احتفلت ماليزيا أمس بعيد الاستقلال ال48، وربما يتساءل البعض عن سبب تطوّر ماليزيا قبل الدول المسلمة الأخرى على رغم أن هذه الدول استقلّت قبل ماليزيا بكثير.المسؤولون في هذه الدولة الآسيوية يجمعون على أنه لا يوجد سبب رئيس لحدوث ذلك، لكنهم يعتقدون أن بلادهم آمنت منذ الاستقلال عام 1957 أن عليهم عدم توفير المسدسات والرشاشات للشعب، وإنما التطوير الاقتصادي لتوفير الطعام، ويقول المدير الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة السياحة الماليزية زليزام زكريا:"في ال 50 عاماً الماضية بنينا ماليزيا على الصعيد الاقتصادي، ووفرنا العديد من الوظائف فأصبح عدد الوظائف أكثر من عدد المواطنين، ما انعكس على استيراد مليوني أجنبي لاحتلال الوظائف الشاغرة". وأضاف:"تصل نسبة البطالة لدينا إلى أقل من 4 في المئة وهو رقم بحسب المقاييس العالمية يعني انعدام البطالة".60 ألف سعودي زاروها في صيف العام الحالي ماليزيا في ذكرى الاستقلال تطمح إلى 25 مليون سائح على رغم صعوبة تحقيقه تتوقع إحصاءات رسمية أن عدد السعوديين الذين زوار ماليزيا هذا الصيف بلغ 60 ألف سائح. ويعتقد زليزام زكريا أن ازدياد عدد السيّاح السعوديين بات واضحاً عقب أحداث 11 أيلول سبتمبر، وما نتج عنه من عقبات ومشكلات للسفر إلى أميركا وأوروبا". ويعتقد أيضاً أن تقارب أسعار صرف العملتين"الرينجت"و"الريال"عامل مشجع إلى حد كبير. ويقول:"إن ماليزيا ترحّب بالسيّاح من كل أنحاء العالم بعيداً من أي عنصريّة، ونستهدف مواطني الدول المسلمة كوننا دولة مسلمة ونتقبّل الثقافات والديانات المختلفة ونسبة المسلمين في ماليزيا تصل إلى 60 في المئة، وتتألف البقية من الصينيين والهنود وأقليّات أخرى متعدّدة، كلٌّ يبرز ثقافته وتقاليده بكل حرية فنعيش معاً بانسجام. فماليزيا دولة بعيدة من التطرّف تحاول إبراز القيم الإسلامية السّامية، واللغة السائدة هي الإنكليزية ما يسهّل على السيّاح التعامل معهم". ويوضح المسؤول الماليزي أن العلاقات السعودية - الماليزية"مميزة منذ السابق ويهتم رئيس الوزراء الماليزي الجديد عبدالله حاج بهذا الملف خصوصاً، إذ زار السعودية منذ انتخابه أربع مرّات، ودعا أخيراً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لزيارة ماليزيا". ويعود للقول:"نحن الآن بصدد تطوير النواحي الاقتصادية والسياحية بين الدولتين، ونأمل في السنوات المقبلة وجود العديد من المنتجات الماليزية في السعودية في الوقت الذي تستورد فيه ماليزيا النفط من السعودية. ويصل عدد المعتمرين الماليزيين إلى 80 ألفاً، إضافة إلى وجود عدد من الماليزيين الذين يسكنون في السعودية". ويضيف:"الحكومة الماليزية تحاول تشجيع الشركات الماليزية للقدوم إلى السعودية للقيام بالعديد من المشاريع وتبادل الخبرات بين الدولتين لتستفيد كلا الدولتين، في الوقت نفسه نشجّع السعوديين على القدوم إلى ماليزيا وإقامة المشاريع والفنادق هناك. وتناول المسؤول الماليزي تأثيرات حادثة تسونامي على السياحة في بلاده، وقال:"أنا أعتبر ماليزيا ضحية للإعلام الذي ضخّم واقعة"تسونامي"في بلادي فنحن لم نتأثر بالفيضان". وأضاف:"تسونامي أصاب الجزء الغربي من سومطرة وتأثرنا في شكل طفيف وقمنا بالترميم في غضون أسبوع لكن لأننا جغرافياً جزء من المنطقة". وأوضح:"كما حدث معنا عند تفشي مرض السارس، إذ لم يصب من الماليزيين سوى واحد أو اثنين فيما انتشر في سنغافورة، ولهذا السبب انخفض عدد الزوار ومنهم السعوديون على خلفية أننا في المنطقة المصابة نفسها، ونحن لا نلومهم". وحول التعليم في ماليزيا ومدى تطوره بما يجذب الطلاب الأجانب، يقول:"إن الحكومة الماليزية بدأت منذ بضعة أعوام الاهتمام بالتعليم وجعله يطابق جامعات لندن ونوتنغهام بالخطّة التعليمية نفسها لتعتبر شهادات معتمدة وبأسعار مخفّضة". ويضيف:"ليس الطلاب السعوديون بحاجة للذهاب إلى لندن للحصول على مستوى تعليمي راق وفي الوقت نفسه يرحّب بالسعوديين باحترام لعاداتهم وتقاليدهم". ويكشف أن في ماليزيا ما يصل إلى مئة طالب سعودي يدرسون في جامعاتها، ويجمع الطالب ما بين التعليم والسياحة، فبإمكان الطالب في إجازته دعوة أهله للقدوم إلى ماليزيا والتمتّع بمناظرها الخلاّبة". ورداً على سؤال حول التوقعات التي تطمح ماليزيا إلى الوصول إليها على الصعيد السياحي، يقول المسؤول:"حتى تنضم ماليزيا إلى صفوف الدول المتقدّمة فإن عليها أن تتطوّر في النواحي المختلفة". ويضيف:"هناك من يقول اننا وصلنا فعلاً إلى مضمار الدول المتقدّمة لكن علينا أن نطوّر العديد من الميادين حتى نصل إلى هذه المرحلة مثل اليابان، فبدأنا بتطوير البنى التحتية والطرق فبهذه الاعتبارات بإمكاننا أن نعتبر ماليزيا دولة متقدّمة، لكن علينا كذلك التطوير من الناحية الروحيّة لنصبح مسلمين متحررين بطريقتنا الخاصة فلا نتبع الدول الأجنبية". وأوضح:"نتمنى بحلول عام 2020 أن يصل عدد السياح إلى 25 مليون سائح وهو أمر صعب لكن بإمكاننا تحقيقه بالسعي وراء ذلك بدعم الحكومة وتمويلها للترويج السياحي، وهدفنا أن يصل عدد السيّاح إلى عدد السكّان أي 25 مليون سائح و25 مليون مقيم.