عزا خبير اقتصادي سعودي في جامعة الملك عبدالعزيز أسباب تأخر انضمام السعودية الى منظمة التجارة العالمية الى تسريب بعض الأفراد من الفرق الفنية من القطاع الخاص السعودي لبعض المعلومات المتعلقة بالمفاوضات الى الاطراف المفاوضة مع السعودية لمصالح شخصية، ما أخر الانضمام أكثر من 12 سنة. وقال الدكتور فهد يوسف العيتاني في محاضرة نظمها مجلس الغرف السعودية بعنوان"منظمة التجارة العالمية وانعكاساتها على أنشطة القطاع الخاص في السعودية والدور المتوقع للغرف التجارية الصناعية"إن تأخر انضمام السعودية للمنظمة يرجع كذلك الى اسباب سياسية واجتماعية تتمثل في وجهة نظر الولاياتالمتحدة لحقوق الانسان والمرأة في السعودية، وايضاً مقاطعة إسرائيل، مشيراً الى ان هناك تحديات كثيرة ستواجهها السعودية بعد الانضمام وهي التحديات الاقتصادية المتمثلة في الدّين العام والمنافسة السوقية والبطالة والتضخم، والإغراق، وكذلك تحديات معرفية واكاديمية وتحديات اجتماعية، اضافة الى تحديات تتعلق بمدى جاهزية البنية التحتية لكثير من القطاعات والصناعات في ظل عدم وجود ميزة نسبية او تنافسية وكذلك التحديات التقنية والفنية والقانونية. ولفت العيتاني الى ان هناك صوراً كثيرة سابقة عكست أثر انضمام لمنظمة التجارة العالمية ومنها زيادة اسعار المنتجات الغذائية بمعدل 20 في المئة خلال المرحلة الماضية، وزيادة اسعار بعض السلع الصناعية كذلك تقليص دعم الصادرات الى السعودية من بعض الدول، اضافة الى تلاشي الافضلية الممنوحة للمقاولين والموردين السعوديين. وذكر العيتاني ان الدول النامية المنضمة الى منظمة التجارة العالمية هي التي تلزم بمبادئ المنظمة بشكل اساسي، بينما نجد ان الدول الصناعية الكبرى هي التي لا تطبق مباشرة جميع المبادئ، متوقعاً انه امام وقوف كثير من الدول النامية امام الدول الصناعية ومقاضاتها سيؤديان الى خروج الدول الكبرى من هذه المنظمة وعدم التزامها بجميع مبادئ ونظم التجارة العالمية. واكد ان الكثير من اجراءات منظمة التجارة العالمية يعتبر قيوداً على منتجات الدول النامية، ما يوضح عدم وجود شفافية وتحرير للسلع التي تنادي بها المنظمة. وطالب العيتاني بضرورة ايجاد خبراء وفرق فنية مع الوفد المفاوض من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، اضافة الى ضرورة انشاء مراكز للاستفسار في الغرف التجارية السعودية تخدم رجال الاعمال وتقدم المشورة اللازمة للقطاع الخاص بصفة عامة والعمل على مساعدة المصانع الوطنية لتكوين تكتلات قوية لمواجهة المنافسة العالمية في حال الانضمام. وطالب بضرورة ان يقوم مجلس الغرف السعودية بانشاء المركز التجاري الالكتروني، خصوصاً في ظل سرعة انتشار التقنية بشكل كبير. وأكد العيتاني ان انضمام السعودية للمنظمة ضروري، خصوصاً ان عدم انضمامها سينظر اليه بالتخلف الاقتصادي والانعزال عن النظام العالمي الجديد، الذي اصبح يعيش العالم من خلاله في قرية واحدة.