أظهرت إحصاءات كشفت عنها الإدارة النفسية والاجتماعية في وزارة الصحة السعودية، أن عدد المصابين بالاضطربات العصبية والامراض المرتبطة بالاكتئاب خلال العام الهجري 1436ه، بلغ 54 ألف و622 مصاباً ما بين إصابات جديدة او مترددة أو منوم ومراجع في العيادات وأقسام الصحة النفسية في الوزارة. وتشمل هذه الأرقام المصابين الذين يراجعون الأقسام النفسية في مستشفيات الوزارة فقط، غير الذين يتحملون كلفة العلاج النفسي في العيادات الخاصة، نظراً لاستمرار رفض شركات التأمين حتى الآن تغطية كلفة الدخول إلى الطبيب النفسي، والتي تصل إلى800 ريال للمرة الواحدة، فضلاً عن أدوية العلاج النفسي المرتفعة الثمن، والتي يتراوح سعرها بين 100 إلى 700 ريال للصنف الواحد. وتحيي منظمة الصحة العالمية في العاشر من تشرين الأول (اكتوبر) من كل عام، «اليوم العالمي للصحة النفسية» تحت شعار «الإسعافات الأولية النفسية»، بهدف دعم جهود التي تستهدف مساعدة أي شخص يعاني من تدهور صحته العقلية وتقديم الإسعافات له إلى حين توافر العلاج المطلوب أو لحل فترة الأزمة. وكان الاتحاد العالمي للصحة النفسيىة، هو أول من بادر بتحديد هذا التاريخ في العام 1992 للتوعية بالصحة النفسية. وحصلت المبادرة على دعم من منظمة الصحة العالمية، ولُكرس هذا اليوم لنشر الوعي الصحي بين الناس وتعريفهم بمخاطر التوتر النفسي وعلاقته بالأمراض الأخرى، بعدما أكد العلماء أن الصحة النفسية هي جزءً لا يتجزأ من الحال الصحية للإنسان. وتهدف فاعليات هذا إلى التقليل من انتشار الاضطرابات النفسية بسبب الأوضاع الاجتماعية ومشاكل العمل وغير ذلك. ونظمت «مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية» في مدينة الرياض الشهر الماضي، ندوة علمية بعنوان «الاستفادة القصوى من العلاج الدوائي للاكتئاب في الممارسة الإكلينيكية». واشتملت الندوة على محاضرات علمية حول الاكتئاب ومسبباته وأعراضه والآثار المترتبة عليه وأحدث الأدوية، خصوصاً للمرضى الذين يخضعون للعلاج التأهيلي، إضافة إلى الطرق المختلفة لعلاج الاكتئاب في الممارسة الإكلينيكية ومنها العلاج السلوكي والنفسي والعلاج الدوائي، وذلك بمشاركة المتخصصين الرائدين في مجال الصيدلة والطب النفسي في السعودية. وتم تفصيل مضادات الاكتئاب بأنواعها وكيفية تحديد العلاج المناسب للمرضى مع متابعة فاعليتها والآثار الجانبية لاستخدامها في الندوة، إلى جانب كيفية استخدام أدوية الاكتئاب عند مرضى كبار السن والأطفال وتسليط الضوء على الدور المهم الذي يقوم به الصيدلي في المعالجة الدوائية للاكتئاب. وتحرص المدينة على تنظيم مثل هذه الندوات العلمية لإثراء المعرفة وتبادل الخبرات العلمية والمعارف والاطلاع على أفضل الممارسات ضد هذا المرض ونشر الوعي بين أفراد المجتمع السعودي. وحذير الاستشاري النفسي الدكتور خالد العوفي، في تقرير نشرته «الحياة» في شباط (فبراير) الماضي، من تزايد حالات الاكتئاب في السعودية، داعياً إلى توعية المجتمع بأهمية اللجوء إلى الأطباء النفسيين لمساعدتهم. كما رأى أستاذ علم النفس التربوي في جامعة «طيبة» سابقاً الدكتور حسن ثاني أن الاكتئاب قد يكون منتشراً بصورة كبيرة، لكنها ليست واضحة أو ملموسة، وعزا ذلك إلى أن المكتئبين غير مرئيين بسبب انطوائهم وانعزالهم عن المجتمع، معتبراً أن حالات الانتحار أو محاولته والتهديد به مؤشر إلى وجود الاكتئاب. وعرف موقع «مجمع الأمل» للصحة النفسية في الرياض الاكتئاب بأنه «اضطراب نفسي يصيب الإنسان بفقدان الإحساس بالمتعة، إضافة إلى نقص النشاط والإحساس بالخمول والتعب واضطراب النوم والشهية مع الشعور بضآلة الذات ولوم النفس، وفي درجاته الشديدة تفكير المصاب المفرط في الموت والإقدام أحياناً على الانتحار كوسيلة للخلاص». وأشار الموقع إلى أن علاج الاكتئاب يعطي نتائج جيدة تصل إلى 85 – 90 في المئة، يمكن للشخص المصاب بعدها أن يعيش حياة أفضل ملؤها الأمل والنشاط، مشدداً على ضرورة مراجعة الطبيب المختص فور ملاحظة الأعراض. وبحسب موقع «الجمعية السعودية لطب الأسرة» فان المرض يصيب 17 في المئة من البشر في مرحلة ما من مراحل العمر، كما أن نسبة إصابة النساء تعادل ضعف ما هي عليه عند الرجال، وذكر أن السبب الفعلي للاكتئاب غير معروف. ويعتقد الأطباء أن سببه يعود إلى عدم التوازن الكيميائي في الدماغ أو تأثير الأحداث في حياة الإنسان، خصوصاً وفاة الأحياء والطلاق أو الانتقال من المسكن أو خسارة مال أو فقدان عزيز.