هل يتفوق التلميذ على استاذه؟ وهل يسجل خليفة صوعان اليوم في نهائي 400م عهداً جديداً للقوى السعودية، ويتفوق صاحب ال19 ربيعاً على قدوته في الملاعب البطل الأولمبي هادي صوعان؟! تلك السطور هي قصة العداء الصاعد بسرعة البرق للعالمية إبراهيم الحميدي 19 عاماً 1.80م، صاحب برونزية سباق 400م في بطولة العالم للشباب في إيطاليا العام المنصرم. الحميدي المولود في قرية صغيرة من محافظة الأحساء الصواب والذي ترعرع في ناد مغمور اسمه على مسمى القرية الصواب مشروع بطل عالمي، ومن المصادفة أن يكون تفوقه في أم الألعاب في مسابقة فتحت على الإنجاز السعودي الأولمبي أوسع الأبواب وهي مسابقة 400م ، التي حقق فيها البطل السعودي الأولمبي فضية المسابقة في أولمبياد سيدني عام 2000. قصة الصراع بين البطل صوعان وتلميذه الحميدي بدأت في الدورة العربية للألعاب الأخيرة في الجزائر، عندما حصد صوعان الميدالية الذهبية في مسابقة 400م وحل الحميدي ثانياً في المسابقة ذاتها ونال الميدالية الفضية. وفي نهائي سباق400م واجز اليوم الأربعاء يتجدد الصراع بين البطل الناشئ الحميدي والبطل الأولمبي صوعان، وهو صراع يصب بالتأكيد في مصلحة القوى السعودية، وتفوق الحميد ان حدث هو امتداد لإنجازات صوعان حيث سيحمل هذا الصاعد الراية في هذه المسابقة في المحافل الدولية والأولمبياد، وقد يحقق ما حققه صوعان، وان تفوق الأخير فهو تأكيد أن صوعان ما زال قادراً على الركض في ميدان الإنجازات من خلال دورة التضامن الإسلامي الحالية، الحميدي هو خليفة صوعان المنتظر في المحافل الدولية وهو مشروع بطل أولمبي كونه لم يتجاوز العشرين، ربيعاً ويملك في جعبته رقماً شخصياً 48.64 ث وهو رقم أهله لبطولة العالم لألعاب القوى في آب أغسطس المقبل في فنلندا، حيث ينتظر منه أن يصل إلى الدور النهائي في مسابقة 400 م واجز، ورقم الحميدي الشخصي مقارنة بعمره يعد إنجازاً غير مسبوق، ومؤشراً أقرب لأبطال سعوديين لتحقيق حلم جديد للرياضة السعودية. بدأ الحميدي إنجازاته الشخصية في بطولة الخليج عام 2002 التي أقيمت في السعودية وحقق ذهبية سباق 400م ، وقد تنبأ له الجميع منذ تلك البطولة بمستقبل زاهر نظير إمكاناته البدنية القوية وطوله وتكنيكه على الحاجز، أضف إلى ذلك أنه يتمتع بقوة التحمل، لأن مسابقة 400م تحتاج لعداء يملك هذه الصفة، وهو من أبرز العدائين الذين يمتلكون هذه الميزة، والحميدي يجمع بين قوة التحمل والفنش"أي أنه يتمتع بسرعة قصوى في ال 100م الأخيرة من السباق، وهو عامل يحميه من دور الأرانب"في المنافسات الدولية. وتابع الحميدي سلسلة الإنجازات بالتفوق العالمي على مستوى الشباب وحقق الميدالية البرونزية في بطولة العالم للشباب عام 2004 في إيطاليا، وهي ميدالية وضعته في مصافّ الأبطال ودعمه اتحاد اللعبة برئاسة الأمير نواف بن محمد بالمعسكرات الطويلة في جنوب أفريقيا تحت إشراف مدرب من روسيا البيضاء، ومدرسة الحميدي التدريبية تختلف عن مدرسة صوعان، حيث إن معظم معسكرات الأخير في الولاياتالمتحدة الاميركية ويشرف عليه حالياً البطل الأولمبي السوداني خليفة عمر. وأكد الحميدي منافسته الجادة لصوعان في دورة الألعاب العربية الأخيرة في الجزائر عندما تنافسا على الذهب. ويتوقع أن يغرد الاثنان في سباق اليوم 400 م خارج السرب وحدهما بالتنافس المحموم لنيل الذهبية... فهل يحتفظ صوعان بتفوقه أم ويسجل الحميدي أول تفوق له على البطل الأولمبي السعودي هادي صوعان؟! هذا ما سنعرفه بعد نهاية السباق المرتقب ليس فقط محلياً أو عربياً أو آسيوياً، بل حتى على المستوى العالمي، لأن هناك الكثير من المراقبين العالميين في المسافات القصيرة سيتابعون هذا السباق وينتظرون نتيجته، لما له من دلالات على مستوى المسابقة عالمياً، حيث إنهم يتوقعون أن الحميدي 19 عاماً أمامه سنوات في المضمار العالمي يستطيع أن يحقق فيها الكثير من الإنجازات. والحميدي الذي اكتشفه أحد إداريي المنتخب بالصدفة عام 2002 في بطولة الدرجة الثانية لألعاب القوى في الرياض، وكان يشارك مع ناديه الصغير في مسابقتي 110 م و400م ، لقي اهتماماً كبيراً من الأمير نواف بن محمد بمجرد أن رفع إداري المنتخب آنذaاك جعفر السليس تقريره المفصل للأمير نواف بن محمد، حيث هيأ له اتحاد اللعبة المعسكرات عندما اكتشفه واقتنع بموهبته، ومنذ ذلك العام والحميدي يقفز خطوات متسارعة نحو العالمية، وحالياً يتم إعداده لبطولة العالم للكبار في فنلندا صيف هذا العام، وكان أول مدرب أشرف على تدريبه هو مدرب المنتخب الروسي بورسي مدرب المسافات القصيرة حالياً في منتخب ألعاب القوى السعودية. ويمثل الحميدي الجيل الجديد للقوى السعودية بعد جيل هادي صوعان وجمال الصفار وحسين السبع وغيرهم من الأبطال، وبمعنى آخر، هو الجيل الذي يعول عليه الحصاد في البطولات الدولية .