اشتكى عدد من أهالي الجوف من سوء الخدمات الطبية في المنطقة، وتواضع المستوى المهني للكادر الطبي الموجود في المستشفيات، وعدم توافر الأجهزة الطبية المتقدمة. وأكدوا أنهم يسافرون للعلاج خارج المنطقة في المستشفيات الحكومية والأهلية المتخصصة في الرياضوجدة، وأيضاً في المستشفيات الخاصة خارج السعودية خصوصاً في الأردن، وذلك لقرب المسافة بين الجوف والعاصمة الأردنية عمّان. يقول محمد إبراهيم العقيل:"حدثت لي مشكلة في المسالك البولية قبل خمس سنوات، وأجريت التحاليل اللازمة في مستشفى عبدالرحمن السديري في سكاكا وبينت التحاليل وجود مشكلة في الحالب، لكن لضعف مستوى الأطباء لم يتعاملوا جيداً مع حالي، حتى أنهم اكتفوا بإعطائي المسكنات ما أدى إلى تدهور كبير في حالي الصحية. وأوضح العقيل أن هذه المعاملة السيئة لحاله المرضية وعدم تشخيصها التشخيص الدقيق دفعاه إلى الذهاب إلى الأردن ووجدت هناك الاستقبال الحسن والمعاملة الجيدة والتشخيص الدقيق لحالي. أما م،ش فيؤكد أن المشكلة في المستشفى الوحيد الذي يخدم سكاكا هي عدم وجود الأطباء الاختصاصيين المؤهلين، كما يعاني هذا المستشفى من نقص كبير في أجهزة التشخيص. في المقابل، يرى سعود العسكر أن لمعتقدات الناس وقناعاتهم أثراً كبيراً في تفضيلهم العلاج خارج المنطقة، فيقول:"تعرضت لحادثة تسببت في كسر في ساقي، ومكثت في مستشفى السديري قرابة الأسبوع، وكنت محاطاً فيها بالرعاية والاهتمام من الكادر الطبي، لكن الذي دفعني إلى الذهاب إلى عمان للعلاج هو الضغط الاجتماعي المتمثل في الأقارب والأصدقاء". ويؤكد العسكر أن تشخيص وعلاج الطبيب المعالج في عمان هما التشخيص والعلاج نفسهما المقدمان إليه في الجوف. هناك أسباب أخرى لعلاج أهل الجوف خارج المنطقة، فأحد الأشخاص الذين قابلناهم يتردد للعلاج خارج المنطقة بسبب أنه وزوجته لا ينجبان الأطفال، ففضلا العلاج خارج المنطقة لسرية العلاج. وأكد آخر أنه يتعذر بسفره المتكرر إلى الأردن بحاجته إلى العلاج وهو سبب غير حقيقي كما يقول فهو يذهب للأردن للسياحة فقط. من جهته، أكد ل"الحياة"المدير العام للشؤون الصحية في منطقة الجوف الدكتور صلاح بن عبدالعزيز العبدالعالي، أن مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي الجاري تنفيذه في سكاكا والذي يتسع ل 500 سرير سيكون مرجعاً تخصصياً لمنطقة الجوف والقريات والحدود الشمالية، وسيغني عن تحويل المرضى خارج المنطقة. وأوضح العبدالعالي أن مديرية الشؤون الصحية تعمل جاهدة على تأمين كل الأجهزة الطبية المتخصصة، كما يوجد جهازان لتحليل الهرمونات بالدم، واحد في مستشفى النساء والولادة والأطفال، وآخر في مستشفى السديري المركزي. وبين العبدالعالي أنه في حال بعض المرضى المنومين في قسم العناية المركزة، أو في قسم العناية القلبية، وعند رفع طلب تحويل إلى مثل تلك الحالات فإن حجز السرير في أحد المراكز المتخصصة يتم بآلية محددة لدى تلك المراكز، والتي تستقبل مرضى من كل مستشفيات السعودية وفي معظم الأحيان يكون تحويل هؤلاء المرضى عن طريق طائرات الإخلاء الطبي، والعامل المهم والأساسي عند تحويل أي مريض هو حاله الصحية ومدى الاستفادة من التحويل، فكثير من المرضى بالنسبة إلى طبيعة المرض والحال الصحية لهم يكون العلاج المقدم لهم في مستشفيات المنطقة موازياً لما سيتم تقديمه لهم في المراكز الطبية المتقدمة، وكثيراً ما يكون رد تلك المراكز على طلبات تحويل المرضى بأن المريض يتلقى العلاج اللازم لمثل حاله، وأنه لا يوجد ما يمكن زيادته في العلاج للمريض، وعليه متابعة علاجه في المستشفى الذي يوجد فيه المريض. وأوضح العبدالعالي، أن هذا من الناحية الطبية، ولكن قد يتم تحويل المريض على رغم تلقيه العلاج اللازم في مستشفيات المنطقة لأسباب أخرى، منها ألاّ يكون المريض من سكان المنطقة، ويريد المريض أو ذووه نقله إلى أقرب مستشفى في منطقته، أو أن يكون المريض أحد منسوبي الشركات التي لها أحقية العلاج في مستشفيات متعاقدة معها، لمعالجة منسوبيها، أو أن يكون المريض أحد منسوبي القطاعات الأمنية ويرغب في استكمال علاجه في أحد المستشفيات التي يتبع لها القطاع الأمني الذي يعمل فيه المريض. ويذكر العبدالعالي، أن الأسباب التي يتم بموجبها طلب تحويل المريض خارج المنطقة يمكن حصرها غالباً لأسباب طبية أو لأسباب تشخيصية، فالأسباب الطبية تتمثل في كون حال المريض في حاجة إلى تخصص غير متوافر في المنطقة، مثل مريض في حاجة إلى عمل قسطرة قلبية وهو غير متوافر حالياً في المنطقة، أو مرضى حالات الحروق، إذ لا يوجد حالياً وحدة حروق في المنطقة. أما الأسباب التشخيصية فعلى سبيل المثال، يحتاج المريض إلى عمل أشعة بجهاز الرنين المغناطيسي، أو يحتاج إلى عمل فحص بالمنظار، أو لتفتيت حصوات المسالك البولية بالليزر، وهو غير متوافر حالياً في المنطقة. ويقول العبدالعالي إنه تم ترتيب وتسهيل زيارة استشاريين من مختلف التخصصات من أكبر مستشفيات وزارة الصحة، والذين يتم حضورهم للمنطقة لتدارس حالات المرضى مع الأطباء المعالجين، ويتم من خلالهم تحديد العلاج لهؤلاء المرضى، أو الترتيب لنقلهم إلى المستشفى الذي يعمل فيه الاستشاري.