تفاوتت درجة الاستعداد للموسم الكروي المقبل بين الأندية السعودية لدرجة أن بعض الأندية اتجهت لإعطاء الكثير من لاعبيها الصاعدين أو الموهوبين فرصة المشاركة في بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد وأرغمت بعضها على المشاركة بالصف الثاني أو البدلاء، وهذا ما جعل الكثيرين يفاجأوا بقرارات الأندية وخططها المستقبلية للموسم المقبل، ووصل بها الحال لأن تستعين بأجهزة فنية خاصة ومستقلة للفرق المشاركة في كأس الأمير فيصل. واختلاف درجة الاستعداد بين الأندية المحلية يعود إلى الرؤية الفنية والاتفاقية التي توصلت إليها إدارات الأندية مع مدربيها، خصوصاً إذا اعتبرنا ان هذا الموسم، وكما ذكر الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد، سيكون موسماً استثنائياً لأسباب عدة، يأتي في مقدمها المعسكرات المتواصلة للمنتخب السعودي الذي يستعد وبكل الوسائل المتاحة للمشاركة في نهائيات كأس العالم في ألمانيا 2006 إضافة إلى مشاركات الأندية في البطولات الخارجية، سواء الخليجية لنادي الاتفاق أو العربية للنصر والقادسية أو الآسيوية للهلال والشباب أو المشاركة المقبلة لفريقي الاتحاد والأهلي الآسيوية. وكانت إدارتا الهلال والشباب مرغمتين على إراحة نجومهما لفترة مناسبة جراء طول فترة الموسم الماضي ومواصلتهم الركض حتى التقيا في نهائي الكأس كآخر فريقين يواصلان المباريات والاستعداد للمباراة النهائية وبالتالي قررت إدارتا وأجهزة الناديين الفنية أعطاء الفرصة كاملة للاعبين الصاعدين ولاعبي درجة الشباب للمشاركة في بطولة الأمير فيصل بن فهد وتحت قيادة أجهزة فنية مستقلة، ففي الهلال البرازيلي الكساندر وفي الشباب الوطني سلطان خميس ويعتبر هذا التوجه من مسيري الناديين مقبولاً عطفاً على ظروف الموسم الماضي والرغبة الكبيرة بالتركيز في بطولتي كأس الدوري وكأس ولي العهد والبطولة الخارجية الوحيدة للنادي وهذا ما جعل الاستعدادات الفعلية للفريق تتأخر بعض الشيء. وفي الطرف الآخر وجد مسيرو نادي الاتحاد ورئيس الجهاز الفني الروماني يوردانيسكو صعوبات كبيرة قد تواجه الفريق خلال مشاركة النادي في المرحلة المهمة نحو الحفاظ على لقبه الآسيوي لو لم يتمكنوا من إيجاد معسكر خارجي يتمكن من خلاله المدرب من الحفاظ على لياقة وتركيز لاعبيه عقب الاجازة التي تمتع بها اللاعبون، إضافة إلى حرص يوردانيسكو على إيجاد البديل الجاهز لبعض لاعبيه الدوليين المشاركين مع"الأخضر"في استعداده لمباراة كوريا الأخيرة وكذلك إيجاد مساحة أكبر خلال هذا المعسكر لزيادة الانسجام، بين اللاعبين المنخرطين في صفوف الفريق، سواء المحليين أو الأجانب، مثل أحمد الدوخي وعبده حكمي أو البرازيلي بيتبول والسيراليوني محمد كالون، وستكون المباريات التحضيرية القوية مع بعض الأندية الايطالية خير استعداد لفرقة"العميد"لمقارعة أقوى أندية آسيا. ولم يكن النادي الأهلي بأفضل حالاً في هذه الفترة وهو يستعد مع شقيقه الاتحاد لمجابهة أفضل الأندية الآسيوية فرغم عودة المدرب إيليا مرة أخرى لقيادة الفريق في هذا الموسم إلا أن عدم وجود اللاعبين الأجانب المؤثرين ربما يرمي بحظوظ الفريق خارج المنافسة التي تتطلب الاستعداد المثالي الملائم لأقوى البطولات. وقد يكون نادي الوحدة هو النادي الوحيد الذي لفت نظر المتابعين الرياضيين بسحب الاستعداد والتهيؤ للمشاركات المقبلة، بداية ببطولة كأس الأمير فيصل التي ربما تدخل الخزانة الوحداوية بعد ان اتضح تخطيط مسيريه ومدربه لطفي البنزرتي لخطف أولى المسابقات المحلية بعد نجاح معسكر الفريق الخارجي في تونس وإجراء الكثير من اللقاءات التجريبية، وكذلك التعاقدات التي أبرمتها الإدارة مع المدافع باتراك كزادي، وكذلك عودة المهاجم الشاب عيسى المحياني بعد طول غياب. وشهدت استعدادات بقية الأندية تفاوتاً وان كان النصر أوكل للمدرب الوطني يوسف خميس قيادة الفريق إلا ان النوايا لدي إدارة النصر الجديدة تتجه إلى كسب البطولة وبالتالي عودة"فارس نجد"إلى منصات التتويج بعد طول غياب. وستكون فرصة"الأصفر"كبيرة في خطف اللقب وهو يشارك بالكثير من الأسماء المعروفة التي تمتلك الخبرة الميدانية. ولم تتضح الرؤية كاملة حول استعدادات ناديي أو قطبي المنطقة الشرقية الاتفاق والقادسية اللذين تفرغا كثيراً لتجربة اللاعبين الأجانب، إضافة إلى ان مبارياتهما الودية تمت بينهم في مؤشر يدل على عدم التركيز الفعلي في المنافسة بقوة على هذا اللقب. ولن يغامر الطائيون كثيراً بمشاركة صفهم الأول في كأس الأمير فيصل بن فهد، فقد جاءت التوصيات من المدرب العائد التونسي عمار السويح بمشاركة غالبية الصاعدين والشباب في هذه البطولة. أما الضيفان الجديدان على دوري الكبار الحزم وأبها فتبدو المؤشرات الأولية للاستعداد تتجه لكسب المزيد من الخبرة خلال هذه المسابقة والتركيز الفعلي سينصب على دوري خادم الحرمين الشريفين ومحاولة البقاء بين الكبار.