بمجرد ان قابلناه امام منزله لأخذ رأيه في الدمار الذي لحق بمنزله وتجاوزه إلى أجزاء البلاد بادرنا بقوله : "الحمد لله ان بيتي أسهم في القضاء على فئة ارهابية، اقل ما نقوله عنهم انهم زمرة الشيطان". هذا ما بادرنا به المواطن رشيد بن محمد الاطرم، الذي كان في قمة سعادته لانقضاء عملية محاصرة المجموعة الارهابية في فيلا حي الجوازات في محافظة الرس، وكان مصدر سعادته المزدوجة أن فيلته الجديدة التي انتقل اليها عدد من الارهابيين من الفيلا المجاورة التي تحصنوا فيها عند بداية الهجوم ظلت طوال ايام المحاصرة مسرحاً للمواجهة العنيفة بين رجال الامن والمطلوبين المتحصنين مع ذخيرة هائلة في داخلها حتى تم القضاء عليهم. وكانت الفيلا الخاصة بالاطرم والملاصقة للمنزل المستأجر من المطلوبين تضررت بشكل كبير في المواجهة، حيث لا يكاد يخلو جدار فيها من آثار الطلقات النارية والحريق. ويقول الاطرم عن فيلته:"بقيت سبع سنوات وانا اعمل بها وأضع كل ما لدي من مال فيها، وكما ترى جميع جدرانها وأبوابها وأثاثها من أفخم الانواع، وشاءت الاقدار قبل خمسة ايام من سكني بها بشكل تام أن يحدث ما حدث". واكد انه كان يسكن في شقة في الدور العلوي من الفيلا أثناء الفترة الماضية، حين كان يقوم بتأثيثها، وأضاف:"كلما دخل جيبي ريال وضعته فيها"، موضحاً انها كلفته اكثر من مليون ونصف مليون ريال. ويقول الاطرم ان اكثر ما ازعجه عند مشاهدته آثار الدمار الذي حل بها هو صعوبة عملية الترميم، لأن أرضية المنزل وجدرانه من الرخام والالوان المعتقة. وعن اليوم الأول الذي بدأت فيه العملية، أوضح انه خرج الى عمله ومعه زوجته المعلمة وابنته الكبرى التي تدرس في السنة الرابعة الابتدائية، وعلم بالأمر من جيرانه بعد ان وصل الى مقر عمله فعاد وحاول دخول المنزل لإخراج أربعة من أبنائه موجودين فيه مع الخادمة، الا ان قوات الأمن منعته بحزم وأكدت له أن سلامة أبنائه تستدعي بقاءهم في المنزل. وبيّن أنه اتصل بالخادمة وطالبها بأن تهتم بالأولاد وأن تهدئ من روعهم. كما أنه واصل طوال فترة حصارهم الذي استمر حتى السابعة والنصف مساء الاتصال بهم هاتفياً وطمأنتهم ومحاولة ايهامهم بأن الاصوات التي يسمعونها هي ألعاب نارية. وأكد انه حضر أمس لأخذ بعض الأغراض الضرورية من ملابس وغيرها لعائلته التي أصبحت تعيش في شقة مفروشة بالتأجير اليومي.