أكد الطاقم الطبي المشرف على معالجة الخادمة الاندونيسية ترسيم محمد 25 عاماً في مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية التي كانت تعرضت لإطلاق نار خلال دهم قوات الأمن للإرهابيين في محافظة الرس، استقرار حالتها الصحية بعد نحو 60 يوماً من خضوعها للتأهيل الطبي والنفسي. وأشاد الطاقم الطبي بما لقيته ترسيم من دعم من السفارة الاندونيسية في الرياض التي خصصت للمريضة مترجماً يزورها مرتين كل أسبوع لتسهيل التواصل بينها وبين الفريق الطبي المشرف على حالتها، خصوصاًَ الجانب النفسي. كما خصصت السفارة مرافقة لها للتخفيف عنها وإشعارها بالأمان بعد الصدمة والاكتئاب اللذين أصاباها جراء المواجهات التي كانت شاهداً عليها وخسرت خلالها أحد أطرافها، في محاولة للخروج بها من الكوابيس التي رافقتها في الأسابيع الأولى من تعرضها للحادث، وحرمتها النوم لفترة طويلة. وعن شعورها الحالي بعد الحادث الذي تعرضت له، وخططها المستقبلية، قالت ترسيم ل"الحياة":"لا أستطيع نسيان ما تعرضت له ما حييت، إلا أن الدعم الكبير الذي أتلقاه في مدينة الأمير سلطان الإنسانية، والعناية التي أحظى بها من جميع العاملين في المدينة، أعادت لي الأمل في الحياة من جديد، ويساعدني الاختصاصيون هنا، في وضع خطط لحياتي في اندونيسيا بعد مغادرتي، ودربوني على بعض الأعمال اليدوية، التي يمكنني الاستفادة منها كمهنة في بلدي الأم". وتتوق ترسيم بعد انتهاء مراحل علاجها، إلى التوجه إلى ديارها لرعاية والديها المسنين وطفلها الوحيد الذي يشغل كل تفكيرها في الوقت الراهن، خصوصاً أنها مطلقة، وقالت:"كل ما أتمناه من هذه الدنيا، هو العيش وسط أهلي ورؤية ابني الوحيد 11 عاماً يحقق النجاح في حياته، ويتزوج وأحمل أطفاله، ولن أنسى المواقف النبيلة والاهتمام الذي تلقيته داخل وخارج المدينة، وأعجز عن شكر جميع من قدم لي يد المساعدة، واهتم لحالتي من قريب أو بعيد، والحب الذي غمروني به ضمد الجرح الذي سببه الإرهابيون". وأعربت ترسيم عن سعادتها بزيارة كفيلها الأسبوع المنصرم، على رغم عتبها على تأخر زيارته، وعدم قضائه وقتاً كبيراً معها. وبدورها، أشادت رئيسة التمريض في جناح التأهيل النسائي في المدينة هيدر ريد، بالتقدم الذي حققته ترسيم، وأعربت عن إعجابها بمشغولاتها اليدوية التي أنجزتها بيدها الواحدة، ما يعجز عنه الكثير من أصحاب الأيادي السليمة. وعن وضع المصابة حين تم نقلها إلى مدينة الأمير سلطان الإنسانية، أوضح استشاري التأهيل المشرف على حالة"ترسيم"الدكتور محمد الصديقي أنها كانت تعاني من صدمة نفسية حادة، نتيجة تعرض ذراعها إلى طلقات نارية كان التدخل الجراحي وعملية البتر نتاجها. وأكد الصديقي استقرار حالتها الصحية وتقدمها في العلاج، إذ يتوقع أن تتمكن من تركيب اليد الصناعية بعد نحو شهر من الآن. ومن جهتها، ذكرت الاختصاصية المتابعة لحالة ترسيم النفسية نور الخضير أن حالة المصابة العقلية سليمة، وإن كانت لا تزال تعاني من صعوبة التكيف مع الوضع الجديد، إلا أن حدة الاكتئاب عندها في تراجع مستمر. وذكرت الخضير التي تتوقع أن تستغرق فترة العلاج النفسي نحو ستة أشهر، أن المصابة التي كانت في البداية في حال نفسية يرثى لها لم تكن تتوقف عن ترديد تفاصيل إصابتها، إلا أن تدخل سفارتها وزيارة ممثلين عنها، إضافة إلى وجود مترجم لتسهيل التواصل معها رفع من معنوياتها، وهو ما قلص فترة العلاج. وأشارت الخضير إلى رغبة الخادمة التي تستفيد من جلستين أسبوعياً للعلاج النفسي في التوجه إلى ديارها بعد تعافيها وصرف مستحقاتها، بعد أن فقدت ما كان يعتبر مصدر رزقها. المشرفة المتابعة للحالة ريم الشارخ أشادت بموقف السفارة التي لم تدخر جهداً لمسنادة المصابة، واعتبرت طلبها لتمكين بعض أقاربها في إندونيسيا من زيارتها أهم وسائل الدعم التي قدمتها لترسيم، وأوضحت أن مدينة الأمير سلطان الإنسانية جهزت لأقربائها أماكن إقامتهم في حال قدومهم، وتتابع المدينة إجراءات زيارتهم. وأشارت الشارخ إلى أن اهتمام وزارة الداخلية التي تتابع معها حالة ترسيم عن كثب، وزيارة عدد من الشخصيات السعودية لها يمنحها شعوراً أكبر بالأمان.