في 1998 كانت الانترنت في بداياتها. وكان حديث بعض الشباب في ذلك الوقت ينحصر في ما هي الإنترنت؟ وكيف تعمل؟ أما محور الحديث الرئيس فكان"الشات"، الكلمة التي كنت أسمعها من زملائي ولا أعرف معناها. ولعل الكلمة التي أزعجتني أكثر:"نك نيم"الاسم المستعار. ذهبت إلى مقهى انترنت للإبحار في هذا العالم الجديد، فبدأت أضرب على لوحة المفاتيح، بلا فائدة، قبل أن يصل عامل المقهى مع بعض الإرشادات. تعلمت كيف أدخل مواقع"الشات"، على رغم أن العامل لم يعطني كثيراً من التعليمات بسبب ازدحام المقهى. الإصرار وحده قادني إلى مقاه عدة، بحثاً عن زبائن أقل. وجدت ما أصبو إليه، وذكرت إلى عامل المقهى أني لم أستخدم الانترنت من قبل. هو يعرف ما ينبغي عليه فعله، خصوصاً بعد أن وافقت على شرط دفع 20 ريالاً للساعة بدلاً من 15 وأنا في قمة السعادة. أخدت مكاني على طاولة جهاز الكومبيوتر، والعامل إلى جانبي. بدأ يشرح لي كيفية الدخول. لم استوعب ما قال، فطلبت منه تكرار الشرح أكثر من مرة. وما أن ذهب العامل عني، حتى بدأت في خوض مغامرات"الشات"وحدي. دخلت على الدردشة باسمي الحقيقي، إذ إنني ما زلت مبتدئاً ولم أكن أعرف أصول اللعبة. لم أعط الموضوع أي اهتمام بقدر ما كان همي الأول أن يظهر ما اكتبه في الشاشة، في غرفة الدردشة. بدأت بكتابة"السلام"، وبعد ذلك رأيت الشاشة كلها ترد علي السلام، ما زاد في فرحتي وحماستي في الكتابة مرة أخرى، لكن، لم يرد عليّ احد! استمررت في الكتابة على رغم أنني لم أتلق رداً. مكثت بعد ذلك نحو ثلاث ساعات أراقب ما يكتبه الموجودون في غرف الدردشة؟ ما مواضيعهم؟ خرجت من المقهى وأنا في قمة سعادتي، لأنني حققت أمنيتي في الدخول إلى غرف الدردشة، على رغم أنه لم يتحدث أحد إلي. ذهبت إلى أصدقائي مسرعاً وكلي كبرياء. حدثتهم عن دخول"الشات"وشرحت لهم كيف هو، الكل كان ينصت إلي. وقبل أن أنصرف، اتفق معي احد الأصدقاء على مرافقتي غداً إلى المقهى، على حسابه الخاص.