في المرة الوحيدة التي ذهبت فيها إلى مجلس الأمير محمد العبدالله الفيصل، رحمه الله، فاجأنا الأمير بسؤال مباغت قائلاً: ما هو الحب؟ فأطبق على المكان برهة من الصمت وطفق الحاضرون ينظرون إلى بعضهم البعض في حيرة ظاهرة وعجزنا في تلك اللحظات عن إيجاد كلمات تفسر ما يعرف بظاهرة الحب. كنت في تلك الليلة ذاهباً لقصر الأمير محمد لشكره على إشادة خاصة كان قد أخجلني بها في برنامج فوانيس الرمضاني وعندما قدمت نفسي إليه (وكنت حينذاك أكتب من دون صورة) تلقفني الأمير بترحاب شديد وكلمات لن أنساها ما حييت فوجدتني مرتبكاً وسط ذلك الحضور وبين تلك الأعين التي كانت تتفحصني للمرة الأولى. وكنت أيضاً قبل وقت قصير في دوامي الرسمي في وردية مسائية عندما طلب مني ومن زميل يعمل معي في المؤسسة نفسها الذهاب إلى الصالة الملكية لقيادة إحدى طائرات ال 777 أرضاً والتي كانت حطت في المطار قبل دقائق ومن ثم إيصالها إلى موقفها الخاص وما ان وصلنا إلى المكان حتى فوجئنا بأنها كانت الطائرة التي حملت جثمان محمد العبدالله الفيصل. وبعد انتهاء مهمتنا جلست في الطائرة وحيداً في البقعة ذاتها التي قضى فيها الأمير 14ساعة بين أميركا وجدة، فتذكرت حينها شعر عمه خالد الفيصل في رثاء جده الراحل الملك فيصل عندما قال: «لا هنت يا راس الرجاجيل لاهنت»، وطفقت أردد أيضاً: «لا هنت يا محمد العبدالله لا هنت». ولأنني أحب ذلك الأمير من كل قلبي فقد كان فرحي كبيراً أول البارحة عندما أطلقوا اسمه على ملعب النادي الأهلي، فالشكر كل الشكر على رجل الوفاء ورمز التواضع والطيبة الأمير خالد بن عبدالله. ولكنني ما زلت أسأل السؤال ذاته الذي سمعته ذات يوم من الرجل الطيب محمد العبدالله: ما هو الحب؟ [email protected]