وصل ارتفاع أسعار أصناف عدة من الخضروات في منطقة جازان سلة خبز السعودية إلى الضعف وذلك لأول مرة منذ سنوات عدة، وكانت الباميا والكوسا والفاصوليا وكذلك الطماطم هي أكثرالأصناف ارتفاعاً في الأسعار. ويأتي هذا الارتفاع الذي بدأ منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بسبب قلة المعروض من هذه الأصناف في السوق، واختفاء بعض هذه الأصناف تماماً من أسواق المنطقة لأيام عدة. وعزا تجار ومتعاملون في أسواق الخضروات في المنطقة قلة المعروض وارتفاع أسعار الخضروات في جازان إلى قيام السلطات السعودية بحظر دخول المنتجات الزراعية اليمنية، في الوقت الذي تضاءلت فيه كميات الخضروات الواردة إلى جازان من منطقة نجران المجاورة بسبب موجات الصقيع التي ضربت منطقة نجران أخيراً، والتي تسببت في إتلاف المحاصيل الزراعية. وتعتمد منطقة جازان في مثل هذه الأوقات من السنة على توفير الخضروات من المناطق المجاورة. "الحياة"تجولت في عدد من حلقات بيع الخضروات في محافظات المنطقة والتقت عدداً من التجار والمستهلكين والمزارعين. أبدى عدد من المزارعين في المنطقة تفاؤلهم بارتفاع أسعار الخضروات وحظر دخول المنتجات الزراعية من اليمن، التي تتميز بانخفاض أسعارها والتي تتسبب لهم سنوياً في تكبد خسائر فادحة، وأكدوا أنهم يضطرون إلى بيع منتجاتهم الزراعية بأقل من كلفة الإنتاج عند إغراق المنتجات الزراعية اليمنية أسواق المنطقة. وأشاروا إلى أن الارتفاع غير المتوقع في أسعار الخضروات دفع معظم المزارعين إلى التبكير في زراعة محاصيل الخضروات. وأكد عدد من التجار أن سبب ارتفاع أسعار الخضروات في محافظاتجازان هو حظر دخول المنتجات الزراعية اليمنية، وموجات البرد والصقيع التي تعرضت لها منطقة نجران، والتي أدت إلى إتلاف المحاصيل الزراعية وانخفاض كميات الخضروات الواردة إلى أسواق جازان. وأضاف التجار أن ضعف الوعي التسويقي لدى المتعاملين في أسواق الخضار في جازان، وندرة شركات تعبئة وصناعة الخضروات وشركات تسويق المنتجات الزراعية في جازان، وكذلك عدم قيام جميعات تعاونية زراعية في المنطقة أدى ذلك إلى إتلاف مئات الأطنان من الخضروات وتكبد المزارعين خسائر فادحة. وأشار عدد من المستهلكين إلى ارتفاع أسعار الخضروات في جميع محافظاتجازان وأكدوا بأن بعض الأصناف تجاوزت أسعارها الضعف وبعض الأصناف اختفت تماماً من الأسواق في بعض الأيام. من ناحية أخرى أوضح ل"الحياة"عبدالرحمن عقيلي نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجازان ورئيس اللجنة الزراعية بأن المساحات المزروعة بالخضروات في جازان بلغت أكثر من 13.3 ألف هكتار في عام 1996 وبلغ إجمالي الإنتاج الكلي من الخضروات في العام نفسه 116.5 ألف طن. وقد تزايدت كمية إنتاج الخضروات ما بين عام 92 إلى 96 بنسبة تقدر ب 1.3 في المئة. وأضاف عقيلي أن متوسط إنتاج جازان من مجمل الإنتاج المحلي في الزراعة بلغ 29.2 في المئة وتوزع هذه المحاصيل على أنواع عدة لافتاً إلى أن مساحة الباميا تمثل أكثر من 50 في المئة من إجمالي المساحة المزروعة وتبلغ نسبة إنتاج المنطقة من الباميا 48 في المئة من إجمالي إنتاج السعودية. أما الخضروات الأخرى كالطماطم والكوسا والباذنجان والخيار وغيرها فبلغت نسبة إنتاجها 10 في المئة بالنسبة للطماطم و13 في المئة للباذنجان، وتغطي مساحة محاصيل الطماطم والباذنجان 12 في المئة من إجمالي المساحة المزروعة في السعودية، وقدر العقيلي أن نسبة الزيادة في المساحة المزروعة لجميع محاصيل الخضروات نحو 90 في المئة.