نفذت القوى الأمنية فجر أمس حملة دهم واسعة النطاق شملت جميع الأحياء الشعبية في محافظة جدة، بقيادة شرطة محافظة جدة وإشراف من مديرها العميد مسفر الزحامي وأسفرت عن اعتقال أكثل من 1477 مخالفاً لأنظمة الإقامة إضافة إلى أحد عشر مطلوباً جنائياً في قضايا أمنية مختلفة. وشارك في الحملة عناصر من قوات أمن المهمات والواجبات الخاصة وإدارات البحث والتحري والجوازات والدفاع المدني والمرور والدوريات الأمنية، إضافة إلى فرق الهلال الأحمر وشركة الكهرباء وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وجاءت عملية الدهم من خلال خطة محكمة وضعتها الجهات الأمنية بدأت بإجراء تحريات عن المواقع والمنازل والأوكار المشبوهة ومداخل ومخارج الأحياء المسكونة من جانب المخالفين بمساندة من عٌمد وسكان تلك الأحياء. بعدها جاء تحرك الجهات الأمنية بعد إغلاق مداخل ومخارج تلك الأحياء وتوزيع الفرق إلى مجموعات تضم كل مجموعة عشرة أفراد توغلت داخل الأحياء التي تتميز بالممرات الضيقة والمتعرجة والمنازل القديمة. ولم تمنع محاولات عدد كبير من المخالفين والمشبوهين من إطفاء الكهرباء داخل أوكارهم وإغلاقها من الداخل من تمكن قوات الأمن من الدخول إلى تلك المنازل التي تقطنها الكثير من الفئات المخالفة والمطلوبة. واستمرت الحملة لأكثر من خمس ساعات، نجحت خلالها الفرق الأمنية من إلقاء القبض على المخالفين لأنظمة الإقامة رغم محاولة عدد منهم الهرب والاختباء داخل دورات المياه وأسطح المنازل، وعصابة من أصحاب السوابق في سرقة المنازل والسيارات، وضبط منزل جرى تحويله إلى عيادة طبية من جانب مجموعه من العمالة البنغلاديشية، إضافة إلى القبض على مخالف بحوزته 150 قرصاً مدمجاً تحوي أفلاماً إباحية خليعة، يجري ترويجها داخل الأسواق والمراكز التجارية، وعدد من أوكار الدعارة، وأربعة منازل حٌولت إلى مصانع للخمر، ومطابخ لإعداد الطعام لمصلحة عدد من المطاعم الخاصة بطريقة تفتقر للشروط الصحية، والضبط معدات كانت تستخدم للتسول. كما كشفت قوات الأمن منزلاً جرى تحويله إلى موقع لتمرير المكالمات الدولية، إذ وجد فيه عدد من أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الهاتف المستخدمة لمثل هذه الأغراض، والقي القبض على أحد الوافدين كان يعمل على ترويج وبيع البطاقات الخاصة بكسر تشفير القنوات الإباحية. كما أوقف عدد كبير من الخادمات الاندونيسيات الهاربات من منازل كفلائهن، ويقمن سوية في عدد من المنازل. وأكملت الجهات الأمنية حصر تلك المضبوطات، وإعداد محاضر لها فيما جرت إحالة المضبوطين في تلك المنازل إلى الجهات المختصة، وتولت بعدها فرق شركة الكهرباء فصل التيار الكهربائي عن تلك الأوكار، وأخذ أرقام عدادات تلك المنازل تمهيداً لحصر أصحابها، واستدعائهم من جانب الجهات المختصة للتحقيق معهم حول المخالفات، والمضبوطات الموجودة في المنازل التابعة لهم، والتأكد من سلامة عقود الإيجار التي أبرمت مع سكان تلك المنازل من المخالفين. وأبدى عدد من سكان الأحياء المشمولة بالحملة عن سعادتهم بتنفيذ تلك الحملات الأمنية، مبدين رغبتهم في استمرارها حتى يتم القضاء على المخالفين للأنظمة الذين يشكلون خطراً أمنياً على السكان ومنازلهم التي هجرها عدد كبير منهم بعد أن أصبحت الأحياء تعج بالمخالفين والمجرمين، إذ تعرض عدد كبير من المنازل لحالات سطو وسرقة عدة من جانب عدد من العصابات التي تشكلها تلك الفئات المخالفة. عامل يمارس الطب في منزله كشف أثناء الدهم عن منزل جرى تحويله إلى عيادة طبية، إذ اتخذ أحد العاملين الوافدين من الجنسية البنغلاديشية منزله عيادة طبية يستقبل فيها عدداً من المرضى من أبناء جلدته الذين لا يحملون إقامات نظامية، وضبط مع العامل الذي لا علاقة له بالطب أجهزة طبية عدة كان يستخدمها لتشخيص العلاج وتقديم الأدوية للمرضى.