تفاقمت أزمة سفر مئات الحجاج من الجنسية النيجيرية، حيث افترشوا منذ الأسبوع الماضي الطرقات المجاورة لكلية الاتصالات في جنوبجدة، فيما تجمهر ما يزيد على 1100 حاج منهم في صالات مدينة الحجاج في مطار الملك عبد العزيز الدولي. بدورها، تبحث الأجهزة المعنية في جدة معالجة أزمة مشكلات الحجاج النيجيريين مع شركات سفرهم، ومطوفيهم. وبحسب ما يزعم عشرات الحجاج الذين تحدثوا ل"الحياة"في موقع قريب من كلية الاتصالات، فإن حافلات نقل كانت تقلهم، تتبع لمطوفيهم، أنزلتهم في الموقع وغابت من دون إدراكهم لما يحدث لهم. وبدا أن الظاهرة محدودة في محيطها، فيما ظهر امتدادها في صالات مطار جدة، إلا أن السلطات الرسمية تبذل جهودها للنجاح في مغادرة الحجاج من الجنسيات كافة قبل منتصف شهر محرم الجاري. وطبقاً للمشاهدات الميدانية، فإن مكتب إدارة الترحيل التابع لشرطة جدة، تدخل على الأرض في مرحلة إعداد تقارير رسمية تساعد على فهم طبيعة مشكلة الحجاج مع مطوفيهم، ووضعهم المزري من دون ماء أو أكل. وتحدثت مجموعة من المواطنين السعوديين الذين يقطنون بالقرب من موقع الافتراش الكبير، عن أزمة حقيقية يعيشها هؤلاء الحجاج، وقالوا"نحن نقوم بتقديم الطعام والفراش لهم، ومضى عليهم هنا أسبوع على هذا النحو، ولا نعلم بحقيقة أمرهم. فهؤلاء المتخلفون لا يمثلون عبئاً على المجتمع من الناحية المادية فقط، ولكن يشكلون معاناة كبيرة للأجهزة المعنية، وخطراً على قيم المجتمع وتقاليده وأمنه". وقال مواطن آخر"لا شك أن التهاون في مكافحة هذه الظاهرة يزيد من حجمها، وبالتالي من تداعياتها ومخاطرها". واعتبر"أن بقاء عدة آلاف منهم داخل الوطن يعني بقاء ضعف هذا العدد في العام المقبل والذي يليه، وهكذا نجد أنفسنا ندور في حلقة مفرغة من التداعيات التي لا تنتهي لهذه الظاهرة". وبادرت المجموعة المفترشة لمساحة تتجاوز الكيلو مترين في جنوبجدة بالقرب من جسر الميناء بتأسيس مخيمات صغيرة، وأروقة من مخلفات البلاستيك والأخشاب. وبدأ أفراد المجموعة الكبيرة في تبادل الأدوار الطبية، حيث يعالج بعضهم بعضاً بمسكنات بدائية. بينما أسهم الأهالي المجاورون في تقديم خدمات طعام وفق الإمكانات المتاحة. وانتشر الرجال والنساء النيجيريون في الساحة في منظر لافت ومفاجئ. وأجرت"الحياة"اتصالات واسعة لمعرفة الشركات المتسببة في الأزمة، إلا أن جميع المحاولات كانت تصطدم بالكتمان الذي أحاط الشركات الناقلة والطوافة، إلا أن مصدراً ميدانياً رسمياً أكد أن الاتصالات بين الأجهزة المعنية جارية في صورة دائمة لمعالجة الوضع. وتحدث عن مراقبة ورصد أمني للأزمة التي رجح أن تشهد حلاً خلال اليومين المقبلين. وكان امتداد الأزمة ظاهراً في صالات مدينة الحجاج في مطار الملك عبد العزيز الدولي، حيث تجمهر أكثر من ألف حاج نيجيري ضد عرقلة سفرهم منذ نحو ثلاثة أيام، مطالبين بتوفير خطوط طيران تقلهم إلى بلادهم، تمهيداً لنقل الحجاج كافة. وقال محمد معملين وعبد العزيز رابيو أنهما قضيا ثلاث ليال مزعجة طالهم فيها البرد وقلة الإعاشة، وكانا محتدين في مطالبتهما بإجراء محاسبة عسيرة لخطوط الطيران النيجيرية. كما شدد الحجاج عبد الله أدماوا ومحمد تكر وإبراهيم ساجو، من ولاية ادماوا النيجيرية، على أن موعد رحلاتهم تأجل أكثر من مرة بسبب تأخر رحلات الطيران النيجيرية. وتحدثوا عن معاناة البرد القارص وقلة الأكل، إلا أنهم قدموا امتناناً عابراً لبعض السعوديين، الذين بادروا بتقديم مبادرات فردية، من وجبات وخلافه لهم ولأطفالهم ونسائهم ما أمكن.