لاحظ مصرفيون ووسطاء في سوق الأسهم السعودية، ازدياد إقبال المستثمرين الصغار الجدد على شركات الوساطة والمصارف السعودية لفتح محافظ استثمارية وطلب التمويل، بعد انتعاش سوق الأسهم طمعاً باقتطاع جزء من كعكة السوق وتحقيق ربح سريع. وأوضح الخبير الاقتصادي فضل بو العينين في لقاء مع"الحياة"، ان"ارتفاع المؤشر وأسعار الأسهم، ساعد في توجيه أنظار المتداولين إلى السوق، حتى من قبل غير المهتمين بسوق الأسهم". ولفت بو العينين إلى مؤشرات"تدل على دخول عدد كبير من المستثمرين الصغار إلى السوق ومنهم الجدد، ما يؤكد حجم السيولة المتدفقة وسلوك السوق التي لم تستطع حتى الآن التوقف لالتقاط الأنفاس". ورجّح"تعويض سيولة المضاربين الخارجة من السوق لأسباب تتصل بالمضاربة فقط من شريحة عريضة من المستثمرين الصغار، ما يفسر تماسك السوق حتى الآن، على رغم الارتفاعات المتتالية وعدم قدرتها على التوقف المتدرج لجني الأرباح". ورأى ان"سلوك المستثمرين الصغار لم يتغير عما كان عليه عام 2005، حين سجل عدد المحافظ المفتوحة رقماً قياسياً، فالنسب الخضراء أكبر مسوق للأسهم وأكثر تأثيراً في نفوس المستثمرين من خارج السوق، وهي القادرة على تحريك الطمع في النفوس، وتغييب الجانب الأهم وهو الخوف الذي يفترض ان يحقق الموازنة في سلوك المستثمرين الصغار". ولاحظ من خلال مراقبته للسوق في الربع الأول من هذه السنة، ان المستثمرين الصغار"يكررون الخطأ ذاته الذي وقعوا فيه في شباط فبراير 2006، ولم يتعلموا من تجارب الماضي. إذ كان دخولهم إلى السوق متأخراً نسبياً، وكان تركيزهم الأكبر على أسهم المضاربة الخاسرة والمتضخمة سعراً". وقال:"لا يمكن الوثوق بهذه الأسهم، لأن ما يحققه المستثمرون الصغار من أرباح يخسرونها عاجلاً، لأن دخولهم إلى السوق يتأخر عن الوقت المناسب كما الخروج منها، ما يجعلهم لقمة سائغة في أفواه المضاربين الكبار الذين يعتبرون الصغار وقود السوق". وأوضح ان المضاربين والمستثمرين الكبار"نجحوا في بناء مراكزهم المالية عند قاع المؤشر، وانتقوا أسهمهم بعناية وهم يجنون اليوم ثمرة استثمارهم الحقيقي في السوق واقتناصهم الأسهم بأسعار متدنية، يقل بعضها عن القيمة الاسمية". واعتبر ان هذا السلوك الاستثماري"الحاذق لا تجيده غالبية المستثمرين في السوق اليوم، لذا ستنتهي هذه الموجة باستفادة أقل من 10 في المئة من المتداولين في الأسهم، وخسارة نحو 90 في المئة، غالبيتهم من المستثمرين الصغار". ونبّه بو العينين إلى احتمال ان"تكون قروض الأسهم من الأخطار المحدِقة بالسوق، إذ بدأت المصارف إغراء زبائنها بقروض الأسهم لتحقيق الربح من فوائد القروض وعمولات الأسهم". وأشار إلى ان"قروض المصارف الموجهة إلى سوق الأسهم هي من القروض الموبوءة الواجب الابتعاد عنها، لأن أخطارها أكبر بكثير من فوائدها والرابح الوحيد هي المصارف، في وقت يتحمل فيه المقترض الخسارة كاملة، والتي يمكن ان تفقده معظم رأس ماله". وشدد على استمرار"قدرة السوق على العطاء والنمو"، لافتاً إلى وجود"أسهم جيدة"، إلا ان"الدخول بعشوائية ربما يعرض المستثمرين لخسائر فادحة"، ناصحاً ب"دراسة السهم ومراجعة مكررات ربحيته ومستقبله قبل الشراء". ولفت أحد العاملين في شركة وساطة، أنه يتلقى يومياً"أكثر من 15 طلباً لفتح محافظ جديدة لزبائن لا يزيد حجم استثماراتهم على 100 ألف ريال"، مشيراً إلى ان"مستثمرين كثراً يؤكدون استمرار السوق في الارتفاع وضرورة الدخول وتحقيق الأرباح". وأوضح ان"كثراً منهم يبيعون ويشترون، مستندين إلى ما يسمعون من زملائهم أو من الإشاعات في السوق، التي تضرر منها عدد كبير من المستثمرين الصغار في الأعوام الماضية".