ضمن فعاليات النشاط المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب اقيمت مساء أمس ندوة بعنوان (الوثائق التاريخية: قراءة ومفاجآت) ادارها الدكتور خليل المعيقل وشارك فيها الدكتور عبدالله العسكر والدكتور سهيل صابان والأستاذ فايز الحربي وقد تحدث الدكتور العسكر عن الوثائق البريطانية واهميتها بالنسبة للمنطقة العربية خاصة في الدراسات الأكاديمية وعلل العسكر اختياره للحديث عن الوثائق الانجليزية لعمق العلاقة وقدمها بين البريطانيين والعرب خاصة في شبه الجزيرة العربية، وفيما يتعلق بالمفاجآت التي اكتشفها في هذه الوثائق فهي الأخطاء الكثيرة إما في التواريخ او معلومات عن المناطق الجغرافية والقبائل، وبين أن هذه الأخطاء كثير منها متعمد لأسباب كثيرة إما اتباع الهوى أو صراع الجهات الحكومية البريطانية او البحث عن مجد شخصي للمزيف، ومن مفاجآت الوثائق التي ذكرها الدكتور العسكر وثيقة كتبت عام 1976م تتنبأ بقيام إرهاب منظم في المملكة العربية السعودية. بعد ذلك تحدث الدكتور سهيل صابان عن الوثائق التاريخية العثمانية وذكر بأن الوثائق على جمودها الا ان في قراءتها تشويق ومتعة وعن المفاجآت التي أوردها يقول بأن أولى هذه المفاجآت كمية الوثائق المحفوظة في رئاسة الوزراء التركية حيث يبلغ عددها مائة وخمسين مليون وثيقة كلها مليئة بالمعلومات يضمها اكثر من ثلاثمائة وسبعين الف سجل جديرة بالكشف عنها ونشرها لدقة مدوناتها، وذكر بأن من المفاجآت حصول الباحث على الوثيقة الأصلية للموضوع الذي يريد، ومن المفاجآت وجود عدد كبير من الخطابات العربية في الارشيف العثماني وايضاً الاختام ا لمستخدمة في تلك الخطابات العربية حيث احتوت على آيات قرآنية وأحاديث ودعا مسجوع، كذلك التقارير التي كان يبعث بها احد التجار العرب يحكي فيها سياسة الانجليز في المنطقة ومن المفاجآت التي اوردها سهيل صابان خطابات كانت لرصد تحركات الاجانب في الجزيرة العربية. بعد ذلك تحدث الأستاذ فايز الحربي عن الوثائق المحلية حيث ذكر ان سر ازدهار اوربا ونهضتها كانت بسبب اهتمامهم بالوثائق ودراستها قبل ثلاثة قرون بينما الوثائق المحلية تلقى الإهمال والتهميش وذكر بأن التاريخ الأقرب للحقيقة الذي يخلو من الأساطير والقصص المتخيلة التي يرويها الاجداد للأبناء كحالنا مع تاريخنا، فقد بقينا إلى وقت قريب نجهل اهمية الكنوز من الوثائق المكدسة لدينا. ومن المفاجآت التي أوردها الحربي في سياق حديثه قوله اني وجدت لدى محكمة المدينةالمنورة سجلات شرعية تمتد لأربعة قرون إلى هذا العهد متصلة تحوي على اكثر من اربعمائة الف وثيقة تمثل سجلاً يومياً للحياة في المدينة وما حولها وللحج ومناحي الحياة الأخرى ويضيف الحربي بقوله: اكتشفت اكثر من عشرين أمير للمدينة خلال تلك الفترة لم يرد ذكرها في المصادر التاريخية الأخرى وكذلك الكشف عن علماء وقضاة وأعيان ومعلومات كثيرة عن أهل المدينة وكثير من المعلومات المفصلة لكثير من الحوادث التاريخية التي عرفت مجملة أو لم تذكر قط؛ ويضيف الحربي بأن المفاجأة الأهم هي أن هذا الكنز الضخم لم يكن الكشف عنه ساراً لبعض المسؤولين عن تلك الوثائق حيث يسرهم ان تبقى مجهولة لعدم وجود نظام يتيح قراءة الوثائق إذا مضى عليها مدة معينة؛ بل إنه يوجد من يشكك في صد هذه الوثائق مع تصديقه لرواية جده، ويضيف الحربي بأن في وادي الفرع والغاط اكثر من ثلاثة آلاف وثيقة كشفت عن معلومات لم تكن معلومة من قبل، فالتاريخ جل ما يعنيه الاحداث السياسية اما الحياة الاجتماعية و الفكرية فمهملة.