بمقولة"الكرة أهداف"تمكن لاعبو النصر ومن خلفهم المدرب الوطني خالد القروني من التغلب على جميع الظروف التي تحيط بالفريق جراء الإصابات المتلاحقة قبل المباراة وما حدث أثناء المباراة عقب الاستبعاد بالبطاقة الحمراء للاعب الارتكاز ضياء هارون 32 من المباراة. وإذا كان الفريق"الأصفر"تعرض لامتحان صعب عقب هذا الاستبعاد بتهديد مرماه كثيراً من لاعبي الاتفاق وفرض سيطرتهم على الكثير من دقائق الشوط الثاني، إلا أن هناك عوامل إيجابية أظهرها النصراويون وأعطت الكثير من الارتياح لأنصاره لمستقبل فريقهم يأتي في مقدمها وجود الروح المعنوية العالية مع الأداء داخل الملعب الذي مكنهم من تنفيذ التوجيهات التكتيكية التي أوصلها إليهم القروني باقتدار. فعلى رغم البداية المثالية لفريق النصر منذ بداية دقائق الشوط الأول إلا أن فريق الاتفاق سحب هذه السيطرة سريعاً من دون خطورة حقيقية بفضل النشاط والسرعة اللذين تميز بها وسطه، سواء في جهة النجعي اليمنى أو السهلي في اليسرى ومساندات المغنم الهجومية مع بقاء فيصل الدوسري لاعب ارتكاز مسانداً لقلبي الدفاع البيشي والعمري وتكفل البرازيلي لويس بالتمركز خلف المهاجم الوحيد صالح بشير، قابلها الفريق النصراوي بتحفظ كبير في خط الدفاع كاملاً للصقور والعجمي وكولمان وأحمد سعد، وبقاء بدر الحقباني وضياء هارون كصمامي أمام لهذا الخط، وتمركز سعد الجمعان يساراً وعواد العتيبي يميناً، مع أعطاء الحرية للتنقل في أرجاء الوسط للبرازيلي جيري والإبقاء على الحارثي وحيداً في المقدمة. وتعتبر نقطة التحول الكبرى في المباراة هي البطاقة الحمراء 32 لضياء هارون التي أعطت الاتفاقيين مزيداً من التحرر والاندفاع إلا أن هذه الفاعلية لم تجد طريقها لمرمى شريفي في ظل إصرار الاتفاقيين على الاختراق من العمق النصراوي! ما أجبر لاعبي النصر على إرسال الكرات الطويلة للاعب السريع الحارثي لربما يوفق في الوصول إلى مرمى البيشي. ودخل الاتفاقيون الشوط الثاني بحماسة كبيرة ورغبة وتصميم على سرعة تسجيل هدف مبكر، في ظل السيطرة الميدانية المطلقة، إلا أن التنظيم الجيد للفريق"الأصفر"وحالة عدم التوفيق الملازمة لمهاجميه بخاصة صالح بشير، حافظا على توازن الفريق ورفع معنوياته على رغم التبديلات التي أجريت للفريقين، لا سيما للاتفاق بدخول المهاجم ماجد عبدالواحد 63، ما جعل القروني يرد بتغيير تكتيكي 66 يحسب كثيراً له بخروج المرهق العتيبي ودخول الزهراني صاحب الأدوار المزدوجة هجوماً ودفاعاً، ليرد عليه مدرب الاتفاق 72 بالزج بلاعب الوسط الأيسر القحطاني بديلاً للنشط السهلي على أن ينتقل المغنم إلى الجهة اليمنى. ولم يستفد مدافعو الاتفاق من ضياع الانفرادية الخطرة للزهراني 82 التي كانت جرس الإنذار لهم في ظل الاندفاع الكبير لخطوطهم نحو المرمى"الأصفر"، حتى جاء عقابه قاسياًً88 باستغلاله الجيد لعرضية جيري، مسجلاً هدف الفوز في هذه المباراة.