ارتسمت علامات الدهشة والحيرة على وجه الإماراتي خلفان إبراهيم، بعد قدومه إلى مدينة الدمام من طريق مطار الملك فهد الدولي، حين شاهد «صراعاً حقيقياً» بين مجموعة من العمالة الآسيوية وسعودي طاعن في السن، في إحدى ردهات المطار، وهو يهم بالخروج منه، متوجهاً إلى إحدى السيارات، بعد أن اتفق مع عامل على نقله إلى أحد فنادق المنطقة. إلا أن السائق السعودي اعترض طريقهما، مؤكداً أن له الأولوية في نقل الزبون. وقال خلفان: «شاهدت مشاجرة حامية الوطيس، كادت أن تصل إلى اشتباك بالأيدي. لكن الآسيوي ومن معه فروا من المكان». وتبين لخلفان لاحقاً أن الأمر «روتيني» ويحدث يومياً في أروقة المطار، بسبب الصراع على نقل المسافرين القادمين»، ما دعاه إلى الاتفاق مع السائق السعودي الذي «أعطاني تفصيلاً دقيقاً عن المشكلات التي يعانون منها، بسبب العمالة الآسيوية الموجودة في المطار. أقلني إلى مدينة الدمام. ولم يتوقف عن الحديث عن القضايا اليومية التي يعانون منها». وتحولت ساحات سيارات الأجرة في مطار الملك فهد الدولي في الدمام، إلى «ساحات صراع» بين مجموعة من سائقي سيارات الأجرة السعوديين، أو ما يعرف محلياً ب «الكدادة»، وبين سائقين آسيويين، «يقتنصون القادمين من صالة القدوم، ويتفقون معهم قبل خروجهم من بوابة المطار، وقبل مشاهدة سائقي الأجرة السعوديين، في مقابل مبالغ ربما تكون أكثر من المبالغ المُقرة رسمياً من إدارة المطار» بحسب قول السائق السعودي منصور علي. ويتهم سائقو الأجرة السعوديين والمسجلون لدى إدارة المطار بالتقصير وغياب التنظيم الواضح لآلية نقل القادمين عبر سيارات الأجرة، موضحين ان «الأمر لا يقتصر على العمالة الآسيوية فحسب، بل يمتد إلى الكثير من السعوديين الذين يزاولون هذه المهنة بسياراتهم الخاصة، على رغم ان ذلك ممنوع، ولكن مع غياب الأنظمة الرادعة، وتساهل الجهات الإدارية في المطار، دفع الكثير من الآسيويين والسعوديين على حد سواء، إلى مزاولة هذه المهنة، في الوقت الذي نتكبد نحن الكثير من الخسائر، جراء وقوفنا في انتظار القادمين». وطالب سائقون ب «تنظيم العمل، وإبعاد السائقين غير النظاميين، ومعاقبتهم»، مؤكدين ضرورة «التصدي لظاهرة توصيل الركاب من طريق السيارات الخاصة». وقال عبد الرحمن الشهري (72 سنة) الذي يزاول هذه المهنة منذ مطار الظهران الدولي: «إن المشكلات التي نعاني منها حالياً، لم تكن موجودة في السابق، لكنها استفحلت في السنوات الأخيرة، وسط غياب الأنظمة الرادعة، خصوصاً للآسيويين الذين بدأوا بمشاركتنا في أرزاقنا، من دون أي رادع من الجهات المسؤولة». وأشار الشهري إلى ان المنافسة على نقل القادمين، «لا تقتصر على السيارات الخاصة، سواء كان السائق أجنبياً أم سعودياً، بل امتدت إلى السيارات الخاصة التابعة للفنادق، إذ يدخل السائقون ببطاقة الفندق إلى داخل صالات انتظار القادمين، لإغرائهم، خصوصاً المسافرين الآسيويين، لسهولة التخاطب بينهم، فيركبون معهم على رغم أنهم يتقاضون منهم مبالغ تفوق الرسوم التي حددتها إدارة المطار». في المقابل، يرى سعيد القحطاني (سائق أجرة) أن ظروف ومشكلات سائقي الأجرة «لم تتوقف عند حد سرقة الركاب أمام أعيننا فحسب، بل ان إدارة المطار تجبرنا على دفع مبلغ 1200 ريال سنوياً. إلا أنها لا توفر أبسط الخدمات الإنسانية، خصوصاً في موسم الصيف، إذ نعاني من شدة الحرارة ونسب الرطوبة العالية». وأشار إلى «غياب واضح للخدمات المقدمة لسائقي الأجرة، خصوصاً ان إدارة المطار تشترط حسن الملبس، وبالتالي يتطلب أن يكون هناك مكان مهيأ للنظافة، بدلاً من الاستراحة المكشوفة، التي لا تتعدى 12 متراً، تضم دورة المياه، يستخدمها نحو 300 سائق».