إذا كان الجيل الذي عرف العالم بأم الألعاب السعودية تكون من هادي صوعان صاحب فضية 400 م حواجز في اولمبياد سيدني 2000 وحسين السبع أول رياضي عربي يتخطى حاجز ثمانية أمتار في مسابقة الوثب الطويل وجمال الصفار أسرع رجل في اسيا ثلاث مرات متتالية وحمدان البيشي بطل العالم للشباب في سباق 400 م، فان دورة ألعاب التضامن الاسلامي التي تستضيفها السعودية قد غيرت هذه المعادلة وبدأ ما يسمى بصراع الأجيال في ألعاب القوى السعودية. وشهدت الدورة قفزة نوعية للجيل الجديد وكشف تهديد المواهب الواعدة للنجوم الذين وضعوا اللبنة الأولى اللعاب القوى السعودية في المناسبات الدولية، لكن رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى الأمير نواف بن محمد رفض مقولة أن الأبطال الواعدين سيحلون مكان الأبطال السابقين وقال:"هما خطان متلازمان سيواصلان الإنجازات والاستحقاقات في البطولات القادمة". بدأ التهديد عندما نجح الواعد ابراهيم الحميدي في التفوق على استاذه هادي صوعان في مسابقة 400 م حواجز وخطف منه الميدالية الذهبية في الدورة الاسلامية. وكان الصراع بين الثنائي الحميدي وصوعان بدأ في دورة الالعاب العربية الاخيرة في الجزائر، عندما نافس الاول الثاني على الذهبية لكن الأخير حصدها بعامل الخبرة، بيد ان الحماسة هذه المرة في دورة العاب التضامن الأسلامي رجحت كفة الحميدي الذي سجل أول انتصار على صوعان. والحميدي 19 عاماً مشروع بطل أولمبي قادم بقوة، حيث يمتاز بطول جيد 1.82م وقوة تحمل ولكن ميزته الشهيرة في السرعة النهائية رجحت كفته في السباق الأخير في دورة العاب التضامن الاسلامي الاولى. وبدأ الحميدي انجازاته الشخصية عام 2002 في بطولة دول مجلس التعاون الخليجي التي استضافتها السعودية وحقق ذهبية 400 م حواجز، وانطلق بعدها للحصاد العالمي وفاجأ الجميع بحصوله على الميدالية البرونزية في السباق ذاته، بطولة العالم للشباب في ايطاليا عام 2004، وكان هذا الانجاز بمثابة الاعلان الحقيقي لمشروع بطل جديد للقوى السعودية. ويحمل الحميدي رقماً شخصياً في سباق 400 م حواجز هو 48.64 ثانية أهله للمشاركة في بطولة العالم المقررة في آب أغسطس المقبل في هلسنكي. ويستعد الحميدي في معسكرات خاصة في جنوب افريقيا تحت اشراف مدرب بيلاروسي، علماً ان اول مدرب اشرف على الحميدي هو الروسي بوريس مدرب المسافات القصيرة الحالي في المنتخب السعودي. وأكد الحميدي ان تفوقه على صوعان يعد سابقة ودافعاً له في رفع طموحه للحضور العالمي القوي على رغم عدم اقتناعه بالرقم الذي سجله في دورة العاب التضامن الإسلامي الاولى، لكنه عزا ذلك الى ان التحضيرات ما زالت في بدايتها وأن جاهزيته ستكون في أوجها في آب أغسطس المقبل موعد انطلاق بطولة العالم. من جهته، أكد صوعان استمراره في الركض وعدم الاعتزال، وقال:"نحن في بداية الموسم، وانا قادر على استعادة توازني وتسجيل رقمي الأولمبي السابق في المحافل العالمية والاستحقاقات المقبلة". واشاد صوعان بقدرات الحميدي مشيراً الى انه مشروع بطل سعودي قادم عالمياً، نظراً لإمكاناته وصغر سنه وطموحاته الكبيرة، وما يجعل وصوله سهلاً الى العالمية الإمكانات التي يوفرها له اتحاد ألعاب القوى من مدربين عالميين ومعسكرات دائمة تكسبه الخبرة والاحتكاك. الخويلدي يهدد السبع الانجاز الثاني للجيل الجديد تمثل في المفاجأة الكبيرة التي حققها محمد الخويلدي بتحطيمه رقم مواطنه الدولي حسين السبع آسيوياً وعربياً وسعودياً، حيث سجل قفزة نوعية وسجل 8.44م في مسابقة الوثب الطويل في الدورة الاسلامية، وكان الرقم الآسيوي السابق مسجلاً باسم السبع وقدره 8.42م والذي لم يشارك في هذه الدورة. وكسر الخويلدي تفوق زميله السبع لأكثر من خمس سنوات محلياً وخليجياً وعربياً وآسيوياً، علماً بأن الأخير هو بطل هذه المسابقة ثلاث مرات متتالية على مستوى آسيا وصاحب ذهبية دورة الألعاب الأولمبية الآسيوية في بوسان العام 2000. ويعتبر الخويلدي ما حصل"بداية انطلاقته للعالمية وتحديداً في بطولة العالم المقبلة في فنلندا"، وتوقع الخويلدي"أن يحرز فيها احدى الميداليات الثلاث اذا نجح في تكرار رقمه الحالي". والخويلدي 21 عاماً ترعرع في نادي الصفا احد الاندية المهتمة بأم الألعاب، حيث خرج هذا النادي العديد من ابطال اللعبة محلياً. ولفت الواعد محمد الصالحي صاحب برونزية بطولة العالم للناشئين في كندا عام 2001 في مسابقة 800م الانظار باحرازه فضية المسابقة ذاتها في الدورة الاسلامية، على رغم مشاركة رابع اولمبياد اثينا 2004 المغربي امين لعلو، وثامن اثينا السوداني اسماعيل احمد، حيث توسطهما وحصد الفضية. والصالحي الذي لم يتجاوز 18 ربيعاً يعتبر مشروع نجم آخر ايضاً يعده اتحاد القوى السعودي. وسجل النجوم الجدد حضورهم ايضاً في مسابقة الرمي عبر سلطان الحبيشي الذي حقق ذهبية الكرة الحديد. من جهة اخرى، على رغم خسارة الصفار، اسرع رجل في آسيا ثلاث مرات متتالية، ذهبية سباق 100م في دورة التضامن الاسلامي، الا ان التفوق ظل سعودياً من طريق سالم اليامي، الذي نجح بعد عناء سنوات طويلة من التفوق على الصفار الذي اكتفى بالميدالية البرونزية، ويبرر الصفار تأخره في هذه الدورة لضعف إعداده بعد الابتعاد الاضطراري لأكثر من موسم بسبب الإصابة. واستعاد مخلد العتيبي صاحب ذهبية 5 الاف م و10 الاف م في دورة الالعاب الاسيوية في بوسان، الثقة بنفسه عندما احرز فضية 10 الاف م بعد غيابه لأكثر من ثلاث سنوات بسبب الاصابة. وأكد العتيبي أن الفضية ستكون نقطة انطلاقته الجديدة بعد ذهبيتي بوسان.