استقبل مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي في الجوف، منذ يوم أمس حتى هذا اليوم، 25 مراجعًا ومنومًا منهم عشر حالات لمراجعين في عيادات المستشفى، وخمسة منومين في قسم الجراحة، في الوقت الذي لازالت فيه الكوادر البشرية تعمل على قدم وساق في الممرات والعيادات وغرف التنويم لاستكمال تجهيزات المستشفى الأخيرة، استعدادًا لتدشينه مساء غد، بحضور معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة. أوضح ذلك لوكالة الأنباء السعودية استشاري الأطفال مدير مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالجوف الدكتور الحميدي بن محمد الشرعان، الذي بين أن المستشفى جهز بأحدث التقنيات الطبية المتقدمة في العالم بتكلفة قدرها 300 مليون ريال، ليتم تقديم أفضل الخدمات الطبية المتخصصة لأبناء المنطقة والمناطق الشمالية من المملكة. وأفاد أن المستشفى سيبدأ بعد تدشينه غدًا بإذن الله بالعمل ب60% من طاقته التشغيلية البالغة 170 سريرًا، وسيتزايد ذلك بشكل تدريجي حتى تصل بعد ثلاثة أشهر إلى 300 سرير، مفيدا أن المستشفى يركز في خطته التشغيلية على تحقيق السلامة والجودة والنوعية في العمل، وانسجام الطواقم الطبية في العمل. وبين أن الخدمات الصحية بالجوف تمر بأربعة مستويات هي : الرعاية الصحية الأولية، والمستشفيات العامة متمثلا في مستشفى الأمير متعب بن عبدالعزيز، والمستفيات التخصصية كمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي، ثم المدن الطبية المتمثلة بمدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الطبية التي ستقدم خدمات صحية متميزة، بحيث لن يتكبد المريض بحول الله تعالى عناء السفر خارج المنطقة لتلقي العلاج. وقال الدكتور الشرعان إن مبنى العيادات الخارجية في المستشفى يتكون من دورين تتضمن 36 عيادة تشمل تخصصات الأنف والأذن والحنجرة التخصّصية، والعيون، وقياس السمع والبصر، يتم فيها استقبال المرضى المحولين من المستشفيات العامة بالجوف، وتعمل على فترين في اليوم، كما يمكن أن يعمل المستشفى ب 108 عيادات في المستقبل. ولفت إلى أن المستشفى يعمل فيه حاليا 252 سعوديًا ما بين طبيب وفني وإداري، منهم خمسة استشاريين من أبناء المنطقة يعملون في مجال: الباطنة، والجراحة، والجلدية، والأطفال، مشيرًا إلى أنهم يحرصون على استقطاب الكوادر الطبية المتميزة للاستفادة من خبراتهم في مختلف تخصصات المستشفى الطبية. وذكر أن المستشفى يوجد فيه 56 سريرًا للعناية المركزة لعلاج جميع التخصّصات، تكلفة الواحد منها 600 ألف ريال بمختلف تجهيزاته، كما يوجد 13 سريرًا في عيادات الإسعاف، وخمس وحدات للعناية المركزة، للأطفال، وللكبار، ولحديثي الولادة، وللحروق. وتتضمن عيادات المستشفى على أجهزة للرنين المغناطيسي، ولتصوير الأشعة المقطعية، ولتصوير القلب التي تغني عن القسطرة التشخيصية، وأحيطت جدران غرف هذه الأجهزة بمناظر طبيعية جذابة تريح عين المريض أثناء دخوله لهذه الغرفة. وصممت غرف العمليات بأحدث الأدوات قدرت تكلفة الواحدة منها 5ر3 مليون ريال حسبما أفاد الدكتور الحميدي، إذ تسهم تقنياتها في تسجيل معلومات العملية والعودة لها مرة أخرى بالصوت والصورة، علاوة على التواصل مع المستشفيات المحلية بداخل المملكة وخارجها عن طريق ما يسمى الطب الاتصالي. ووضعت إدارة المسشتفى راحة المريض نصب عينيها ، حيث خصصت دورين منفصلين للتنويم للرجال والنساء، ووضع لكل مريض منوم غرفة مستقلة مع المرافق له ليشعر المنوم بالراحة وهو يتلقى علاجه، كما أن الغرفة نفسها مهيئة بأن تستقبل مريضين في حال دعت الضرورة إلى ذلك. ومن جهة أخرى، أوضح الشاب سيف الشراري أنه أتى إلى المسشتفى قادما من مدينة طبرجل " 60 كيلو مترًا عن سكاكا" التي تقطنها أسرته ليرافق شقيقته في عمل فحوصات طبية على أذنيها التي أجرت في إحداها عملية جراحية أثناء رحلات العلاج الطويلة التي كانوا يقومون بها ما بين الأردنوالرياضوجدة. وقال في حديثه ل "واس" بعد مراجعات طويلة لشقيقتي، أخبرونا عن افتتاح المستشفى التخصصي بالجوف، وعلمنا أن طبيبها المتابع لحالتها انتقل للعمل فيه، وبالفعل تم استقبالنا أمس في العيادات الخارجية بعد تحويلنا من المستشفى العام الحكومي، وتتلقى شقيقتي حاليًا علاجها على يد استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة الدكتور ربيع محمد السبيلة، وسوف نكمل بإذن الله العلاج هنا ونحن بين أهلنا دون الحاجة للسفر ومصاريف النقل والسكن التي أرهقتنا. وفي إحدى ممرات المستشفى التي تعج بالعاملين الذين يضعون لمساتهم الأخيرة على تجهيز المستشفى لاستقبال مختلف المراجعين والمرضى، التقى فريق "واس" بالعم متعب الحمدان، الذي بادرنا بالحديث شاكرا الله سبحانه وتعالى ثم ولاة الأمر – أيدهم الله – على وجود هذا الصرح الطبي الشامخ وهو مستشفى الملك عبدالعزيز بالجوف. وقال العم متعب: أتيت إلى هنا مع ولدي قادمًا من القريات " 300 كيلو متر عن سكاكا" لمراجعة قسم الأشعة، وطبيب الأعصاب والروماتزيم بعد أن كنت أذهب إلى مستشفى التخصصي في الرياض لتلقي العلاج وإلى خارج المملكة، والآن ولله الحمد لن نحتاج بمشيئة الله السفر خارج منطقة الجوف. وكانت غرفة أشعة الرنين المغناطيسي التصويرية التي صممت جدرانها بألوان مريحة للعين تحتضن أحد المرضى المسنين الذين يجرون فحوصات على الدماغ، بإشراف نخبة من أبناء الوطن، وتعد هذه الأجهزة من التقنيات الطبية المتقدمة في مجال التشخيص الدقيق لبعض الحالات المرضية حيث تعمل على تصوير أوردة وشرايين القلب وتغني عن القسطرة التشخيصية، كما تشخص حالات الكبد، والكليتان، والطحال، والتغيرات العصبية في الدماغ، وغيرها من أجزاء الجسم.