أصدرت دارة الملك عبد العزيز عدداً جديداً من مجلتها الفصلية المُحكمة "الدارة"، التي تعنى بنشر البحوث العلمية ذات العلاقة بتاريخ السعودية وجغرافيتها وآدابها وآثارها الفكرية والعمرانية خصوصاً، والجزيرة العربية والعالم العربي والإسلامي عموماً، وهو العدد الثاني من السنة الحادية والثلاثون 1426ه. وحفل العدد بالعديد من البحوث والدراسات في أبواب المجلة كافة، وهي: البحوث العلمية، والبحوث المترجمة، والوثائق، ومراجعة الكتب، وملخصات الكتب. وفي باب البحوث ورد بحث للدكتور عبدالله التركي وعنوانه"الشيخ عبدالله بن سليمان بن بليهد"1278-1359ه/1861-1940، حياته وجهوده في الدعوة والقضاء ودوره في الحياة العامة: دراسة تاريخية، استعرض فيها الباحث أهم المصادر التي وقفت على مراحل حياة الشيخ العلمية والعملية وسماته الشخصية. أما البحث الثاني فهو من إعداد الدكتورة منيرة الشرقي وجاء بعنوان ولاية العهد في إمارة بني أمية في الأندلس وأثرها في تثبيت البيت الأموي 138-316ه/755-928، وتتبعت هذه الدراسة نظام ولاية العهد في إمارة بني أمية في الأندلس. وأوضحت الدراسة أن اختلاف النظرة إلى ولاية العهد وعدم وضع أسس لها كان من أسباب ضعف الدولة. يليه بحث للدكتور عامر المطير الأبعاد الجغرافية للمجمعات السكنية وأثرها على درجة الرضا السكني: مجمع المعذر السكني في مدينة الرياض، ويدرس البحث جغرافية مجمع المعذر السكني التابع لصندوق التنمية العقارية، الذي يشكل الشباب غالبية السكان فيه بنسبة 77 في المئة، وقد حصل معظمهم على التعليم الجامعي، ويعمل أكثرهم في القطاعين المدني والعسكري بنسبة 60 في المئة، بدخول لا تقل عن 6 آلاف ريال، ويصل متوسط حجم الأسرة إلى 6 أفراد. ويتميز هذا المجمع بقرب مسافات الخدمات له وتوافرها، خصوصاً المدارس المتوسطة والثانوية، وقد حاز المجمع على رضا السكان بوجود المساجد، وخدمات المياه، والاتصالات، ومواقف السيارات، ومرافق التعليم. ومن بحوث العدد الجديد بحث للدكتور مسفر الخثعمي، وعنوانه الرسوم الصخرية في مدينة أبها وضواحيها: دراسة توثيقية لنماذج مختارة منها، إذ وقف المؤلف عند الدراسات السابقة التي تناولت الرسوم الصخرية في شبه الجزيرة العربية مبيناً سماتها، وطرائق عرضها، وأسسها في الاعتماد على التفسير والتحليل، وركزت الدراسة على أنواع الرسوم الصخرية في منطقة عسير، مع وصف هذه الرسوم وتحليلها، حسب الأساليب الفنية، ومحاولة التعرف على النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى جانب النواحي الفكرية والأساليب الذوقية. وضمن باب الوثائق، دراسة بعنوان"عبدالله المغيرة في وثائق الأرشيف العثماني"للدكتور سهيل صابان، بيّن فيها أن تلك الوثائق أشارت إلى أن عبدالله بن المغيرة ذكر انتسابه إلى أشراف نجد، كما أبرزت تنقلاته بين البصرةواسطنبول، والمناصب التي حظي بها في الدولة العثمانية، ومحاولة إصداره صحيفة أسبوعية عربية أثناء مكوثه في اسطنبول، كما كشفت الوثائق عن إسهامه بالاقتراحات، بغية زيادة موارد الدولة العثمانية، وكذلك إسهامه في إعداد التقارير حول الأوضاع السياسية في قلب الجزيرة، مبيناً خطر الأجانب في استغلال هذه الأوضاع. أما باب البحوث المترجمة، فقد تضمن بحثاً عنوانه في مهمة إلى مكة بقلم القبطان المتقاعد جون. س. كيتنج، من البحرية الاميركية، ومن ترجمة الدكتور محمد أبا حسين، ويصف البحث اللقاء الذي تم بين الملك عبد العزيز ورئيس الولاياتالمتحدة الاميركية فرانكلين روزفلت، وذلك في البحيرات المرَّة في قناة السويس.