سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في أوسع حملة دهم شهدها حيا غليل والكرنتينة في جدة وشارك فيها 1200 ضابط وفرد من القوى الأمنية . القبض على 2120 مخالفاً بينهم مطلوبون أمنياً ... وكشف 40 منزلاً للدعارة وعملات مزورة
كانت الساعة تشير إلى الواحدة صباحاً من فجر أمس الأحد، حيث أُبلغ الصحافيون عن حملة دهم واسعة ستنفذها قوات الأمن في أبرز الأحياء الشعبية في مدينة جدة، وهما: غليل والكرنتينة. حملة الدهم، التي نفذتها قوات الأمن كانت"واسعة وشاملة"واستمرت نحو خمس ساعات وامتدت حتى ساعات الصباح الأولى، وأسفرت عن توقيف وضبط 2120 شخصاً من العمالة المخالفة لأنظمة الإقامة في البلاد خصوصاً من الجنسيتين النيجيرية والتشادية بعضهم مطلوبون في قضايا أمنية وجنائية، وكشف 40 منزلاً ل"الدعارة"، إضافة إلى أدوات سحر وشعوذة وطلاسم. نفذت الجهات الأمنية فجر أمس حملة دهم كبيرة شارك فيها 1200 ضابط وفرد من القوى الأمنية، وشملت حيي الكرنتينة وغليل جنوبجدة، وأسفرت عن ضبط أكثر من 2120 مخالفاً ومطلوباً في قضايا أمنية وجنائية. وهذه الحملة هي الثانية التي تستهدف حي الكرنتينة الشعبي من ضمن حملات الدهم الأخيرة التي تنفذها 12 جهة أمنية وحكومية، للقبض على مخالفي أنظمة الإقامة والعمل في البلاد، وبيوت الدعارة، والسحر والشعوذة والمسكرات. وقاد الحملة التي استمرت خمس ساعات مدير شرطة محافظة جدة العميد مسفر الزحامي، ومساعده العميد عارف الشريف، ومدير التحقيقات الجنائية العميد حسن الزهراني، ومدير البحث والتحري العقيد محمد المقاطي، ومدير الشؤون العامة والعلاقات العقيد مسفر الجعيد، ومدير الأدلة الجنائية المقدم صالح زويد الغامدي، ورئيس البحث والتحري في شمال جدة المقدم محمد الوليدي، وخبير الأدلة الجنائية المقدم حاسن الطلحي ومساعد مدير جوازات جدة الرائد سلمان المحيا، والرائد خالد القرشي، ورئيس مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حي المصفاة محمد الصياد، كما شاركت في الحملة شركتا حافل والجزيرة من خلال توفير 20 حافلة لنقل المخالفين المضبوطين. وشملت حملة الدهم 600 منزل ضبط فيها 2120 مخالفاً تم التحفظ على عدد كبير منهم لتورطهم في قضايا أمنية وجنائية، إضافة إلى ضبط منزلين لتمرير المكالمات الدولية، وأربعة منازل للشعوذة والسحر ضبط في احدها على كتل شعر وملابس داخلية نسائية وضبط مسدس غير حقيقي لتهديد الضحايا، وبطاقتي أحوال سعودية، ورخصة قيادة، وكمية من الأفلام الإباحية في منزل آخر، وأكثر من 40 منزلاً للدعارة، وكميات كبيرة من الأوراق النقدية المزورة، والمصوغات الذهبية، والمسكرات. وعبر الكثير من أهالي"غليل"و"الكرنتينة"، ارتياحهم للحملة التي نفذتها القوات الأمنية، ولوحظ مؤازرتهم وتعاونهم مع رجال الأمن في تحديد الأماكن التي تقطنها تلك الجاليات المخالفة، والتي تشكل تهديداً كبيراً لهم، حيث يعتبر حيا الكرنتينة وغليل من أكثر أحياء جدة العشوائية التي تكثر فيها جاليات من الجنسيتين التشادية، والنيجيرية. وعملت الجهات الأمنية على تسجيل أرقام عدادات الكهرباء الخاصة بالمنازل التي ضبط بها المخالفون، تمهيداً لاستدعاء ملاكها للتحقيق معهم حول تحويلها إلى أوكار للرذيلة والسحر والشعوذة. ووقفت"الحياة"شاهد عيان على بدء التخطيط للحملة، حيث وضح أنه تم التخطيط لها مسبقاً، من خلال المتابعة والرصد المستمرين للحركة غير الطبيعية لتلك الأحياء بالتعاون مع"العمد"فيها، ما يعزز أنه واحد من برامج تمشيط طويلة، تقودها الأجهزة الأمنية بمشاركة الجهات الرسمية ذات العلاقة، وأخرى قصيرة من أجل ضبط الحركة داخل البلاد. وتنفذ الأجهزة الأمنية في جدة منذ فترة حملات دهم واسعة، تركز على تنظيف الأحياء الشعبية من المخالفين والمتجاوزين، كونها المكان الذي يعتقده المخالفون والمتخلفون أنه آمن وبعيد عن عيون رجال الأمن. سقوط أخطر المطلوبين أمنياً اقتحمت قوات الأمن ضمن عمليات الدهم منزلاً في حي الكرنتينة، وألقت القبض على أحد المخالفين لأنظمة العمل والإقامة، وكشفت التحقيقات الأولية عن أنه واحد من أخطر المطلوبين أمنياً ويدعى"صوناي"، وضبطت خلال تفتيشها المنزل مسدساً غير حقيقي ومجموعة من بطاقات الأحوال ورخصة قيادة وشهادات دراسية جميعها مزورة، كان يستخدمها المخالف في تسيير أموره الخاصة. واعترف المخالف أنه كان يستخدم المسدس الوهمي في ابتزاز المواطنين الذين يقعون في يده لسلب ما معهم من أموال أو أجهزة جوالات. ضبط أعمال سحر ب "الجرم المشهود" ضبط أحد الإفريقيين داخل منزله يمارس أعمال السحر والدجل والشعوذة، إضافة إلى عدد كبير من الطلاسم وأدوات السحر التي كان يستخدمها. وشملت المضبوطات أيضاً مجموعة من الأحجار الكريمة والخواتم تستخدم للسحر، والمسوغات الذهبية، وكتب لتعليم السحر والشعوذة. تكدس وشعور بالغربة ... ونظرات غريبة تلاحق زائر الحي شعرنا بالغربة ونحن وسط مدينتنا جدة، فكل ما حولنا غريب عنا!. نظرات غريبة مشوبة بالحذر والترقب تلاحقنا كيفما توجهنا داخل أزقة الحي، الذي تشعر بمجرد أن تدخل إليه أنك في إحدى المدن الإفريقية ولست في مدينة جدة. في"غليل"و"الكرنتينة"الكل يرمقك بنظراته من أبناء الجاليات الإفريقية التي تقطن هذا الحي، يخضع لسيطرتها بالكامل، كلها نظرات استغراب وريبة، تصوبها العيون التي تسد أنفاس"أزقة"هذا الحي الشعبي وتنتشر فيه بكثافة، مشكلة تجمعات متناثرة هنا وهناك، ولكنها جميعاً لا تتوقف عن المتابعة حتى وهي مكبلة اليدين ومساقة إلى التحقيق. لم نصادف مواطناً سعودياً في هذا الحي، على رغم أن معظم المقيمين فيه كانوا يرتدون الزي السعودي. أزقة الحي تفضي إلى أزقة أخرى أضيق منها، والمنازل تعطيك إحساساً بأنها كالأنفاق يتصل بعضها بعضاً، ومعظم هذه المنازل تعاني من الإهمال والتشوه، وسكانها يتكدسون داخلها بأعداد كبيرة.