سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد أن فقدوا الثقة بالبرامج التدريبية ... ومشرف يضع اللوم على "الحملة الدعائية". المتدربون يطالبون بانتشالهم من البطالة ... وإقبال ضعيف على برنامج تهيئة طالبي العمل
خابت آمال المشرفين على برنامج تهيئة طالبي العمل للقطاع الخاص، في أول أيام البرنامج في الرياض أمس، نظراَ إلى عدم تجاوب الكثير من الشباب المنخرطين مع حملة وزارة العمل الإعلانية، التي تدعوهم إلى التفاعل مع المراكز التدريبية الأهلية ومراكز خدمة المجتمع في الجامعات والمؤسسات العامة للتعليم الفني والتدريب المهني المعتمدة من الصندوق، وتمثل نحو 35 جهة تدريبية، لبدء استقبال وفود المتدربين. وبينما كان يتوقع أن يكون الإقبال شديداً، إذ تم تخصيص فترة صباحية وأخرى مسائية للتدريب، في بعض المراكز، لم يتجاوز عدد الحضور في الفترة الصباحية العشرين متدرباً، بينما غاب عن الفترة المسائية الجميع. وعزا أحد المشرفين تغيب الكثير من المشاركين، إلى كونه اليوم الأول من التدريب، إضافة إلى كثرة المراكز التدريبية، إذ تبلغ نحو مئة مركز في سبع مناطق، إضافة إلى تغطية بقية المناطق على مستوى السعودية في فترات لاحقة. وأضاف أن ضعف المشاركة في أحد المراكز لا يعني بالضرورة عدم إقبال الشباب على مثل هذه البرامج التي تعزز من فرصهم الوظيفية. ولم تحقق جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، التي تنظم بدورها دورة للتدريب، ضمن برنامج صندوق الموارد البشرية، ما عجزت عنه الجهات التدريبية الأخرى، من استقطاب للمتدربين. وأوضح المشرف العام على هذه الدورة حسين القحطاني، أنه تم الاتصال بنحو 20 متدرباً قبل بداية الدورة، وغالبيتهم من الحاصلين على شهادة الثانوية، إضافة إلى شواهد متنوعة أخرى بالنسبة للبعض. وفسر عدم إقبال الشباب على برنامج التهيئة، بكونه اليوم الأول، متوقعاً إقبالاً أكثر كثافة في الأيام المقبلة. في المقابل، عبر عدد من الشباب الموجودين في القاعة المخصصة للتدريب، عن آمالهم في أن تحقق لهم هذه الدورة، ما عجزت عنه الشهادات السابقة، وتمكنهم من الحصول على وظيفة مناسبة بعد أيام المعاناة التي مروا بها خلال بحثهم عن وظيفة. إلا أن آخرين بدوا أقل تفاؤلاً بنتائج هذه الدورة، وأرجعوا مشاركتهم فيها على رغم عدم توقعهم أي نتائج إيجابية بعدها، كي لا يتركوا مجالاً للندم، في حال حدوث المستحيل، كما قالوا، ووصفوا الحصول على وظيفة في هذه الأوقات كانقلاب الحلم إلى حقيقة، وهو الأمر الذي نادراً ما يحدث. وقال أحدهم: رفض أن يذكر اسمه"انه حامل لشهادة البكالوريوس تخصص أصول الدين، ومرت سنتان على تخرجه، ولم يحصل على أي وظيفة". وأكد أنه كان في السابق يطمح إلى الحصول على وظيفة معينة، تحقق له طموحاً معيناً، والآن أصبح يرغب في أي وظيفة، بأي مرتب، وأي مجال، وكل همه الخروج من مصيدة البطالة. وأشار إلى سوء حظه في مثل هذه الحملات التدريبية، التي يلعب الحظ دوراً كبيراً فيها، إذ حصل بعض زملائه على وظائف عن طريق الدورات التدريبية السابقة. وسخر بعض المتدربين من مثل هذه الحملات، إذ قال أحدهم:"عندما تلقيت اتصالاً لإخطاري بموعد الدورة، توقعت لوهلة أنني حصلت على وظيفة، وأنه موعد للمقابلة الشخصية، إلا أن فرحتي لم تدم طويلاً، لتتحول إلى صدمة، إذ مللت من الدورات، والمواعيد". ووصفوا مثل هذه المبادرات بوميض الأمل، بينما تمكن اليأس من آخرين، أرهقهم نشر ملفاتهم في القطاعات العامة والخاصة. وقال المشرف على تنفيذ البرامج في إحدى مؤسسات التدريب التابعة لبرنامج التأهيل عبدالوهاب محمد ل"الحياة":"كنا نتوقع أن الإقبال سيكون أكبر بكثير من الإعداد القليلة المتقدمة، خصوصاً أن البرنامج موجه إلى طالبي العمل المؤهلين بنسبة 50 في المئة". وأضاف:"اعتقد أن الدعاية والتوعية لهذا المشروع كانت ضعيفة ولم ترتق لأهمية الموضوع، ولم تغط جميع الأعداد المتوقع حضورها وتسجيلها من طالبي العمل". وأوضح أن المشرفين اتصلوا بالمتدربين لإقناعهم وتحفيزهم بأهمية هذه الدورات، و"لكن كان التفاعل ضعيفاً". وأكد أحد المشاركين في الدورة خالد الغميس، ان الانطباع المبدئي بالنسبة إليه جيد، مؤملاً أن يحصد الفائدة المرجوة من هذه الدورات وأن تظهر مع مرور الأيام،. أما خالد القحطاني المنخرط في دورة الحاسب الآلي، فيقول ان الأهم من الدورات التدريبية هو إيجاد وظائف مناسبة بعد الانتهاء من هذه البرامج، مؤكداً أن المشكلة في ما بعد تكمن في تحديد الراتب وهذا ما يعانيه الكثيرون ممن لم يجدوا الوظيفة المناسبة. وأوضح خريج الإعلام فهد الدوسري أنه لم يجد الوظيفة المناسبة بسبب ضعف الراتب، وهذا ما لا يتناسب مع شهادته الجامعية، ويتمنى أن يكون لمثل هذه الدورات التدريبية صدقية من وزارة العمل، حتى تلاقي إقبالاً من طالبي العمل.