تعتبر الخطوة التي أقرتها المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني أخيراً، في شأن التحاق المرأة في المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني جيدة، و"مهضومة"لكثيرات في الوسط النسائي. وفتيات كثيرات أبدين استعدادهن للتدريب والعمل في مجالات متنوعة تلبي حاجات سوق العمل، وتعزز من قيم السعودة. تقول نسرين بخاري خريجة قسم الاقتصاد المنزلي:"إن التدريب على العمل المهني في التعليم الفني فرصة مهمة للالتحاق بركب التطور والتقنية، خصوصاً في ظل المنافسة الدائمة بين الرجل والمرأة على الوظائف"، وتعزو بخاري عدم إقبال الفتيات على التخصص المهني إلى"حساسية المجتمع من هذين التخصصين اللذين يجعلان الفتاة تقضي معظم وقتها خارج المنزل وفي جو مليء بالرجال"معتقدة أن المجتمع لا يرحم. أما المتخرجة حديثاً وفاء إسماعيل، فأرجعت ابتهاج الفتيات وإقبالهن على خوض تلك التجربة"إلى أنها فرصة سانحة للحرية التي تتطلع إليها المرأة السعودية في مجال العمل، فهي تريد أن تلحق بزميلاتها العاملات في دول الخليج العربي، وهي تريد أيضاً أن تتقدم مثلهن، خصوصاً في مجال العمل الذي يبعث في المرأة روح الجدية والتحدي". بدورها، تشير خريجة قسم إدارة وإسكان المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني إلهام صيعري بالقول:"خطوة المؤسسة جيدة، لكني أشعر أن هناك الكثير من تخصصاتها لا تناسب طبيعة المرأة ولا هوية المجتمع الذي تعيش فيه". وتضيف:"الفتاة السعودية إذا ما تدربت فعلاً على الأعمال الفنية أو المهنية مثل النجارة أو الحدادة أو مشغلة أجهزة آلية أو صيانة كومبيوتر أو السباكة أو فنية كهربائية فإنها لن تعمل طوال السنوات العشر المقبلة"، معتبرة أن هذه النتيجة تعود إلى"تفضيل المراكز أو الجهات التعليمية الوافدات على السعوديات". وفي هذا السياق، تطرقت وكيلة كلية الاقتصاد المنزلي في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة إقبال عطار إلى"ضرورة تعليم الفتيات مهناً جديدة في ظل وجود الأعداد الهائلة من خريجات الثانوية العامة اللائي لا يجدن مقاعد جامعية نظراً إلى كثرة الإقبال على التعليم الجامعي". وأوضحت أن الطالبة لا بد من أن تفكر بأسلوب جدي في هذا القرار الذي أتى لمصلحة الجميع وفي ظل التحديات العالمية التي نشهدها. وبينت انها تتحفظ على القرار في حال السماح للفتيات بالعمل في مجال الفندقة أو السياحة، لأنها مهن لا تناسب"طبيعة المجتمع السعودي المحافظ الذي يستهجن الوظائف التي تقلل من شأن المرأة السعودية"، من وجهة نظرها، وتستدرك بقولها:"في الوقت ذاته أود أن يحظى هذا القرار بتغيير شامل في المدارس الخاصة أو الحكومية على أن يتم تعيين المتخصصات في مجال التعليم الفني والتدريب المهني في تلك المدارس وبراتب مجز، لا بد من أن نعطي الثقة للفتاة السعودية حتى تستطيع أن تعطي ما لديها من عطاء بروح وتفاعل، وأن تصبح أكثر كفاءة ليتم تغيير النظرة القاصرة تجاهها"، وأضافت أن هناك تخصصات في كلية الاقتصاد المنزلي تدرس بعمق التخصص الذي تقبل فيه الطالبة بحسب متطلبات كل قسم، ويتم تخريجها وهي على استيعاب كامل لما تستطيع أن تقدمه للمجتمع، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تأهيل كلية الاقتصاد المنزلي لطالباتها بحيث تستطيع طالبات التغذية مثلاً من تدريس مادة الملابس والإسكان وإدارة المنزل ورعاية الأمومة والطفولة". أما مديرة الجمعية الفيصلية فوزية الطاسان فقالت معقبة:"إنني أتساءل في الحقيقة عن مدى استيعاب الشبان وتأهيلهم والاكتفاء من قدرتهم ليتم تأهيل الفتيات في مؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني، إن فتياتنا يحتجن إلى تخصصات يحافظن من خلالها على هويتهن الإسلامية قبل العادات والتقاليد، وبما أنني على علم ودراية بمجتمعي الذي أعيش فيه، فإن كل أب محافظ ولديه درجة وعي كافية لن يسمح لابنته بأن تكون فنية طيران أو أن تعمل في مجال الفندقة أو السياحة"ودعت الطاسان إلى العمل على إعداد دراسات جيدة"نستطيع من خلالها إعادة هيكلة التعليم لتخريج كفاءات مؤهلة تناسب القيم الإسلامية أولاً"، وأضافت:"إنني مع التخصصات المصرفية والتجارة الإلكترونية وفنون الديكور والتسويق وتقنية المعلومات، وضد التخصص الذي يسمح للمرأة بالعمل في مجال السياحة أو الفندقة، لأن الشبان السعوديين لم يتأهلوا بصورة كافية في هذين المجالين، فكيف إذاً نبدأ بهذه الخطوة مع الفتيات، وهذا المجال يحتاج إلى قدرة الرجل وليس إلى قدرة المرأة". وخلصت إلى القول:"إنني اقترح كامرأة سعودية تلمست حاجات المجتمع، إنشاء مصنع خاص في الخطوط الجوية العربية السعودية تكون كوادره من الفتيات اللائي يتم تخريجهن من تخصصات الخياطة، بحيث يتم من خلال هذه الخطوة تجهيز زي الطيران لجميع موظفي المطار، وهذه فكرة تناسب وضع المرأة في ظل العقيدة الإسلامية والمجتمع المحافظ".