هدد قاضي الدائرة الأولى في ديوان المظالم، ممثل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالإبعاد من قاعة المحكمة، بسبب ملاسناته في القاعة التي شهدت قضية طلاب دبلوم الإنكليزية أمس. وكان ممثل الجامعة انفعل أمام القاضي، بعد رفض طلب المهلة التي طلبها للرد على اتهامات محامي الطلاب - الذين تم تدريبهم من الجامعة نفسها-، ورفع صوته على قاضي الدائرة الأولى في ديوان المظالم، بحسب ما جاء في المحضر الذي دونت فيه مرافعات القضية، إثر عجزه عن الرد مباشرة على الاتهامات والمطالبات التي وجهت له من قاضي التحقيق بشكل فوري، بحسب طلب القاضي. وكان القاضي أكد في الجلسة الرابعة، أن ملابسات قضية ال 1500 طالب التي رفعت ضد ثلاث جهات حكومية كانت واضحة، وأن الإعلانات التي كانت تروجها إحدى الجهات لجذب المزيد من الطلبة للبرنامج أثبتت إدانتها، ووجهت وزارة الخدمة المدنية اللوم إلى وزارة التربية، في الوقت الذي تنصلت فيه جامعة الإمام من المسؤولية. وطلب القاضي من ممثلي الجهات الحكومية الثلاث جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية ووزارة التربية والتعليم ووزارة الخدمة المدنية، الإسراع في الرد بعد أن أجل القضية حتى ساعتين قبل انتهاء الجلسة الخامسة، لكن ممثل الجامعة طالب بإعطائه مهلة للرد مرة ثانية على التوالي بعد أسبوعين، وأصر في الوقت نفسه محامي القضية هزاع الفغم على أن تقام الجلسة الساعة السادسة غداً الثلثاء وتم تدوين ذلك في محضر القضية بعد موافقة القاضي. وقدم كل من ممثل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ووزارة التربية والتعليم مذكرتي رد على لائحة الادعاء في الجلسة الماضية، وقال قاضي الجلسة بعد توزيع النسخة على المدعي والمدعى عليه:"احتويت الملف، والموضوع واضح، وليست هناك مرافعات، وطالب ممثل الجامعة بنقض الحكم بعد صدوره". وسلم محامي الطلاب أوراق التعويضات المالية للطلاب للقاضي وممثلي الجهات الثلاثة، والتي قدرت ب 52 ألف ريال لكل طالب 8.7 مليون ريال لمجموع الخريجينعن السنة الماضية من دون وظائف، قائلاً:"نحن لم نطالب بتعويضات في مقابل فترة التدريب التي قدرت ب 69 ألف ريال، وإنما طالبنا بفترة ما بعد التدريب التي قضاها الطلاب من دون عمل وتأمين وظائف لهم حسب الإعلان". وأضاف المحامي"أن ملاسنة ممثل الجامعة مع القاضي لا تجوز، لأن ذلك يعتبر خدشاً لهيبة القضاء، إذ يستطيع القاضي منع أي شخص يسيء في جلسات المرافعات وذلك بحسب نظام وقواعد المرافعات أمام ديوان المظالم". وشهدت الجلسة في الطابق الخامس في ديوان المظالم، تهجم ممثل الجامعة على رئيس الجلسة بالملاسنة ورفع صوته واتهامه بإغلاق باب المرافعة، ورد عليه القاضي"حسب الأنظمة يحق لنا استبدالك بشخص آخر للترافع عن الجهة التي تمثلها، نتيجة ما بدر منك من ملاسنة ورفع لصوتك". يذكر أن الفغم رفع دعوى ضد جامعة الإمام كونها صاحبة الإعلان الذي غرر بالطلاب، ولإخلالها بالالتزام الوارد في الإعلان كونه بمثابة العقد، كما رفع دعوى ضد وزارة التربية والتعليم لاشتراكها في رفض توظيف هؤلاء الطلبة، ومخالفتها لائحة الوظائف التعليمية، وعدم التزامها كجهة إشرافية على أكاديمية الفيصل التي منحت الشهادات لهؤلاء الطلبة، إضافة إلى أن وزارة التربية خالفت لائحة الوظائف التعليمية التي تعطي الحق للحاصلين على الدبلوم في التعيين على المستوى الثالث، فيما كانت الدعوى الموجهة ضد وزارة الخدمة المدنية، لأنها كانت الجهة الرقابية التي تطبق الأنظمة بعد أن صرحت بأن تلك الوظائف التي سيعين عليها هؤلاء الطلبة تعادل المرتبة السادسة والتي اكتشف لاحقاً أنها غير مصنفة.