مات فهد بن عبدالعزيز، مات خادم الحرمين الشريفين، مات خادم القرآن، مات القائد العظيم مات الشجاع والمقدام الوفي الشهم، مات بطل تحرير الكويت، مات صاحب المبادرات لتحرير فلسطين، مات من احب لبنان وأهله، مات من لم شمل الخليج، مات الرجل الذي كاد يكون لوحده في كل معركة رأياً وحكمة وإقداماً ونصراً. نعم اختارك ربك الى جواره فمن لا يبكيك يا أبا فيصل؟ ستبكيك جبال المملكة ووهادها وصحاريها التي أضأت ليلها بالعلم والمعرفة. تبكيك الجبيل وينبع التي فقدت الأب الروحي لها؟ يبكيك مصحف المدينة الذي الشمس عنه لم ولن تغيب. تبكيك الكويت التي مددت لها يداً حينما كانت ارضها اشبه بنار ابراهيم فأعدت لها بعد توفيق الله حياتها. لبنان، فلسطين.. القدس..، مآذن الحرمين، مدن المملكة وقراها وهجرها ستفقد من أشغل نفسه بتقدمها. فهد بن عبدالعزيز كان انشودة اسلامية تغنى بها المسلمون في كل زاوية في ارض الله، وفي كل مسجد يعبد فيه الله، في كل صرح علمي وحضاري يشهد بريادة المملكة في العطاء، في كل مسح دمعة مكلوم ومصاب، على مشارف بئر يروي العطشى من خلق الله. من للإقدام يا أبا فيصل؟ من للحكمة، من للحنكة، من للطيبة، من للذكاء والفطنة. ايها الملك العظيم؛ منذ عرفناك وأنت على صهوة جواد في معركة الجهل والفقر والمرض. بلد أوصلتموه (ووالدك - طيب الله ثراه - وأنت وإخوتك) الى اعلى مراتب العزة والكرامة والحضارة والتقدم - ولم تفقدوه شيئاً من اصالته، امر عجيب يا سيدي ان تكون ايام حكمك ولياليه مليئة بكل هذه التحديات - ومع هذا يد تبني ويد تدافع، وتسلم. اما التعليم فليبكيك دما - لا دمعا - كنت اول وزير حمل لواء العلم وبقى ذلك العلم بقلبك طوال حياتك، في كل موقف ومنصب ايماناً منك بأن العلم هو الوحيد لإعادة الريادة لهذه الأمة. فليبكيك المعلم في صفه، والطالب والطالبة بين كتبهم، والمدرسة في صمتها. ابكيك انا المواطن والمسؤول - حيث شرفت بالعمل معكم - طيب الله ثراكم - في التنسيق الإداري والتعليمي حينما كنت وزيرا للمعارف - وأنا من ملايين مواطنيك الذين سعدوا بهذه المكرمة. لتنم قرير العين يا سيدي. دوحة وارفة غرسها عبدالعزيز بن عبدالرحمن تزينها التقوى وغذاؤها الاخلاق والقيم. دوحة يتفيؤها ابناؤك وإخوانك في هذا البلد الكريم. لقد اسلمت الراية لمن احبك حباً لا يضاهيه حب. اوليس عبدالله بن عبدالعزيز حامل الراية هو من اخترته لإكمال المسيرة من بعدك منذ البداية؟!، اعان الله عبدالله بن عبدالعزيز اما نحن فليس لنا في هذا المقام - ومثلنا مثل جميع من احبك وفقدك - إلا ان نقول {.. إنا لله وإنا إليه راجعون}. ٭ نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنين