تعتزم مجموعة من المعلمين في المنطقة الشرقية تقديم طلب الى وزارة التربية والتعليم، لاطلاق حملة لمكافحة التدخين في مدارس المرحلتين المتوسطة والثانوية بنين وبنات، خصوصاً بعد تزايد إقبال المراهقين على تعاطيه، خارج المدارس، على أن تشمل الحملة أولياء أمور الطلاب المدخنين. وذكر المعلم أمين محمد ان القيام بهذه الحملة هو ل"حماية الناشئة من خطر التدخين، وتعريفهم بالاضرار الجسيمة التي يسببها". وأوضح أن من المهم"ان تتضمن الحملة أساليب جديدة، والإفادة من جمعية مكافحة التدخين السعودية التي تمتلك خبرة كبيرة في هذا المجال". وأشار إلى أن الكثير من المرشدين في المدارس عبروا عن مخاوفهم من انتشار هذه العادة"السيئة"التي تؤثر في التحصيل العلمي للطلاب بتأثيرها على صحتهم. وأضاف أن"مرشدين يطالبون بعقد جلسات خاصة للمدخنين، يحضرها أولياء أمورهم، وان يكون الحضور فيها إلزامياً لولي الأمر"، وأن تُرفع تقارير إلى اللجان الخاصة التي تتشكل لمنع الإساءة للأطفال، بخصوص أولياء الأمور الذين يهملون في تربية أبنائهم". وأشار إلى أن"التقديرات التي تتحدث عن حجم التدخين في منطقة الخليج مخيفة. وقال:"تشير تقديرات الخبراء إلى أن سكان دول الخليج الست والأردن ولبنان وسورية والعراق واليمن، يدخنون سنوياً 80 بليون سيجارة". وأضاف"حسب نائب المدير العام لشركة الدخان والسجائر الدولية في الأردن، ان نصيب السعودية من هذا الحجم 20 بليون سيجارة في السنة، والعراق 25 بليون سيجارة، وسورية 18 بليوناً، واليمن 15 بليوناً، والأردن 5. 6 بليون سيجارة، ولبنان ستة بلايين والإمارات ثلاثة بلايين سيجارة في السنة". وأوضح أن التقديرات تشير إلى أن"معدل استهلاك السجائر في الشرق الأوسط يفوق المعدلات العالمية، فمتوسط استهلاك مليون شخص في المنطقة، مليون و250 ألف سيجارة في السنة، بينما يصل المتوسط العالمي إلى مليون و100 ألف سيجارة لكل مليون شخص". من جهته، قال المعلم وحيد سعيد"ان وزارة التربية والتعليم تهتم بمكافحة التدخين، إلا أن هذا الاهتمام بحاجة إلى المزيد من الفاعلية، وأن تتعاون فيه جهات أخرى مثل وزارة الصحة، والجمعيات الأهلية كجمعيات"السرطان، والقلب، ومكافحة التدخين". وأشار إلى أن"تطوير الأساليب، من أهم الأمور التي نحتاج اليها، وفي مقدمته طرق العلاج العملية، التي لا تكتفي بالإرشاد النظري للمشكلة، بل تتعداه الى إدخال الطالب المتعاطي في برامج تأهيلية، مع الجهات المعالجة". وأكد أن علاج المراهقين في بداية مراحل تعاطي الدخان ستكون له نتائج إيجابية كبيرة، وستحد في المستقبل من هذه الآفة. ودعا دول الخليج إلى أن تنحى منحى السعودية وتمنع إعلانات الدخان في وسائل إعلامها، وفرض ضرائب مضاعفة على تجارة التبغ، وسن القوانين التي تسهم في الحد من استهلاكه، ك"منع بيعه للأطفال، وحظر تعاطيه في الأماكن العامة". يذكر أن الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات في مكةالمكرمة ذكرت في تقرير لها أن"السعودية تأتي في المرتبة الرابعة عالمياً من حيث نسبة المدخنين من المواطنين والمقيمين، حيث يبلغ عددهم أكثر من ستة ملايين مدخن، كما تبلغ قيمة التبغ التي يتم إحراقها أكثر من 12 بليون ريال، أي ما كميته 99 طناً من التبغ يستهلكه سكان السعودية سنوياً بقيمة 33 مليون ريال يوميا". وأوضح التقرير أن نسبة المدخنين في السعودية تعادل 45 في المئة من الرجال ممن هم فوق سن ال15 وارتفاع نسبة المدخنات في المجتمع السعودي إلى ثلاثة في المئة، وأن 27 في المئة من طالبات المرحلة المتوسطة في مدينة جدة يمارسن التدخين. وأوضح أن نسبة المدخنات بين الطبيبات في منطقة الرياض تصل إلى 16 في المئة، في حين ترتفع نسبة المدخنات في المرحلة الثانوية إلى 35 في المئة، أما نسبة المدخنات بين المعلمات والإداريات فتصل إلى 15 في المئة. وأشار التقرير إلى أن سعر السجائر في السعودية يعتبر من أرخص الأسعار على مستوى دول العالم، وأن هناك 23 ألف شخص يموتون سنوياً بأمراض لها علاقة بالتدخين. يشار إلى أن مستشفى الملك فيصل التخصصي- وهو من أكبر المستشفيات السعودية- قرر في تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي البدء في مقاضاة شركات التبغ الدولية، ومطالبتها بمبلغ عشرة بلايين ريال تعويضاً عن النفقات التي تحملها المستشفى لمعالجة عشرات الآلاف من مرضى سرطان الرئة، وركزت الدعوى على حقيقة خطرة، مفادها أن شركات السجائر الدولية تسوِّق للأسواق الخليجية والعربية سجائر تحتوي على كمية أكبر من النيكوتين والقطران عن تلك التي تسوّقها في الأسواق الأميركية والأوروبية. ووفقاً لرئيس جمعية التبغ الأميركية كيرك وين"ان في الولاياتالمتحدة نحو خمسة آلاف مزرعة تصل مساحتها إلى نحو 80 هكتاراً، تنتج 250 ألف طن و60 في المئة من هذا الإنتاج يتم تصديره للخارج"، يعتبر التبغ المكون الرئيس للسجائر والسيجار والغليون"بايب"والشيشة، وتحتل الصين المرتبة الأولى عالمياً من حيث الإنتاج، حيث تنتج مليوناً و700 ألف طن. فيما تنتج البرازيل 850 ألف طن، أما الهند فتنتج 400 ألف طن، بينما لا يتجاوز حجم الإنتاج في الشرق الأوسط 15 ألف طن.وإذا كان متوسط سعر طن التبغ ما بين 2000 و2500 دولار للطن، فإن قيمة الإنتاج العالمي من التبغ تتجاوز التريليون كما يقول كيرك وين.