قبضت شرطة الدمام أخيراً على "عصابة من الجنسية اليمنية تمارس عمليات نشل في الأماكن المزدحمة، خصوصاً عند الجوامع والمصارف والأسواق، كما تقوم بتزوير وانتحال شخصية مواطنين سعوديين"، وفق ما كشف مصدر أمني ل"الحياة". ورصدت شرطة الدمام خلال الشهرين الماضيين عدداً من جرائم النشل في مواقع مختلفة، وكذلك تلقت عدداً من الشكاوى من أئمة مساجد ومصلين، تفيد عن تعرضهم للسرقة أثناء تأديتهم الصلاة، أو تشييعهم جنائز، مطالبين ب"سرعة تدخل الجهات الأمنية في الأمر، والقبض على الجناة". ووجه مدير شرطة الدمام العميد عبد العزيز الوطبان في متابعة من مدير شرطة المنطقة الشرقية اللواء عبد العزيز البعادي مباشرة، بتشكيل فريق للبحث عن الجناة والقبض عليهم، ووضع كمين لهم لضبطهم متلبسين في جرمهم. فشكل فريق للبحث والتحري، نصب بدوره كمناء عدة في أماكن مختلفة، خصوصاً في الأماكن التي تكثر فيها جرائم النشل. وقال المصدر نفسه:"بعد بضعة أيام ضبط أحد الجناة متلبساً في جرمه، وبعد التحقيق معه تبين انه يمني واعترف بأنه أحد أفراد عصابة يزيد عددها على عشرة أشخاص، ينتحل أفرادها صفة مواطنين سعوديين، بعدما زوّروا بطاقات أحوال سعودية، في طريقة يصعب اكتشافها، وقاموا بعمليات نشل طاولت مواطنين ومقيمين في أماكن مزدحمة. ودهمت الشرطة السكن الذي تقيم فيه العصابة، وقبضت على الجميع، وضبطت عدداً من المحافظ والوثائق الرسمية وإثباتات الهوية وبطاقات مصارف، سبق أن قام أفراد العصابة بنشلها. وكان أئمة مساجد وجوامع إضافة إلى مسؤولين في مصارف، نصحوا خلال الشهرين الماضيين، بأخذ الحيطة والحذر من تعرض حافظات نقودهم وجوالاتهم للنشل، خصوصاً في جامع الأمام فيصل بن تركي في حي الجلوية. ويستغل ضعاف النفوس الازدحام لارتكاب عمليات نشل، يضعها رجال الأمن في مستوى واحد مع جريمة السرقة، وأن"لا فرق بينها وبين السرقة". ويعتبر"المشرط"من أشهر أساليب النشل، وهو يستخدم في قطع أحزمة وملابس الضحايا، ثم الاستيلاء على ما في طياتها من مبالغ أو أجهزة جوال. ومن الأساليب الجديدة أيضاً، كما يشير المصدر ذاته، قيام النشال بإلقاء بعض الأوساخ على رداء الضحية من الخلف، ثم يتقدم منه معتذراً، مصمماً على إزالة الأوساخ بنفسه مستخدماً بعض الماء، وبينما يقوم النشال بذلك يدخل أحد معاونيه على الخط، مستغلاً انشغال الضحية بما لحق به، فيقوم بنشله. ومن الطرق المستحدثة أيضاً في هذه الجريمة استخدام نساء هذه العصابات في افتعال مشكلة يتجمع إثرها عدد كبير من المواطنين، كنوع من الفضول أو محاولة إنهاء الإشكال، فتتحرك أيدي النشالين بكل مهارة، لتحصد أكبر قدر ممكن من المسروقات. وبلغ عدد النشالين الذين سقطوا في قبضة رجال البحث الجنائي في السعودية منذ 12 كانون الثاني يناير الماضي نحو مئة نشال، من جنسيات مختلفة، وضبطت معهم كميات كبيرة من العملات والهواتف المحمولة والأجهزة الكهربائية.