع البرازيلي باكيتا، والاتحاد بقيادة الروماني يوردانيسكو، والوحدة مع التونسي البنزرتي، ومواطنه السرياطي مع أبها، وعودة بعض المدربين كما حصل لإيليا مع الأهلي، والسويح للطائي، وتوقيع العجلاني للحزم، وفيرسلاين للاتفاق. هذا الاستقرار على الأجهزة الفنية حتم على مسيري الأندية أن يقوموا بالتجديد مع لاعبيهم الأجانب، لهدف الاستقرار والانسجام في خطوة مهمة ومميزة تحسب لمسيري هذه الفرق. وتحمل المعسكرات المتفاوتة الخارجية لبعض الفرق أو الداخلية الدليل القاطع على رغبتها في الدخول بقوة في دوري خادم الحرمين الشريفين بعد أن أجرت الكثير من المباريات الودية كأفضل استعداد لهذه المسابقة. وهنا استعراض للاستعدادات والتحضيرات التي أقامتها فرق الدوري: سنبدأ ببطل الدوري الماضي الهلال، الذي كانت بدايته موفقة بالزج بالكثير من اللاعبين الصاعدين والشباب خلال كأس الأمير فيصل، ووفق الفريق في الوصول للمباراة النهائية للمواسم الثلاثة الماضية، وشهد استقراراً في جهازيه الفني والإداري، وكذلك في استمرار لاعبيه الأجانب، المدافع تفاريس، وكماتشو، والتعاقد مع مواطنهم جيلسون، ودفع هذا الاستقرار مدرب الفريق لطلب معسكر خارجي أقيم بالفعل في البرتغال، ليكون هذا المعسكر إضافة لمعسكر المنتخب الأخير، خصوصاً أن تسعة من لاعبيه في المنتخب السعودي. وأجبرت ظروف الموسم الماضي التي خاض فيها الفريق الشبابي المباراة النهائية إدارته ومدربه الأرجنتيني روميو على دخول كأس الأمير فيصل بفريق مستقل بجهازيه الإداري والفني، مع اعطاء الفرصة للكثير من اللاعبين الصاعدين الذين وجدوا القبول والإشادة من المحللين والنقاد، واتخذ مدرب الفريق روميو خطوة مفاجئة بالزج بالفريق الأول في آخر مباراتين في هذه المسابقة، بعد أن كان التوجه لدى المسؤولين هو تقديم مباراة رسمية للفريق، إلا أن هذا التراجع دفع الفريق لإلغاء المعسكر المقرر في العاصمة السورية دمشق، وإذا كان هناك تحفظ على المحترف الكولومبي بيسادرو فإن بقاء الغاني أترام والعراقي نشأت أكرم بعث الكثير من الارتياح لأنصار"الليث الأبيض"، وكذلك التعاقد مع حارس أحد خوجه ومحور الخليج بشار عبدالله، مع تجديد العقود التحفيزية للكثير من لاعبي الفريق. وبكر الاتحاد في استعداده بإقامة معسكر خارجي في إيطاليا، مع التعاقد مع ثلاثي أجنبي يحمل السمعة الكبيرة، محمد كالون، وجوب، وعودة البرازيلي المتألق شيكو، كلاعبين لهم ثقلهم ووزنهم الفني داخل الملعب، مع جلب لاعبين محليين كالتعاقد مع أحمد الدوخي وعبده حكمي في صفقات ثقيلة ومميزة، وصب الاتحاديون جل تفكيرهم في التأهل عن قارة آسيا للمونديال المقبل للأندية في اليابان. وشهد الفريق النصراوي قبل انطلاق هذا الموسم تغييراً في إدارة الفريق، بعد أن تسلم الأمير سعد بن فيصل مهام قيادة"الأصفر"، الفريق المنهك والمتعب للعودة لوضعه الطبيعي، منافساً قوياً على الألقاب المحلية، ومنبعاً لتصدير النجوم للكرة المحلية، وعلى رغم ضيق الوقت وصعوبة المهمة، إلا أن إدارة الفريق أتمت التعاقد مع البرتغالي ماريانو ومعاونيه والثلاثي الأجنبي قبل رفع أسماء الفريق المشارك في البطولة العربية، كأفضل الحلول التي وجدتها الإدارة أمامها، وبذلت الإدارة النصراوية مساعيها وبحسب إمكاناتها لجلب بعض النجوم المحليين، إلا أنها لم توفق في هذا التوجه، واقتصر مجهودها على مهاجم الوحدة ناصر الشمراني، وهو الوحيد من اللاعبين المحليين.