أكدت مصادر عربية في القاهرة أن القمة العربية الاستثنائية في شرم الشيخ ستسعى الى تفعيل موقف عربي موحد ضد الإرهاب، وان نقاشاً يجري بين أطراف عربية للتوصل الى صوغ لمشروع قرار يتعلق بوضع آليات لمكافحة الظاهرة. وتحدثت المصادر عن تنسيق مصري - سعودي في هذا المجال. وعلمت"الحياة"أن المملكة العربية السعودية ستشارك في القمة المزمع عقدها في شرم الشيخ الأربعاء المقبل. وقالت مصادر ديبلوماسية عربية في الرياض إن الرئيس المصري حسني مبارك دعا الى عقد القمة بعد التنسيق والتشاور مع السعودية وبعض الدول العربية المعنية. وأشارت إلى أن موضوع عقد قمة عربية استثنائية كان بحثه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى خلال زيارتيه الرياض ودمشق قبل أكثر من أسبوعين، وكان رأي السعودية أن لا مانع من عقد مثل هذه القمة، وطلبت من الأمين العام إجراء اتصالات لمعرفة المواقف العربية من عقد القمة الاستثنائية، وظهر بعد ذلك اقتراح سوري بعقد قمة عربية مصغرة لدول الطوق والسعودية، ولكن بعد التفجيرات الإرهابية التي شهدتها شرم الشيخ، أجرى الرئيس مبارك اتصالاً بالرياض مقترحاً استعجال عقد قمة عربية"طارئة". ولم تعلن المملكة بعد أي موقف رسمي من دعوة الرئيس المصري الى القمة، وذلك انتظاراً للقاء الذي سيجمع اليوم مبارك ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في القاهرة، وسيركز على موضوع التحضيرات والاتصالات الجارية لعقد قمة شرم الشيخ، ورأي السعودية في المواضيع التي ستطرح على جدول أعمالها. وسينقل الوزير رسالة من ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الى الرئيس المصري، ويتوقع أن يجتمع الأمير سعود الفيصل بالأمين العام للجامعة. وأكدت المصادر العربية أن القمة ستركز على ثلاثة مواضيع رئيسة هي: التطورات في العراق، ومستقبل الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، والموقف العربي المطلوب، إضافة إلى ملف الإرهاب الذي يتعرض له بعض الدول العربية، خصوصاً التفجيرات الأخيرة في شرم الشيخ. ولم يعرف بعد المستوى الذي ستشارك به السعودية في القمة، وتنتظر الرياض الاتصالات التي تجريها مصر وموسى مع بعض العواصم العربية. وفي القاهرة، قالت مصادر عربية إن القمة الاستثنائية ستسعى إلى تفعيل موقف عربي موحد ضد الإرهاب، وان نقاشاً يجري بين أطراف عربية للتوصل إلى صياغة لمشروع قرار يتعلق بوضع آليات لمكافحة الظاهرة. وتحدثت المصادر عن تنسيق مصري - سعودي في هذا المجال. وذكرت ان التطورات المتلاحقة في قضية الإرهاب ستدفع هذا الملف إلى صدارة المواضيع المعروضة على القمة، بهدف وضع"استراتيجية شاملة"لتجاوز الاتفاقات الحالية التي تركز على الجانب الأمني، والتعاون بين الدول العربية في هذا المجال، إلى رؤية أشمل بعد استفحال خطر الإرهاب وموجاته المتلاحقة. وأكدت المصادر أن احدى الصياغات المطروحة تقترب مما جاء في ورقة عمل، وضعها خبراء عرب شاركوا في مؤتمر مكافحة الإرهاب الذي عقد في السعودية، وأن اقتراحات ذهبت إلى نقل المعركة ضد الإرهاب من كونها معركة قطرية إلى مواجهة شاملة ضد الأفكار التي تغذي الظاهرة، ما يعني تناول أساليب التعليم والنشاطات الثقافية والاجتماعية، إضافة إلى طرق تمويل الجماعات المتشددة. وتحدثت المصادر عن"حرص عربي على ألا تفسر الصياغات المطروحة باعتبارها استجابة لدعاوى غربية تنال من سماحة الدين الإسلامي والعادات والتقاليد العربية"، مشيرة إلى أن ملف مكافحة الإرهاب"سيدخل في القمة كعنصر مهم أثناء مناقشة القضية العراقية، لأن جزءاً من مشكلة العراق يتعلق بالعمليات الإرهابية، وتجنيد العناصر وتمويلها". ورحب الأردن بانعقاد القمة العربية، في حين أعلن الديوان الملكي البحريني أن العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة سيرأس وفد بلاده.