لتنم قرير العين يا سيدي، دوحةً وارفة غرسها عبدالعزيز بن عبدالرحمن... تربتها التقوى، وغذاؤها الأخلاق. دوحة يتفيؤها أبناؤك وإخوانك في هذا البلد الكريم. لقد أسلمت الراية لمن أحبك حباً لا يضاهيه حب.أما نحن فليس لنا في هذا المقام، ومثلنا مثل جميع من أحبك وفقدك إلا أن نقول:"إنا لله وإنا اليه راجعون". كان فهد بن عبدالعزيز أنشودة إسلامية تغّنى بها المسلمون في كل زاوية، وفي كل مسجد، في كل صرح علمي وحضاري يشهد ريادة المملكة في العطاء، في مسح كل دمعة مكلوم ومصاب. أيها الملك الحبيب... مذ عرفناك وأنت على صهوة جواد تجاهد ضد الجهل والفقر والمرض. أوصلتم البلد ووالدك طيب الله ثراه وسائر إخوانك إلى أعلى مراتب العزة والكرامة والحضارة والتقدم، ولم تفقدوه شيئاً من أصالته. أمر عجيب يا سيدي أن تكون أيام حكمك ولياليه مليئة بكل هذه التحديات. ومع هذا يد تبني ويد تدافع، وتسلّم. ومن لا يبكيك يا سيدي؟ اللهم لا راد لقضائك. مات فهد بن عبدالعزيز. مات خادم الحرمين الشريفين. مات خادم القرآن. مات بطل تحرير الكويت. مات صاحب المبادرات لتحرير فلسطين. مات من أحب لبنان وأهله. مات من لمَّ شمل الخليج. ستبكيك جبال المملكة ووهادها وصحاريها التي أضأت ليلها بالعلم والمعرفة. تبكيك الجبيل وينبع التي فقدت أباها الروحي. تبكيك الكويت التي مددت لها يداً حينما كانت أرضها أشبه بنار إبراهيم فأعدت إليها، بعد توفيق الله، حياتها. نائب وزير التربية والتعليم للبنين سعيد بن محمد المليص