اتابع في هذا المقال دور المكاتب العقارية عقب اتمام البيع او التأجير، الأمر الذي يسوقني الى الدعوة الى دراسة تلك العقود دراسة واقعية دقيقة ووضع الشروط الصحيحة الواضحة بإشراف الجهات المختصة وعلماء الشريعة حتى يعين ذلك المتعاقدين على الوضوح ودرء الخلافات. فما زال بعض الملاك يرون ان المكتب العقاري هو المسؤول عن المستأجر لأنه ببساطة لا يعرفه. وإذا ما رجعنا الى المهام الأساسية التي تقوم بها معظم المكاتب العقارية نجد ان هذه المكاتب تتركز في عمليتين اثنتين: التوسط في البيع والشراء. والتوسط في التأجير. وهما عمليتان متشابهتان ومماثلتان في اغلب وجوههما مع بعض الفروق الصغيرة. فعملية البيع والشراء او الإيجار تبدأ حينما يوسط او يوكل مالك العقار مكتباً مافي القيام بهذه المهمهة حيث يسعى المكتب الوسيط الى ايجاد مشتر او مؤجر محتمل وذلك بالإعلان بأي وسيلة من وسائل الإعلان المعروفة او في حالات اخرى ينتظر المكتب قدوم هذا المشتري او المؤجر اليه وهنا يصبح المكتب او الوسيط امام احتمالين لا ثالث لهما اما اتمام العملية او فشلها، فإذا تمت العملية بالبيع او الإيجار استحق المكتب قيمة السعي التي لا تتعدى في عرف العقاريين 2.5% من قيمة الصفقة والذي يدفع هذه القيمة هو المشتري في حالة البيع او المستأجر في حالة التأجير وهو ما يجري عليه العرف أيضاً عند العقاريين. ولكن في حالات اخرى مشروطة يجري الاتفاق على ان البائع هو الذي يتحمل قيمة السعي، وفي حالات اخرى مشروطة ايضاً يتقاسم طرفا العملية القيمة مناصفةً، وحينما يتعدد الوسطاء في اي معاملة عقارية فإن السعي يذهب لمن انهاها وأتم البيع عن طريقه وهذا ما يحدث عندما يعرض المالك عقاره على عدد من الوسطاء للمكاتب العقارية في وقت واحد. اما اذا فشل الوسيط "المكتب العقاري" في اتمام العملية او رجع البائع عن رغبته في البيع قبل تمامه فإن الوسيط لا يستحق عوضاً عما قام به من بحث وإعلان الا اذا اشترط على المالك غير ذلك كأن يشترط التعويض في كل الحالات وذلك قبل بدء العملية. وفي العادة يتولى المكتب كتابة عقد المبايعة وتوثيقه من كتابة العدل بعد توقيع الطرفين او الشهود على صحته وتشتمل هذه الوثيقة في حالة التأجير على نوع العقار وموقعه ومقدار الأجرة والمدة وطريقة دفع الأجرة معجلاً او مقسطاً والشروط بين الطرفين ان وجدت. أخيراً.. أتقدم بالشكر الجزيل لكل من تقدم بواجب العزاء في والدتي رحمها الله التي وافتها المنية الاثنين الماضي سائلين الله أن يرحم موتانا وموت المسلمين أجمعين.