للانسان الطبيعي ثلاث طاقات اساسية : العقل... القلب... الاداء، وعندما ترتقي احداها ترتقي بصاحبها وتميزه ببريقها الشجاع المبهر، فطاقة العقل امواج بحر الخيال، وطاقة القلب عاطفة كالعاصفة باحاسيس اهدأ من السكون كرمز للحب والمحبة، وطاقة الاداء عندما يبرق رعدها امطرتها مهارة التكوين الشكلي بلمسات ساحرة وذوق رفيع فالخيال ابداع فكرة، والعاطفة شعور الاحساس، والاداء سحر المهارة والابداع، فالشاعر قد يكون خيالياً او عاطفياً او يجمع بينهما، والرسام له اوجه متعددة فالمهارة اليدوية في نسخ الاشكال اضعفها، فحس العاطفة مع الخيال والمهارة التصويرية قمة الابداع الشامل الذي يبتكر ويصمم ويطور ويألف، حيث انه يتميز بالرؤية المستقبلية ذات المدى البعيد الاقرب للصحة، فالرسم وحده لغة العالم الفريدة التي يقرأها اجهل الناس ويدركها الأمي غير المتعلم لانها صورة جسدت معانيها وكلماتها في اشكال مألوفة في الاصل من موهبة الاداء، وقد تتميز هذه اللوحة التصويرية بالتعابير الحسية والخيالية التي تختصر الازمان وتجمع التاريخ في مساحات صغيرة كلوحة شاعرة، وأديبة وعاطفية وإلهامية تتبلور الفنون التشكيلة المبدعة بين اعاصير العلوم الادبية والمعارف التربوية، والتاريخ والموهبة وعلوم النفس والاجتماع إلى علم الفلسفة وعلم اللغات والتخاطب، فكانت لغة العصر الحجري، وغالبية العصور تتعامل بلغة الرسومات وتعابيرها التي برز بها رسوم الحيوانات في معاقل الصيد، كما اثر في فن العمارة والهندسة والتماثيل المنحوتة فظهرت على اثرها المعجزات السبع التي تتزعمها الاهرامات، والحدائق المعلقة ومنارة الاسكندرية وسور الصين وغيرها من سحر الابداع والاعجاب الشديد، فعلم النفس عاطفي يأسره القلب فيعلو المشاعر ويصفصفها، اما الفلسفة فهي انتماءات فكرية تحت اسس العقل وحكمته، والتاريخ ماضينا الذي عشنا من اجله وحاضرنا للمستقبل الذي قد نختاره باسلوبنا ومنهجنا، واما التربية والآداب فهما قاعدة التأسيس والنهوض الاولي، فالتعامل اللين والسلوك الايجابي وحسن التصرف مع رد الافعال، من قمم الاخلاق والقدوة الصالحة، فلا ادعو لغير الله الا الله بالتوفيق وانشراح الصدر وتيسير الامور ومعقداتها. يوسف بن عبدالله بن عبدالمحسن العنيق [email protected] الرياض