شاعت في الآونة الأخيرة ظاهرة الوساطة التجارية السعي وهي الربط بين طرفين بهدف الحصول على عمولة مالية قيمتها محددة مسبقاً نظير إتمام صفقة ما. ولا بد من أن تتوافر لدى الساعي العديد من المهارات مسبقاً أو اكتسابها من ذوي الخبرة لصقلها واستخدامها الاستخدام السليم. هناك العديد من الإجراءات التي تتباين بحسب نوع الصفقة، لابد من معرفتها وإتقانها ليكون زمام الأمور في أيدينا سواء أنجحت الصفقة أم فشلت أي اعقلها وتوكل كي لا يذهب سعينا سدى. وللأسف هناك الكثير من السعاة الهواة الذين اغتروا بالمبالغ الهائلة التي قد يجنونها من السعي، واعتقدوا أنه بمجرد مكالمة هاتفية وتحديد موعد تصبح الأموال متدفقة بين أيديهم، للأسف لم يعلموا ما وراء الحساب. وقد خاض كثير منهم تجارب فاشلة عدة من دون الخروج بقليل من الفائدة لكيفية اتمام مثل هذا النوع من الصفقات أو تعويض ما خسره من مصاريف لإتمامها، التي قد تكون من نصيب البيت أو الدراسة أو يومية... الخ، ونستعرض بعضاً من الصفقات التي تطرق إليها السعاة الهواة، بدءاً بالعقار ما يطلق عليه 2.5 في المئة للسعاة، انها ناجحة لروادها السعاة المحترفين، وكنرد الحجر لمعتنقيها من السعاة الهواة. ومن ثم بطاقة سوا وما يطلق عليها 2 ريال مناصفة بين البائع والمشتري لكل مليون بطاقة سوا، وفشل السعي بها فشلاً ذريعاً لأسباب عدة، منها ادعاء المعرفة بالبائع والمشتري مباشرة وهو يقف في آخر الطابور ولا يعلم من في الشباك، ونجح بها قليل لا نكاد نراهم في وضح النهار. والآن أقدم لكم آخر صيحات السعاة الهواة، صيحة تقدم في مجالس الرجال قبل القهوة والشاي، أسهم المؤسسين لشركة اتحاد الاتصالات، وما يطلق عليها 10 ريال لكل مليون سهم، مناصفة لسعاة البائع والمشتري، بشيك مصدق لضمان السعاة، قيمة السهم 270 ريالاً وكان من يريد بيعها أو شرائها لا يعلم الطريق فيستدل بسعاة الطرق المؤدية جميعها إلى روما أسهم مؤسسين شركة اتحاد الاتصالات أيها السعاة الهواة... لما كل هذا العناء... هل هذا هو الطريق الوحيد لجني الأموال؟.. وان كان، تعلم كيف تزرعها لا بأن تقطفها، لابد من ان تشق الصخر بيديك لتجد الماء... لا أن تنتظر هطول الأمطار. أيها السعاة الهواة استيقظوا... استيقظوا... الم يئن الأوان لتتعلموا من أخطائكم، تبددون أموالكم في الرياح، وتزرعون الكسب السريع لتحصدوا السراب، الم تسوقوا لهم بالمجان، حتى أصبحتم كأوراق الدعايات تؤخذ منكم الفائدة ومن ثم تهوون في القاع، الم تلدغوا منها مرات عدة؟. أحمد خالد عريف [email protected]