لا شك في أن هناك سعياً حثيثاً من المسؤولين في الحكومة السعودية، وعلى الأصعدة كافة، لإعطاء نصف المجتمع المرأة بعض حقوقها، التي أقصيت منها عن طريق المجتمع بأسماء مختلفة. في الماضي القريب صرح الأمير منصور بن متعب بأنه ليس هناك ما يمنع دخول المرأة الانتخابات البلدية، وأن عدم الاستعداد لهذا الأمر حال دون دخولها هذه المرحلة، موصياً بدخول المرأة الانتخابات المقبلة. وخلال زيارة وفد سعودي يرأسه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل إلى بريطانيا للمشاركة في المنتدى السعودي البريطاني"مملكتان... في مواجهة التحديات"، رافقه وفد نسائي كبير، وصرح الفيصل بأن"النساء سيدخلن السنة الحالية وزارة الخارجية السعودية، فانتبهوا يا رجال"، كما قال وزير الشؤون الإسلامية:"لا يوجد في الإسلام ما يحظر على المرأة المشاركة في الانتخابات". ومع هذه التصريحات وغيرها التي تجعلنا نطمئن بأن الأيام المقبلة أفضل، يخرج علينا أحد الفائزين السبعة للمجلس البلدي في منطقة الرياض قائمة المزكين الشهيرة، بمحاولة قتل فرحتنا وفرحة نصف مجتمعنا، وذلك بإقصاء الجنس الأنثوي. ففي ثلثائية الوجيه محمد المشوح في الرياض، التي استضافت الفائزين السبعة، اعترض أحد الحضور على إقصاء المرأة عن العملية الانتخابية الحالية، فتصدى الفائز بمقعد المجلس البلدي بالتشديد على عدم تجاوز الأمور الشرعية، ومنها مشاركة المرأة، معتبراً أنها خارج النقاش، بل قال:"لا نخالف الشرع من أجل الوطن". لا أود الخوض في جدل حول تصريح عضو المجلس البلدي، لأن مشاركة المرأة حسمت قبل تعليقه، ولكن أسفت فعلاً لأنني لا أستطيع إرجاع الزمن إلى الوراء، ولا أستطيع التراجع عن قراري في التصويت، فثقافة الانتخاب لا تزال في خطوتها الأولى، ومن هنا أوجه كلمة إلى جميع الناخبين ألا ينساقوا في الترشيح كما فعلنا، وأن يحضروا المقار الانتخابية ويناقشوا مرشحيهم في ما يريدون مستقبلاً، فالترشيح عن طريق رسالتي جوال، أو وعود خلابة، ربما يخفي ما وراءه، كابتسامة مرشحنا"المزكى"في صفحات الجرائد أثناء الحملة الانتخابية. الرياض - أحمد البعيز