أحد أهم المستجدات التي تطرق إليها منتدى الرياض الاقتصادي الثاني، جاهزية القطاع الخاص للانضمام لمنظمة التجارة العالمية، وكان للعنصر النسائي من سيدات أعمال، واختصاصيات بالشأن الاقتصادي، الرأي والمشورة حول إيجابيات الانضمام وسلبياته، وتأثيره في المنشآت الصغيرة والمتوسطة. ووفقاً لذلك، ذكرت الأميرة مشاعل بنت عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود، أنه لا يمكننا معرفة نتائج الانضمام مسبقاً، سلباً أو إيجاباً، واعتبرت أن التأثير السلبي محصور في المؤسسات التي يملكها الإنسان غير الواعي، وغير القادر على السير والتماشي مع ما تفرضه المرحلة المقبلة ، مرحلة العولمة التي يسودها التنافس، وتمنت الأميرة مشاعل أن يتم الدمج بين عدد من الشركات المحدودة، كحل لمقاومة المنافسة الشرسة التي ستكون على أشدها من الآن فصاعداً. وقالت الدكتورة نورة عبد العزيز المبارك، ان الدخول إيجابي في حال ترافق مع تكثيف الندوات وورش العمل، من أجل توعية أصحاب المصالح الاقتصادية بكيفية التأقلم مع الواقع الجديد. وألمحت المبارك إلى أن سيدات الأعمال وصاحبات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ستكون لهن وقفة إيجابية لمواجهة وتخطي السلبيات، عن طريق الوعي والإدراك، ومحاولة تلافي الوقوع في الأخطاء، مؤكدة أن روح المواطنة عند رجال الأعمال والدولة ستدعمهن، كي لا يكون الدخول إلى المنظمة على حساب المواطن. وفي السياق ذاته، اعتبرت هدى الجريسي أن الانضمام إيجابيّ، وأنه يتحول إلى عامل سلبي في حال عدم التجهيز له كفاية، وتابعت أن الغرفة التجارية الصناعية في الرياض ستعقد في الأسابيع القريبة ملتقى وورش عمل لسيدات الأعمال، لعرض الدخول لمنظمة التجارة العالمية، وطرح المعوقات التي ستعترضهن، والحلول التي من ضمنها الاندماج أو الشراكة بين المؤسسات، وأخذ رأي مكاتب استشارية من أجل تخطي السلبيات، وتجاوز معضلة عدم القدرة على المنافسة. واعتبرت أن المملكة، ونتيجة دخولها منظمة التجارة العالمية، هي الرابح، كونها ستدخل أسواقاً جديدة كانت محظورة عليها سابقاً، وقالت الجريسي أن الجانب السلبي مرتبط بجاهزية القطاع الخاص، وأنه لا سلبيات، خصوصاً ان دخول منظمة التجارة أتى نتيجة مفاوضات استمرت 11 سنة، كانت لمصلحة المملكة، ولم يتم التنازل خلالها عن أمور مهمة أوجوهرية، لا سيما ما يمس بالشريعة الإسلامية، على حد قول الجريسي. أما موضي الشيخ فاعتبرت الدخول إيجابياً، كونه يلغي الاحتكار، أما الشق السلبي فيتعلق بقدرة الشركات الصغيرة على المنافسة، والخوف عليها من الذوبان في بوتقة الشركات الكبرى، في ظل منافسة شرسة لا ترحم، وسط عدد لا محدود من الشركات الأجنبية الكبرى، الساعية لتحقيق أرباح من دون أي ضوابط أو قيود، أو اعتبار للشركات المحلية المحدودة، على حد قول الشيخ. وأشارت الدكتورة نورة عبد الرحمن اليوسف إلى أن انضمام المملكة خطوة مميزة، تتيح للاقتصاد السعودي التفاعل مع الاقتصاد العالمي، وتؤدي إلى النمو والتطور وتحسن في مستوى الإنتاجية، وعن السلبيات أشارت اليوسف إلى صعوبة التكيف التنافسي بين الشركات المحلية والشركات العالمية، في المرحلة الأولى. وفي السياق ذاته، قالت اليوسف ان سيدة الأعمال ستواجه صعوبات، ولذلك، وكحل، رأت ضرورة اندماج الشركات المحدودة لسيدات أو رجال الأعمال، مع شركات كبرى كي لا تتعثر.