افتتح نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية نائب رئيس اللجنة العليا لمهرجان الجنادرية الأمير متعب بن عبد الله بن عبدالعزيز، في حضور وزير الثقافة والإعلام إياد مدني، مساء أمس في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات النشاط الثقافي لهذه الدورة، وفي حفلة الافتتاح ألقى رئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان عبد الرحمن السبيت، كلمة قال فيها: "لقد علمتنا الكتب الرصينة أن الثقافة في كل أمة تكتب النص، أما السياسة فتمثل الأدوار التي ترسمها الثقافة... وتغدو هذه الأمور على درجة أكبر من الأهمية في هذا العصر الذي نشهد فيه تغيرات عميقة توشك أن تزيل أي حواجز أو ضوابط على سلوكيات الفرد واستقلال الوطن والتصرف بثرواته". وأوضح أنه لا يمكن:" لأي منتدى ثقافي إلا أن يتذكر أحوال أمتنا العامة، فالدماء تسفك على أرضنا العربية غزيرة وغالية ومؤلمة... وظهرت فئة مضللة باغية جانبها الصواب، وشتان بين الهدم والبناء". وأضاف السبيت أن الذي لا يمكن قبوله "هو أن ترتفع فينا أقلام تختلف مع الأمة على تحديد العدو". وأكد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم المنجي بوسنينة، أهمية مهرجان الجنادرية الذي: "أصبح إحدى أهم التظاهرات الثقافية العربية التي تنظم في وطننا الكبير، بما يستقطبه من حضور كثيف، ومشاركة أبرز الشخصيات الفكرية العربية والدولية، وما يطبع ندواته ومحاضراته بعمق تحليل وثاقب رؤية". وحول محور الندوة الرئيسة وهو "المعرفة والتنمية"، قال: "إن المعرفة ليست مجرد نصوص وتأويلات وإبداع فردي، بل هي في قلب العملية التنموية أداة ومعياراً وأثراً، والتنمية أساسها الإنسان ومحورها الرفع من مؤهلاته ومواهبه، ودعم قدراته على الابتكار والاكتشاف، وتحقيق اندماجه الفاعل والنشط في وسطه الطبيعي والاجتماعي". واستشعر بو سنينة الآثار الفادحة:" للفجوة الرقمية والمعرفية المتفاقمة بين العالم الصناعي المتقدم ودائرتنا العربية الإسلامية، مما ينعكس بالسلب على أوضاعنا وآفاقنا النهضوية والتنموية، ويتطلب وقفة عاجلة ومسؤولة وخطوات عملية حازمة لبناء مجتمع عربي". عقب ذلك ألقى الشاعر حمد العسوس قصيدة عنوانها"الجنادرية" صفق لها الجمهور كثيراً. وبعد حفلة افتتاح النشاط الثقافي، بدأت أعمال ندوة شخصية العام الثقافية الشاعر عبد الله الجشي، التي أدارها رئيس نادي الرياض الأدبي محمد الربيع، وشارك فيها كل من: عبد الرحمن السماعيل، و مبارك الخالدي، وميثم الخنيزي، ومحمد الشماسي. ففي ورقة عنوانها "عبد الله الجشي...الأرض والإنسان" استعرض الخنيزي بيئة الشاعر ومكان عيشه، مشيراً إلى أن حياة الجشي مرت بظروف مختلفة، فعاش ألم الزمن ومرارة الغربة، وربما عاش تجربة الحب..." كما تطرق إلى قصائد الغزل في شعره "مما ساعد على رقي الحركة الشعرية الرومانسية في المملكة". وتوقف عند إسهام الجشي في حركة الشعر القطيفي في منتصف القرن العشرين نحو الحداثة. وتناول الشماسي في ورقته تجربة الشاعر وأثر المدرسة العراقية في شعره حين عاش بين أساطين العلم والأدب، فعلقت نفسه بالكلمة... وسحرته موسيقى الشعر..."، وأشار إلى تأثره بالمدرسة الكلاسيكية التي كان يقودها الشاعر محمد الجواهري. وتطرق المحاضر إلى أنه عاصر فترة زاهرة فكرياً، "فتفاعل مع الأجواء المتنوعة ثقافياً، ويظهر ذلك في مضمون القصيدة لديه، كما عرّج على الروح الوطنية للشاعر في قصائده". أما مبارك الخالدي، فقد استعرض سيرة الشاعر الذاتية، وركز على شخصه كشاعر مؤرخ وناشط اجتماعي، وتعدد أمكنة عيشه بتعدد فروع أسرته، مشيراً إلى أن لأمه دوراً في توجهه للشعر. فيما ذكر عبد الرحمن السماعيل أن الصورة في شعر الجشي تنقسم إلى قسمين، أولهما: الصورة الكلاسيكية وهي "الصورة التراثية المستقاة من قراءته التراثية". وثانيهما:" الصورة الرومانسية وهي الصورة الحديثة المستقاة من قراءاته الحديثة، وهما صورتان مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً بالمرحلة العمرية التي أنتجت فيها".