أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الدكتور عبد الباري الثبيتي أن القدس أمانة في أعناق كل المسلمين، واعتبر التقاعس في"نصرتها وإعادتها... تفريطاً في دين الله، يُسأل مرتكبوه عنه يوم القيامة. ولفت في خطبته أمس بالمسجد النبوي إلى أن"الأقصى المبارك مسجد ولكن ليس كأي مسجد في الأرض، فله مكانته وله خصائصه التي يتميز بها والتي تمنحه القيمة والقدر الرفيع الذي يجعله مسجداً لكل المسلمين في كل الأرض، فعلى كل مسلم أن يعرف للأقصى المبارك قدره وأن يرتبط به ارتباط حب وإيمان، مدافعاً عن طهره ومنافحاً عن كرامته وباذلاً الغالي والرخيص في سبيل نصره وعزه". واعتبر الثبيتي المسلمين متساوين في واجباتهم نحو القدس"بنص كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلكل مسلم حق في تلك الأرض المباركة يقابله واجب هو واجب النصرة بكل صوره فالحجة تبقى قائمة مع الحق وأهله وعلى الظلم وأهله إلى يوم الدين". ورأى إمام الحرم النبوي استقبال المسلمين لبيت المقدس في صلاتهم أول الأمر يحمل إشارة إلى"ما يجب عليهم القيام به نحو بيت المقدس من الحفاظ عليه من أن يدنس برجس الوثنية أو المعاصي السيئة، ولتبقى هذه المسألة خالدة في أذهان المسلمين حتى لا تنسى ما بقى فيهم القرآن الكريم وما بقيت قلوبهم عامرة بالإيمان، وليبقى هذا الحدث في كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد". وفي ناحية العلاقة بين المسجد الحرام والأقصى أكد الثبيتي أن المسجدين"اقترنا في جوهر الإيمان وقبلة التعبد للرحمن وذلك في مسألة التوجه شطره في الصلاة، حيث كان المسجد الأقصى قبلة الأنبياء السابقين فما من نبي إلا وأعلن أن دينه الإسلام وإن اختلفت الشرائع بينهم، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم على سنن الأنبياء قبله كما أوحى الله إليه أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده". وخلص خطيب المسجد النبوي إلى أن الله تعالى مثلما"مكن للمسلمين فتح بيت المقدس في الصدر الأول فأقاموا فيه الصلاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، فإن الطغيان وإن قام فيه وصال وجال فإنه لا بد زائل، كما بشرالله تعالى عباده بذلك بمثل قوله : فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ". وأضاف"بيت المقدس بقي وسيبقى على رغم المحن التي عصفت وتعصف بالمسلمين حصن الدين ومعقل الإيمان إلى قيام الساعة لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا يا رسول الله وأين هم قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".